دعوات خليجية لمقاطعة جامعات بريطانية ومخيمات طلابيّة جديدة لأجل غزة

06 يونيو 2024
تظاهرة بكلية لندن للاقتصاد للتضامن مع فلسطين، في 14 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ائتلاف الخليج ضد التطبيع يدعو لمقاطعة جامعات بريطانية متهمة بدعم الإبادة الجماعية في غزة، مؤكدًا على دور طلاب الخليج في الحراك العالمي ضد هذه المؤسسات.
- ينتقد الائتلاف الشراكات وبرامج الابتعاث مع الجامعات المتورطة، مشيرًا إلى أن مقاطعتها تمثل خطوة بتأثير مالي وأخلاقي كبير نظرًا لكونها مصدر دخل رئيسي لها.
- المخيمات الطلابية لأجل غزة تواصل اعتصاماتها بالجامعات البريطانية، معلنة تضامنها مع القضية الفلسطينية ومطالبة بسحب الاستثمارات من الشركات المتورطة في الإبادة، بدعم من مجموعات يهودية تفصل بين معاداة السامية ونقد سياسات إسرائيل.

دعا ائتلاف الخليج ضد التطبيع، إلى المساهمة في الحراك الطلابي العالمي المنادي بسحب استثمارات الجامعات من "المؤسسات المستفيدة من الإبادة الجماعيّة في قطاع غزّة"، من خلال مقاطعة مجموعة من الجامعات البريطانية التي يدرس فيها طلبة خليجيون وعرب، ووقف برامج الابتعاث مع هذه الجامعات.

وطالب الائتلاف عبر بيان عمّمه على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس الأربعاء، بأن يكون لطلاب الخليج العربي صوت في الحراك الطلابي العالمي، خاصّة أن "برامج الابتعاث والشراكات مع الجامعات المحليّة في الخليج تعتبر مصدر دخل لا غنى عنه للجامعات البريطانية".

واعتبر الائتلاف أن تواطؤ جامعات بريطانية "لم يقتصر على رفض الاعتراف بالإبادة الجماعيّة في غزّة، بل بلعب دور مباشر في تمويل وتطوير الأسلحة المزودة لجيش الاحتلال الصهيوني". ورأى الائتلاف الذي يضم مجموعات ناشطة ضد التطبيع في عدد من البلدان الخليجيّة أن بعض الجامعات البريطانية "تتخذ موقفًا صريحًا في حماية الاحتلال عن طريق قمع تظاهرات طلبتها المطالبون بوقف مشاركتها في إبادة غزّة، والذي تضمن القمع الجسدي والتحرّش الجنسي ونزع الحجاب" بحسب البيان.

ووجّه الائتلاف دعوته إلى "الجهات المحليّة المعنية بالتعليم في الخارج" لاتخاذ موقف أخلاقي لمقاطعة مجموعة من الجامعات وهي: جامعة نيوكاسل، جامعة ليفربول، جامعة نوتنغهام، جامعة ليدز، جامعة نورثمبريا، جامعة لندن كوين ماري، جامعة مانشستر، جامعة مانشستر متروبوليتان وجامعة كوفنتري. وبرّر الائتلاف مقاطعة هذه الجامعات بناء على معايير وضعها تتعلق بحجم الشراكات والاستثمارات في الشركات المنتفعة من الإبادة، وعدد الطلبة الخليجيين، وقمع الحراك الطلابي داخل الجامعات، إضافة إلى تلقي الجامعات المذكورة إنذارات مسبقة من قبل المركز الدولي للعدالة لفلسطين عن المسؤوليّة الجنائيّة في أي استثمارات في شركات الأسلحة وفي مستوطنات الاحتلال.

آلاف الطلبة يدرسون في جامعات بريطانية

ويدرس سنويًا آلاف الطلبة من دول الخليج في جامعات حول العالم، معظمهم ضمن بعثات دراسيّة ممولة من قبل الدولة، وتعتبر الجامعات البريطانية وجهة مفضلة للكثيرين منهم بسبب السمعة الجيدة لها وكونها تُدرّس باللغة الإنكليزيّة. فيما أظهرت تقارير عدّة انخفاض عدد الطلاب الخليجيين المبتعثين إلى الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، مفضلين التوجه نحو الجامعات البريطانية لأسباب مختلفة.

في المقابل، ذكر تقرير الشهر الماضي أُعد بتكليف من الحكومة البريطانيّة، أن أعداد الطلاب الدوليين الذين يدفعون ودائع للدراسة في الجامعات البريطانية في سبتمبر/أيلول الماضي انخفضت بنسبة 63%، مقارنة بالعام السابق، بعدما فرضت الحكومة قيودًا على تأشيرات التعليم بحسب ما قالته اللجنة الاستشاريّة للهجرة. فيما حذّر التقرير من أنه يجب على بريطانيا تجنّب المزيد من القيود على أعداد الطلاب الدوليين وإلا فقد تنهار بعض الجامعات، وذلك بعد انخفاض التسجيلات الأجنبيّة للعام المقبل.

