رفض السماح بصلاة الجمعة في الجزائر مجدداً... كورونا أم الحراك الشعبي؟

02 أكتوبر 2020
لا يسمح للجزائريين بأداء صلاة الجمعة في المساجد (العربي الجديد)
+ الخط -

رفضت السلطات الجزائرية السماح بإقامة صلاة الجمعة في كافة مساجد البلاد، رغم السماح بإقامة باقي الصلوات في المساجد، والانضباط الذي أبداه المصلون، والذي تزامن مع تدني معدلات الإصابة بفيروس كورونا.
وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، الجمعة، خلال لقائه كوادر القطاع الديني في منطقة بسكرة (جنوب)، إن "فتح المساجد لأداء صلاة الجمعة يبقى مرهونا بمدى التزام المواطنين بالتدابير الوقائية المتعلقة بجائحة كورونا، وتوصيات اللجنة العلمية"، مضيفا أن "قرار السماح بإقامة صلاة الجمعة متفهم من قبل السلطات، وهو مطلب مهم مثل العودة إلى الدراسة وفتح المجال الجوي".
ونشر المجلس الوطني للأئمة (مستقل)، بيانا قبل أيام،  طالب فيه بفتح المساجد لأداء صلاة الجمعة، وفتح بقية المساجد التي لم يتم فتحها باعتبار أن إقامة صلاة الجمعة مطلب شعبي ملح لا يمكن تجاهله أو تجاوزه، كما حذر المجلس الحكومة من خطر الاستمرار في تجاهل هذا المطلب الشعبي المشروع.
 واعتبر ناشطون أن قرار منع صلاة الجمعة لم يعد له مبرر، بعد سماح السلطات بفتح المتنزهات والشواطئ التي تشهد زحاما كبيرا يتنافى مع التدابير الوقائية، والسماح بفتح المطاعم والمقاهي وكافة أشكال النشاط الاقتصادي، إضافة إلى قرار السلطات أمس الخميس، السماح بنقل المسافرين والنقل الجماعي في نهاية الأسبوع.
وقال الناشط في الحراك الشعبي، نور الدين خذير، لـ"العربي الجديد"، إن "منع صلاة الجمعة ليس له مبرر سوى التخوف من عودة الحراك، خاصة مع قرب موعد الاستفتاء على تعديل الدستور الذي تريد السلطة تمريره "، مضيفا أن "كل المبررات المرتبطة بالجانب الوقائي سقطت مع الالتزام الكبير الذي أبداه المصلون في الصلوات الخمس، ومع فتح الشواطئ وفتح الجامعات، لذلك فالمبرر الصحي لم يعد له معنى، وهو غير مقنع".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وثمن بلمهدي ما وصفه بـ"تطور الخطاب الديني في الجزائر إلى خطاب إيجابي وجامع يتضمن انسجاما مع المجتمع ومقتضيات جمع الكلمة، لا سيما في مرحلة جائحة كورونا"، مشيرا إلى أن "الجزائر نجحت في منع الخطاب المتطرف، وتركيز خطاب متزن رافق الحراك الشعبي، ولم يسمح لأي دخيل بتمرير دعوات إفساد الوطن".

وفي العاشر من أغسطس/آب الماضي، سمحت السلطات الجزائرية بإعادة الفتح التدريجي للمساجد، وخصت المساجد التي تتسع لأكثر من ألف مصل بالفتح لأنها تسمح بتطبيق التباعد خلال الصلاة، لكنها سمحت فقط بإقامة الصلوات الخمس، ومنعت إقامة صلاة الجمعة توقيا لتجمع المصلين خلالها.

وفي 11 سبتمبر/أيلول الماضي، تحدى مصلون قرار السلطات بمنع صلاة الجمعة، وقاموا في عدة بلدات بتأدية الصلاة، خاصة في مدينة بجاية (شرق).

المساهمون