رشيد باركزاي... أفغاني متعلم يعمل حمّالاً في باكستان

22 يناير 2023
اللاجئ الأفغاني رشيد باركزاي (العربي الجديد)
+ الخط -

قبل ثلاث سنوات جاء رشيد باركزاي من العاصمة الأفغانية كابول إلى باكستان بسبب الوضع الأمني الهش والمتردي في بلاده، وتطلع إلى تحسن الوضع في أفغانستان مع وصول حركة "طالبان" إلى الحكم، لكنه استمر متردياً في كل المجالات، فبقي في باكستان رغم صعوبة الحياة والمشاكل الكثيرة التي يواجهها مع أسرته. 
وُلد رشيد في كابول، وتخصص في التجارة في جامعة خاصة، وأمل في أن يواصل الدراسة، لكن الأحوال المعيشية والأمنية منعته من ذلك، ما أجبره على المغادرة، لكنه ما زال يأمل في العودة ومواصلة دراسته، في حين أن هذه الفرصة غير متاحة حالياً، وقد تستمر هذه الحال في السنوات القادمة، لذا يفضل الزواج، وهو ما يريده والداه، يقول لـ"العربي الجديد": "أحلم بأن أكمل الدراسة وأحصل على شهادة ماجستير وربما دكتوراه، ثم أفكر بالزواج، وهو أمر صعب حالياً في ظل كسبنا قوتنا اليومي فقط".
ورغم أنه متعلم، يعمل رشيد حمالاً في شركة خاصة بباكستان، لأنه لا يستطيع رفض أي عمل يجلب له الرزق، وهو يتقاضى راتباً قدره 18500 روبية باكستانية (81.78 دولاراً)، كما يعمل شقيقاه الآخران، أما أخواته الثلاث فيلازمن المنزل، وهن لسن متزوجات ولا يعملن، على غرار والده فريد الذي يبلغ الـ54 من العمر، لكنه مريض بالسكري وضغط الدم.
وفي ديار الغربة بباكستان ثمة مشاكل كثيرة، أهمها عدم امتلاك العائلة علاقات تسمح ربما بحصولها على بعض المساعدات وبينها توفير أعمال للشبان، وتجنب مواجهة مشاكل، مثل التعرض لملاحقات أجهزة الأمن والشرطة التي تكثر ضد اللاجئين الأفغان تحديداً. ويقول فريد إن "الوضع في أفغانستان غير مستقر كي نتخذ قرار العودة وننفذه، كما أن الحصول على عمل دائم ومستقر أمر صعب في باكستان، لذا نقبل أي عمل نجده مهما بلغت درجة صعوبته، فمن دون عمل لا يمكن تيسير أمور المنزل وتوفير احتياجاته".

ويعيش أفراد عائلة باركزاي في منزل مستأجر في باكستان، في حين يملكون منزلاً بحالة جيدة في العاصمة الأفغانية كابول، اضطروا إلى تركه بسبب الوضع الأمني، وهم يريدون العودة الآن إلى بلدهم، لكنهم لا يستطيعون ذلك لأن الوضع الاقتصادي هش والبطالة مستشرية، ولا فرص للعمل هناك، رغم أنهم يعلمون جيداً أن مستقبلهم ليس في باكستان، كما يقول رشيد، موضحاً أنه "يصعب العيش بعيداً عن أفغانستان، كما يصح القول إنه لا سبيل للعيش بطريقة جيدة ومثالية في الغربة أصلاً".

المساهمون