يُقدّر عدد الطلاب من الدول العربيّة الدارسين في الجامعات البريطانية بعشرات الآلاف وبأقل من خمسين ألفاً. ووفقًا لأرقام وكالة إحصاءات التعليم العالي عام 2021، كان هناك قرابة 30 ألف طالب من العالم العربي في الجامعات البريطانية، ثلثهم تقريبًا من المملكة العربيّة السعوديّة.

ولم يدع ائتلاف الخليج ضد التطبيع إلى مقاطعة جميع الجامعات البريطانية، بل تلك التي لها دور كبير في الإبادة الجماعيّة في غزّة. وحدد مساحات العمل من أجل ذلك على أكثر من مستوى؛ أولًا الطلاب من خلال عدم التحاقهم بهذه الجامعات ومراسلة الجامعة لتوضيح الأسباب، ثانيًا عبر وكلاء الجامعات في المنطقة بهدف إنهاء العلاقات بين الوكالات المحليّة المنسّقة للتعليم والجامعات المذكورة، وأخيرًا وزارات التعليم من خلال إزالة الجامعات المستهدفة من قوائم الابتعاث حتى تتعهد هذه الجامعات بإنهاء علاقتها مع شركات تطوير السلاح المزودة لجيش الاحتلال، وسحب الاستثمارات المتربحة من إبادة الفلسطينيين في غزّة.

36 مخيمًا طلابيًا لأجل غزّة في بريطانيا

في سياق متصل، تواصل المخيمات الطلابيّة لأجل غزّة في الجامعات البريطانية اعتصاماتها في الحرم الجامعي لأكثر من شهر الآن، فيما وصل عدد هذه المخيمات الطلابيّة حتّى الآن إلى ستة وثلاثين مخيمًا طلابيًا في جامعات بريطانيا. وعاد الطلاب في جامعة غولد سميث في لندن إلى الاعتصام مجددًا قبل أيّام، بعدما أوقفوا اعتصامهم قبل ثلاثة أسابيع عندما أعلنوا اتفاقًا مع إدارة الجامعة في حينها يقضي بتحقيق مطالبهم، إلّا أنهم قالوا هذا الأسبوع إن إدارة الجامعة تراجعت عمّا اتفقوا عليه لذلك سيعودون للاعتصام.

وأعلنت جامعة درم عن زيادة التزامها المالي بالمنح الدراسيّة للطلاب الفلسطينيين من الضفة الغربيّة وقطاع غزّة، وجاء في بيان الجامعة الذي نُشر يوم أمس الأربعاء: "نحن منخرطون في مناقشات مؤسسية ووطنيّة حول الطريقة الأكثر فعالية لمساعدة الطلاب الذين توقف تعليمهم العالي بسبب الحرب أو الذين سيحتاجون إلى التعليم العالي في المستقبل".

وجاء هذا البيان بعد لقاء جديد بين إدارة الجامعة التي ما زالت ترفض المطالب المركزيّة المتعلقة بسحب الاستثمارات والكشف عنها، وبين الطلاب المعتصمين منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. كذلك رفضت إدارة الجامعة في بيانها مراجعة اعتمادها لتعريف معاداة السامية الذي وضعه التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA)، وهو تعريف يخلط بين معاداة السامية ونقد إسرائيل.

وأصدرت مجموعة من الأكاديميين والطلاب اليهود في جامعة ساسكس إضافة لناشطين يهود في مدينة برايتون بيانا صباحا اليوم الخميس بعنوان "بيان يهودي حول المخيم الطلابي لأجل فلسطين"، عبّروا فيه عن دعمهم للمخيم الطلابي ومطالبه ضد "الإبادة الاستعماريّة الإسرائيليّة بحق الفلسطينيين، وتواطؤ الحكومات في دول الشمال بذلك".

وأكد البيان وجود العديد من الطلاب اليهود في الحراك الطلابي لأجل غزّة وأن المخيم يستضيف احتفالات بمناسبات يهوديّة مثل الأعياد ودخول يوم السبت. وجاء فيه أن "المؤسسات السياسيّة القامعة خائفة من قوة هذه الحركة وتنوعها القائم على خلفيات وثقافات وعرقيات وتوجهات جندريّة وجنسيّة مختلفة".

وأعلن الطلاب المعتصمون في جامعة أوكسفورد، اليوم الخميس، أن إدارة الجامعة وافقت على مقابلة ممثلين عنهم بحسب ما أعلنوه في منصتهم عبر إنستغرام. وجاء في المنشور أنهم والإدارة يقومون بتحديد الموعد المناسب لعقد الاجتماع لمناقشة المطالب بعد "مرور شهر كامل على إطلاق مخيم الاعتصام".

وتحدث بيان المعتصمين عن استمرار جيش الاحتلال في ارتكاب الفظائع في غزّة قائلا: "غزّة لا يمكنها الانتظار، ولا نحن أيضًا. وافقنا على اللقاء مع نائب رئيس الجامعة والإدارة ونتطلع للعمل مع الجامعة لمعالجة التزامنا الجامعي في وجه الإبادة الجماعيّة".

 

المساهمون