دعوات أممية للأردن إلى إعادة فتح المدارس والعودة إلى التعليم الحضوري

19 يناير 2022
لا يقتصر دور المدرسة على تعليم الأطفال، فهي تساعدهم على الاختلاط والتطور الاجتماعي (Getty)
+ الخط -

دعا ممثلو منظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي في الأردن، اليوم الأربعاء، إلى أن تكون المدارس آخر القطاعات المُغلقة وأول القطاعات المفتوحة للحد من وقوع خسائر في التعلّم، التي تنعكس على الأطفال لسنوات قادمة، في ظل توجه الحكومة إلى تأجيل الدراسة في الفصل الثاني 20 يوماً إضافية. 

وطالب ممثلو منظمات الأمم المتحدة للتربية والعلوم "يونسكو" وللطفولة "يونيسف" ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، في بيان لهم، حكومة الأردن بالاستمرار في تطبيق الإطار الآمن لإعادة فتح المدارس، الذي يسعى للحفاظ على التعلّم الوجاهي لأغلب الطلبة، مشيرين إلى أنه كلما امتد إغلاق المدارس نتيجة إجراءات كوفيد-19 المُتبعة في الأردن، انعكس ذلك سلباً على الأطفال والشباب.  

وقالت ممثلة "يونيسف" في الأردن، تانيا تشابويزات، إنّ "الوقت عامل جوهري لمساعدة الأطفال الذين فقدوا ما يقرب من عامين من التعلم الوجاهي".  

وأضافت: "يجب أن ينصبّ التركيز على إعادة الأطفال الأكثر هشاشة إلى مقاعد الدراسة، لحمايتهم من التبعات الخفيّة للجائحة التي تتمثل بعمالة الأطفال والزواج المبكر والأثر النفسي الاجتماعي، ما يجعلهم الأكثر عرضة لخطر التسرب من المدرسة". 

بدورها، قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن، جميلة الراعبي: "لقد وضعت جائحة كورونا قيوداً وضغوطاً هائلة على الأطفال في كل مكان. إنّ العودة إلى المدرسة تُعَدّ وقتاً ممتعاً للأطفال، حيث تسهم في تطورهم البدني والعقلي. إنه المكان الذي يتعلمون فيه وينمون ويتفاعلون مع الآخرين".

بينر: يمكن أن يكون لانقطاع وقت التدريس في الفصل الدراسي تأثير شديد على قدرة الطفل المستقبلية على التعلم

وأضافت: "لا ينبغي اعتبار إغلاق المدارس في الأردن خياراً كما كان في وقت سابق من الجائحة، وذلك نظراً لأنّ الأردن تعد رائدة إقليمياً في تهيئة المدارس بشكل فعّال تمهيداً لإعادة فتحها، وذلك من خلال تغطية واسعة للتطعيم وتوجيه وتدريب المعلمين وتوفير مواد النظافة والتعقيم؛ وكذلك التباعد الجسدي وتناوب الحضور".

وبحسب ممثلة "يونسكو" في الأردن مين جيونغ كيم، "تشير الدلائل الأولية الواردة في التقرير نصف السنوي للخطة الاستراتيجية للتعليم في الأردن، إلى وقوع خسائر مُثيرة للقلق في نطاقي التعلم والمساواة نتيجة للجائحة".  

وأضافت: "يجب إعطاء المزيد من الأولوية لإعادة فتح المدارس والحفاظ على استمرارية ذلك وتعميم مناهج التعليم العلاجي في المدارس الحكومية، خاصة لأطفال الأسر ذات الدخل المنخفض والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال اللاجئين".

وفي هذا السياق، قال الممثل المقيم للبنك الدولي في الأردن هولي بينر: "يمكن أن يكون لانقطاع وقت التدريس في الفصل الدراسي تأثير شديد بقدرة الطفل المستقبلية على التعلم، وأن تتجاوز خسائر التعلم الوقت الفعلي لإغلاق المدارس بكثير"، مشيراً إلى أنّ "الجائحة تهدّد بالتراجع عن سنوات من التقدم المكتسب في قطاع التعليم في الأردن، وقد يؤدي المزيد من الإغلاقات إلى عكس التقدم المحرز في جهود الإصلاح وإلى خسائر تعلم إضافية". 

وأشار إلى أنه "ستترتب تبعات كبيرة على الاستمرار في إغلاق المدارس، حيث إنّ الأطفال الذين تأخروا في تعليمهم سيكونون أكثر عرضة للتسرّب من المدرسة، ما يؤثر بنتائج رأس المال البشري في الأردن وقدرة الشباب على الوصول إلى الوظائف والفرص الاقتصادية على المدى الطويل".

وبيّن أنّ الطلاب قد فقدوا ما يصل إلى 0.9 سنة من الدراسة في الأردن، وتشير التقديرات إلى أنّ العائد على الاستثمار من التعليم  للطلبة في المملكة قد انخفض بنسبة تصل إلى 8%. 

وقال بينر إنّ إغلاق المدارس "يؤثر بشكل غير متناسب على كل من الأطفال الأصغر سناً، والذين يفتقدون إمكانات الوصول الرقمي، وذوي الاحتياجات الخاصة والفتيات واللاجئين والأطفال من الأسر الفقيرة. فلا تقتصر أهمية المدرسة للأطفال على نطاق التعلم فقط، فالمدرسة تساعدهم على الاختلاط والتطور الاجتماعي، وقد تمثل المكان الوحيد الذي يشعر فيه بعض الأطفال بالأمان". 

المساهمون