لم تكن تيري هوردمان (49 عاماً) المصابة بسرطان الأمعاء، متأكدة من قدرتها على العودة لممارسة أنشطة طبيعية، كباقي البشر مثل المشي، صعود السلالم، أو حتى الحديث عبر الهاتف، لكن بفضل عقار جديد يستهدف جينا محددا تمكنت الجدّة من استعادة حياتها الطبيعية.
في العام 2020، تم تشخيص إصابة تيري هوردمان ولديها ثلاثة أطفال وستة أحفاد بالمرحلة الرابعة الأكثر تقدماً من سرطان القولون والمستقيم، والتي انتشرت إلى رئتيها.
كانت هوردمان تعمل بمصنع وتتمتع بصحة جيدة في السابق، واعتادت القيام بالأعمال اليدوية لشركة تنتج الإمدادات الطبية، واعتقدت في البداية أن آلام المعدة قد تكون متلازمة القولون العصبي، لكن طبيبها العام أحالها إلى مستشفى "كيدرمينستر أن كريستي تراست"، الذي شخّصها بسرطان الأمعاء في المرحلة الرابعة.
عقار جديد "عجيب"
اليوم، وبفضل "تركيبة دوائية" لم يتم الكشف عنها، أو حتى إعطاء اسم لها، باتت المريضة قادرة على التحرك أكثر، بل حتى التحكم في كيفية نمو المرض. ووصفت هوردمان، بحسب تقرير لصحيفة "ذا ميرور" البريطانية، الدواء بالعجيب.
Gran, 49, sees advanced bowel cancer tumours shrink after new drug treatment https://t.co/7Wkn6j7ita pic.twitter.com/FcY520D3lY
— Woody (@Knewz_Currently) March 27, 2022
بعد ثلاثة أشهر من الخضوع للعلاج السريري عبر هذا الدواء، أظهرت الفحوصات أنّ حجم أورام هيردمان انخفض إلى النصف.
استهداف جينات كراس
بدأت مستشفى "كيدرمينستر أن كريستي تراست" ومقرها مانشستر-المملكة المتحدة، بإجراء تجارب إكلينيكية تستخدم علاجات موجهة - وهو نوع من علاج السرطان الذي يستهدف الجينات والبروتينات التي تتحكم في كيفية نمو الخلايا السرطانية وانتشارها- وهذا النوع من العلاجات موجه لبعض الأشخاص الذين يملكون جينات يطلق عليها اسم KRAS، وهو الجين الذي تحمله هوردمان.
بحسب المركز الوطني للسرطان، ومقره الولايات المتحدة الأميركية، تتواجد طفرات KRAS في حوالي 25 في المائة من الأورام، مما يجعلها واحدة من الطفرات الجينية الأكثر شيوعا المرتبطة بالسرطان. وعادة ما تكون مشخصة لدى المصابين بأمراض سرطان الرئة، القولون والبنكرياس. إذ يتسبب KRAS في 32 في المائة من سرطانات الرئة، و40 في المائة من سرطانات القولون والمستقيم، و85 إلى 90 في المائة من حالات سرطان البنكرياس.
عادة ما تعمل هذه الطفرة كمركز لنقل المعلومات للإشارات في الخلية، تزيد من نموها بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
بحسب شهادة المريضة، التي بدأت بتناول الجرعة الأولى من الأقراص في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت حالتها الصحية تتحسن خلال أيام وباتت قادرة على التحرك بمفردها، كما أفادت "ذا ميرور".
"ثورة طبية"
في السابق، لم تنجح ثلاثة أنواع من العلاجات في مساعدتها، وبحلول أغسطس/آب من العام الماضي، فقدت هيردمان جزءاً كبيراً من وزنها، وظنت أنها لم تعد قادرة على الاحتفال بعيد الميلاد.
تقول: "لم أكن أعتقد أنني سأصل إلى عيد الميلاد، لكنني الآن أتطلع للاحتفال بعيد ميلادي الخمسين في يوليو/تموز. أشعر بأنني قادرة على الاستمتاع بالحياة مجددا".
يؤكد الدكتور ماثيو كريبس، أخصائي الأورام الطبية في كريستي تراست وجامعة مانشستر، أن أورام المريضة انخفضت منذ ذلك الحين بنحو 50 في المائة في غضون ثلاثة أشهر.
ووجد الدكتور كريبس، أن إمكانية التوصل إلى علاجات لمواجهة الطفرة تعد ثورة طبية، ويمكن أن تساعد المئات من المرضى.
يقول كريبس: "هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل أن يتوفر هذا الدواء بشكل روتيني للمرضى، وقد لا يستجيب الجميع بهذه الطريقة، ولكن حالة تيري تسلط الضوء على الفوائد المحتملة التي يمكن أن تحملها التجارب السريرية للأدوية الجديدة".