بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، صباح اليوم السبت، في مدينة مراكش المغربية، التي عاشت أمس الجمعة، ليلة عصيبة بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجات على سلم ريختر، وأسفر إلى حد الساعة 4:00 بحسب توقيت غرينتش عن 1037 قتيلاً و721 جريحاً في أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الداخلية.
وكشفت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنه بعد ليلة من الهلع والرعب التي عاشها سكان مدينة مراكش، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، من خلال فتح المتاجر والمقاهي لأبوابها وإقبال المواطنين عليها لتوفير حاجياتهم اليومية، وانصراف الكثير منهم إلى أعمالهم ومشاغلهم.
وأشارت المصادر، إلى أنّ الوضع بدا عادياً، صباح اليوم السبت، وأنّ المدينة السياحية بدأت تلملم جراحها بالتزامن مع استمرار عمليات الإنقاذ ورفع أنقاض المباني المهدمة.
وقال الكاتب الجهوي للحزب "الاشتراكي الموحد" نور الدين بلكبير، لـ"العربي الجديد": "عاشت مراكش ليلة الجمعة لحظات عصيبة، إذ رغم التطمينات التي أصدرتها السلطات إلا أنّ تداول فيديوهات تتحدث عن وقوع هزة جديدة، ضاعف من حالة هلع عدد من الموطنين"، مضيفاً أنّ "الأمور اليوم هادئة، والكثير من الناس عادوا إلى بيوتهم للنوم بعد ليلة بيضاء. ما يهمنا اليوم، هو العمل على التبرع بالدعم لمصابي الزلزال".
ووفق آخر حصيلة قدمتها وزارة الداخلية المغربية، صباح السبت، فقد تم تسجيل 13 وفاة بعمالة مراكش.
وتضررت بعض الآثار التاريخية في مدينة مراكش وأغادير في الزلزال الذي وصفه رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء (حكومي) ناصر جابور، بأنه "الأعنف منذ قرن". ووفق تصريحات جابور لوكالة الأناضول، فإنّ "الهزة الرئيسية تلتها مئات من الهزات الارتدادية بلغت أقواها نحو 6 درجات".
وتشتهر مراكش، المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي، بمساجدها وقصورها ومعاهدها الدينية التي تعود للقرون الوسطى والمزينة ببلاط الفسيفساء الزاهي وسط متاهة من الأزقة الوردية.
وحتى صباح اليوم لم يكن حجم الأضرار التي لحقت بمراكش قد اتضح بعد، لكن معظم المواقع التاريخية الرئيسية في المدينة القديمة بدت سليمة إلى حد كبير، وفقاً لـ"رويترز".
وتعد ساحة جامع الفنا التراثية، من أهم معالم مراكش، ويطل عليها أيضاً جامع الكتبية الذي يرجع تاريخه إلى القرون الوسطى، ويوجد بها فنانو الشوارع وأكشاك السوق وسحرة الثعابين.
وبدت مئذنة الكتبية الشاهقة، التي تجري صيانتها بعناية نظراً لقيمتها الكبيرة، سليمة، لكن مئذنة مسجد أقل شهرة في جزء آخر من الساحة الواسعة انهارت، وحطمت أنقاضها بعض السيارات.
وقال ميلود سكروت، أحد سكان مراكش، لـ"رويترز" بينما يقف أمام كومة من الأنقاض في مكان آخر بالمدينة القديمة، إن الأضرار تسببت في سد الأزقة، مما يجعل من الصعب مساعدة السكان المحاصرين.
وكان المعهد الوطني للجيوفيزياء (حكومي)، قال، في بيان، إنّ الهزة الأرضية سجلت بقوة 7 درجات على مقياس ريختر وكان مركزها منطقة الحوز (شمال).