زلزال اليابان: ارتفاع حصيلة القتلى إلى 73 ومخاوف بشأن إنقاذ محاصرين

03 يناير 2024
تبذل فرق الإنقاذ جهوداً لإنقاذ المحاصرين تحت البنايات (فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت حصيلة القتلى جراء زلزال اليابان الذي وقع قبل يومين، وبلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر، إلى 73 شخصا، بينما تبذل فرق الإنقاذ جهودا مضنية، اليوم الأربعاء، لإنقاذ من يخشى أنهم محاصرون تحت أنقاض بنايات منهارة.

وبحسب وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، فإن زلازل تراوحت قوتها بين 5 و7 درجات وقعت يومي 1 و2 يناير/كانون الثاني الجاري، قبالة سواحل شبه جزيرة "نوتو" بمحافظة إيشيكاوا. كما شهدت المنطقة زلزالين آخرين بلغت قوتهما 5 و5.5 درجات، اليوم الأربعاء، وتبعتهما هزات ارتدادية.

وأعقب حدوث الزلازل انهيارات في الطرق ومشاكل في إمدادات الكهرباء والمياه، وسط انقطاع المواصلات مع بعض القرى.

وأعلنت حكومة مقاطعة إيشيكاوا ارتفاع عدد ضحايا الزلازل إلى 73 في أحدث حصيلة، وإصابة أكثر من 400 بجروح، في حصيلة يُرجح أن ترتفع. بعدما كانت قد أعلنت في وقت سابق أن عدد القتلى 64.

وأكدت السلطات اليابانية أن أكثر من 33400 شخص يقيمون حاليا في ملاجئ، فيما انهار أكثر من 200 مبنى.

ولا يزال قرابة 30 ألف منزل من دون كهرباء في مقاطعة إيشيكاوا، على ما قالت الشركة المزودة للخدمة، وأكثر من 110 آلاف منزل من دون مياه.

جهود لإنقاذ المحاصرين

تعد أول 72 ساعة حاسمة لإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض في أعقاب الكوارث. في الأثناء، تواصل بلديات المنطقة استقبال بلاغات تفيد بوجود عالقين تحت الأنقاض بانتظار إنقاذهم.

كما حذرت السلطات من عواقب انهيارات ترابية محتملة في المنطقة، انطلاقاً من معدلات الأمطار المتوقعة على شبه جزيرة "نوتو".

بدوره، أعلن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا رفع عدد قوات الدفاع الذاتي (SDF) المرسلة إلى منطقة زلزال اليابان إلى ألفي عنصر. وأضاف أن مستلزمات المساعدات والدعم الإغاثي تتواصل إلى المنطقة "بشكل مستقر".

وأفاد كيشيدا بأن عناصر "الدفاع الذاتي" يشاركون في عمليات البحث والإنقاذ، فيما تقوم المروحيات بنقل المعدات والمستلزمات اللازمة.

وفي سياق متصل، أعلنت محافظة إيشيكاوا تخصيص خط بـ6 لغات، لتقديم الاستشارات للسكان المحليين والأجانب.

ولوحظ انقطاع المياه والكهرباء عن المؤسسات الحكومية في المنطقة، فيما باتت رفوف المحلات التجارية فارغة عقب الزلزال.

وقال كيشيدا إن "أكثر من 40 ساعة مرت على الكارثة. لقد تلقينا الكثير من المعلومات عن أشخاص يحتاجون إلى إنقاذهم وأشخاص ينتظرون المساعدة".

وأكد في تصريحات عقب اجتماع لخلية الطوارئ زيادة عدد العسكريين وكلاب الإنقاذ الذين أُرسلوا للمشاركة في عمليات البحث.

وأفادت السلطات المحلية بوصول كميات من المواد الغذائية وإمدادات الطوارئ إلى المنطقة، لكنها أشارت إلى أن الأضرار التي لحقت بالطرق أدت الى عرقلة عمليات إيصالها للمحتاجين.

وقالت يوكو أوكودا (30 عاما) التي لجأت إلى مركز إجلاء في بلدة أناميزو "أنا هنا لأن شرايين الحياة تقطّعت. الكهرباء، المياه، الغاز، كل شيء. ومع استمرار الهزات الارتدادية، يمكن لمنزلنا أن ينهار في أي لحظة".

وأضافت لوكالة فرانس برس "البرد ونقص الغذاء هما أكثر ما يثير قلقي حاليا".

وأصدرت وزارة الصحة تعليمات إلى مشافي المنطقة بتقديم الخدمات الطبية اللازمة حتى لمن لا يستطيعون إبراز بطاقة التأمين الصحي.

وعلى صعيد المواصلات والنقل، فقد لحقت أضرار كبيرة بمدرجات مطار "نوتو" في مدينة "اجيما"، وهو أقرب وسيلة مواصلات إلى شبه جزيرة "نوتو". وأفادت السلطات بأن أعمال الصيانة والإصلاح بدأت في المدارج، وأنه من المقرر استئناف خدمات المطار اعتباراً من منتصف ليل 4 يناير/كانون الثاني الجاري.

من جهته، أعلن مركز المعلومات الجيومكانية الياباني تحرّك البر في مدينة "اجيما" الساحلية بما يقارب 3 أمتار نحو الغرب.

كما توقع خبراء الزلازل ممن فوّضتهم الحكومة المركزية لإجراء التحريات اللازمة حول الزلزال الأخير، استمرار الهزات الأرضية والأنشطة الزلزالية.

زلزال اليابان: مخاوف وقلق السكان

من جهتهم، أعرب سكان عن حزنهم الشديد وقلقهم بشأن مستقبلهم الغامض.

وقالت ميكي كوباياشي، إحدى سكان إيشيكاوا، وهي تتجول في منزلها: "الأمر لا يقتصر على الفوضى.. لقد انهار الجدار، ويمكنك رؤية الغرفة المجاورة.. لا أعتقد أننا نستطيع العيش هنا بعد الآن".

وعلى الرغم من استمرار ارتفاع أعداد الضحايا تدريجيا، إلا أن التحذيرات العامة، التي بُثت عبر الإذاعة والهواتف بالإضافة للاستجابة السريعة من السكان والمسؤولين، يبدو أنها أدت للحد من بعض الأضرار.

يقول توشيتاكا كاتادا، الأستاذ في جامعة طوكيو المتخصص في الكوارث، إن السكان كانوا مستعدين، لأن المنطقة تعرضت لزلازل في السنوات الماضية.

وأضاف "كان لديهم خطط للإخلاء وتوفير إمدادات الطوارئ. ربما لا يوجد أشخاص على وجه الأرض مستعدون لمواجهة الكوارث كاليابانيين".

والزلزال الذي بلغت شدته 7.6 درجات، بحسب هيئة الأرصاد اليابانية، هو واحد من أكثر من 400 زلزال ضرب المنطقة حتى صباح الأربعاء.

كما تسبب الزلزال الذي شعر به أيضاً سكان طوكيو على بعد 320 كيلومترًا من نوتو، بأضرار مادّية جسيمة وموجات تسونامي الاثنين على ساحل بحر اليابان، إلا أنها كانت منخفضة نسبياً ولم يتخط ارتفاعها 1.2 متر.

تشيع الزلازل في اليابان بسبب موقعها على "حزام النار"، وهو قوس يضم براكين وخطوط صدع في حوض المحيط الهادئ.

(الأناضول، أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون