أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة "الجمعية الطبية الأميركية" أنّ الأطفال يحصلون على خمسة أضعاف السعرات الحرارية من الوجبات الجاهزة، مقارنة بما حصل عليه الأطفال في تسعينيات القرن الماضي.
ووفق الدراسة، فإنّ أكثر من ثلثي السعرات الحرارية، التي يحصل عليها الأطفال، تأتي من الأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات.
ووجدت الدراسة أنّ المأكولات الجاهزة، كالهمبرغر والبيتزا، جاءت في قائمة المأكولات الأكثر ضرراً للأطفال، لأنها تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة، وهي السبب الرئيسي في التسبّب بأمراض السمنة. ووجد الباحثون أنّ الطلب على هذه المأكولات لدى الأطفال ارتفع أكثر من خمسة أضعاف، من 2.2 في المائة إلى 11.2 في المائة بين عامي 1999 و2018.
وبحسب الدراسة، فإنّ السبب الرئيسي في زيادة الإقبال على هذه الأطعمة، هو التغييرات الخاصة بنمط الغذاء لدى الجيل الجديد، بحيث زاد إقبال الأطفال على المطاعم من 79 في المائة إلى 84 في المائة.
ووجدت الدراسة أنه من بين الأعوام 1999-2000 إلى 2017-2018، زادت النسبة المقدرة لإجمالي الطاقة من استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة أو الأطعمة المشبعة بالدهون بشكل ملحوظ، من 61.4 في المائة إلى 67 في المائة.
كما تبين بأنه، من الأعوام 1999-2000 إلى 2017-2018، زادت النسبة المقدرة للطاقة من استهلاك الأطباق المختلطة الجاهزة للتسخين، زيادة كبيرة من 2.2 في المائة إلى 11.1 في المائة. فيما انخفضت النسبة المئوية المقدرة للطاقة من استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر من 10.8 في المائة إلى 5.3 في المائة.
وفي العام 2017-2018، كانت المجموعات الفرعية للأطعمة فائقة المعالجة أو المشبعة بالدهون، التي ساهمت في أكبر نسبة مقدرة من الطاقة، محصورة بأغذية الحبوب الصناعية (14.5 في المائة من مجموع السعرات الحرارية)، تليها الوجبات الخفيفة والحلويات (12.9 في المائة)، ثم الأطباق المختلطة الجاهزة للتسخين والأكل (11.1 في المائة).
رأى الدكتور فانغ زانغ، من جامعة تافتس في ماساتشوستس بالولايات المتحدة، أنّ "نتائج الدراسة مقلقة جداً، لأنها تشير إلى النظام الغذائي السيئ المتّبع من قبل الأطفال"، واعتبر أنّ تناول العديد من هذه الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والملح يضرّ بالصحة العامة.
وعلى الرغم من أنّ الدراسة استندت إلى بيانات 34000 طفل في الولايات المتحدة، إلاّ أنّ نتائجها لا تتعلّق فقط بأطفال أميركا، إذ أُجريت العديد من الأبحاث من قبل جامعة إمبريال كوليدج لندن، في يونيو/حزيران الماضي، وتوصّلت إلى النتيجة نفسها تقريباً. فقد تبيّن أنّ المأكولات المشبعة بالدهون، خاصة المأكولات الجاهزة، مسؤولة عن أكثر من 65 في المائة من مجموع السعرات التي يحصل عليها الأطفال البريطانيون.
وعلى الرغم من زيادة استهلاك الأطعمة غير الصحية، لاحظ الباحثون الأميركيون انخفاض السعرات الحرارية التي مصدرها المشروبات الغازية، وعزوا ذلك إلى الحملات الصحية التي تحذّر الناس من السكر.
نتائج مشجعة أيضاً
وعلى الرغم من أنّ الخبراء وصفوا نتائج هذه الدراسة بالقاتمة والمقلقة، إلاّ أنها في جزء آخر حملت إشارات إيجابية. فقد تبيّن بأنّ الأطفال وحتى البالغين، حاولوا من الأعوام 2003 إلى 2018 تحسين جودة نظامهم الغذائي، خاصة عند قيامهم بعمليات التسوّق من المتاجر، أي أنّ العادات الشرائية تحسّنت في السنوات الماضية، إذ زادت نسبة جودة النظام الغذائي للأطعمة المستهلكة من متاجر البقالة عند الأطفال من 45.1 في المائة إلى 53.2 في المائة، فيما وصلت النسبة عند البالغين إلى 40.1 في المائة.
كما شهد النظام الغذائي للأطعمة المقدمة من المدارس تحسناً لافتاً، خاصة بعد عام 2010. وبحلول عام 2017-2018، كان الطعام المستهلك في المدارس يتمتع بأعلى جودة، خاصة بعد القرارات الحكومية الخاصة بمنع السكريات والأطعمة المشبعة بالدهون، يليه الطعام من متاجر البقالة، ثم المصادر الأخرى كالمطاعم.
وانطلق الباحثون في دراستهم من نتائج دراسة سابقة، أظهرت أنّ العادات الغذائية دون المستوى الأمثل هي عامل رئيسي في الوفاة والعجز، كما أنّ ما يقرب من نصف الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في الولايات المتحدة، إضافة إلى العديد من حالات السرطان، تُعزى إلى سوء التغذية.