كشف المحامي الحقوقي خالد المصري، عضو هيئة الدفاع عن المصريين الستة المعتقلين بالقضية المعروفة إعلامياً بأحداث "خلية داعش إمبابة"، والصادر فيها عليهم حكم يوم الخميس الماضي بالسجن المشدد 3 سنوات ووضعهم تحت مراقبة الشرطة، عن مفاجأة في الحكم، وهي أن أحد المحكوم عليهم توفي قبل صدور الحكم بنحو 20 يوماً.
"المحاكمة هزلية في قضية داعش إمبابة"
وقال المصري بصفته دفاع المحكوم عليه المتوفى في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إن هذا الأمر يؤكد أن المحاكمة هزلية وغياب للقانون، فالحكم يفترض أن يكون حضورياً وليس غيابياً.
وأضاف: "حضور المتهمين وجوبي وإلزامي وليس اختيارياً، لكونهم يحاكمون حضورياً، إلا أن المحكمة لم تأخذ هذا الأمر في اعتبارها، وأصدرت حكمها في ظل غياب المتهمين، بل ومن بينهم معتقل متوفىً داخل السجن، والوفاة مسجلة رسمية، وتم إخطار دفاعه وأسرته بالوفاة".
وعن التحرك القانوني تجاه الأمر، قال المصري، إنه وفريق هيئة الدفاع بصدد بحث الوضع القانوني بخصوص الحكم والمعتقل المتوفي وبقية المحكوم عليهم، وآليات التحرك.
المعتقل المحكوم عليه الذي توفي قبل صدور الحكم بنحو 20 يوماً هو كمال مجدي كمال محمد (37 سنة)، المتخصص في التغذية.
وكان المحامي الحقوقي خالد المصري، قد كتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن الشاب المتوفى فور وفاته، وكشف تعرضه لمأساة والتنكيل به.
وقال: "أُلقي القبض عليه في 2017 بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية واعتناق أفكار تكفيرية، ظل محبوساً لأشهر حتى أُخلي سبيله بضمان مالي على ذمة القضية. شاب وسيم خجول مؤدب استطاع أن يمارس حياته بعدها وعاد إلى عمله وخطب فتاة أحبها جداً، وعقد عليها في انتظار إتمام إجراءات الزواج".
وتابع: "كما التقاها فجأة وأحبها فجأة وارتبط بها فجأة رحلت عنه وعن الدنيا كذلك فجأة. حزن عليها كثيراً، ولكنه على أي حال استمر في حياته ورفض بشدة أن يرتبط بعدها. ربما لم يقتنع بتكرار هذه التجربة مرة أخرى، حتى جاء عام 2021، وتذكرت نيابة شمال الجيزة القضية بعد إخلاء سبيل جميع المتهمين بأربع سنوات، وأحالتها على محكمة الجنايات دائرة الإرهاب".
وأكمل: "لا بأس، فهو والجميع في بيوتهم ومخلى سبيلهم، وكانت نصيحتنا بحضور الجلسات وبالفعل حضروا الجلسات جميعها، وفي منتصف هذا العام أصدرت المحكمة حكمها ببراءته وزملاءه. ابتسمت له الدنيا مرة أخرى، وأغلق هذه الصفحة للأبد أو ربما توهم ذلك".
وتابع: "كان على القضية بعد صدور الأحكام أن تذهب للتصديق في مكتب شؤون أمن الدولة، وفي العام الذي يليه 2022 كان لهم رأي آخر، فقد قرروا إعادة محاكمتهم مرة أخرى أمام دائرة أخرى دون أن يعلم أو نعلم أو أن يعلم أحد. بدأ الفصل الرابع، وأُعيدت المحاكمة مرة أخرى أمام دائرة أخرى، ولكن هذه المرة جرت محاكمتهم غيابياً، وحكمت عليهم المحكمة بالسجن 15 سنة".
وأضاف: "أُلقي القبض على صاحبنا مع جميع زملائه، وجرت محاكمتهم حضورياً أمام الدائرة نفسها التي أصدرت الحكم الغيابي والتي ما لبث أن تغير تشكيلها أكثر من مرة. ترافعت عنه وعن آخر وطلبت البراءة وحجزت القضية للحكم بجلسة 14 ديسمبر/كانون المقبل 2023. سألته بعد آخر جلسة بعفوية: "إيه رأيك في المرافعة؟ فقال لي: مش لاقي أي رد أقوله غير جزاك الله عنا خير الجزاء. انتهت القصة. انتظر. نسيت أن أخبرك. مات منذ قليل بطل هذه القصة الشاب الجميل المؤدب كمال مجدي كمال".