موجة حرّ قاسية تفاقم معاناة سكان الحسكة السورية وسط انقطاع الكهرباء

24 يوليو 2024
ارتفاع درجات الحرارة في الحسكة (أرشيف/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **معاناة سكان شمال شرقي سوريا من الحرارة المرتفعة:** يواجه السكان درجات حرارة تتجاوز الأربعين مئوية، مع انقطاع المياه والكهرباء، مما يزيد من معاناتهم.

- **تفاقم الأوضاع في منطقة الشدادي:** تعاني الشدادي من موجات حر غير مسبوقة وانعدام الكهرباء النظامية منذ ثمانية أشهر، مما يؤدي إلى فساد الطعام وصعوبة الحصول على الماء.

- **أزمة الكهرباء وتأثيرها على الحياة اليومية:** تعاني مناطق الإدارة الذاتية من أزمة كهرباء متفاوتة، حيث يطالب السكان بتوفير الكهرباء في فترة ذروة الحر لتشغيل المراوح والمكيفات.

يمرّ سكان مدن وبلدات شمال شرقي سورية بظروف صعبة جراء درجات الحرارة المرتفعة التي تضرب المنطقة، ويزيد انقطاع المياه والكهرباء من معاناتهم، كون الأمر يحرمهم من تشغيل وسائل يمكن أن تقلل من درجات الحرارة المرتفعة، بما فيها المراوح والمبردات الصحراوية شائعة الاستخدام في المنطقة.

منقذ الكردي من سكان مدينة القامشلي، يعاني كما غيره من سكان المدينة في الوقت الحالي من درجات الحرارة المرتفعة التي تجاوزت الأربعين مئوية، ويقيم وفق ما أوضح لـ"العربي الجديد" في بناء مكون من أربعة طوابق في الطابق الأخير، ويقول: "الشمس تضرب البيت الذي أسكنه من جميع الجهات. أعتمد على مكيف صحراوي، لكنه لا ينفع مع هذا الحر الشديد الذي لا يحتمل، بالكاد يدفع الهواء مع وجود الكهرباء. نحضر حاجيات المنزل في المساء مع انكسار حدة الحر، أما في النهار فمن الصعب ذلك".

وفي منطقة الشدادي جنوب الحسكة، تفاقم درجات الحرارة المرتفعة من سوء أوضاع الأهالي كما في باقي المدن، كون موجات الحر الحالية غير مسبوقة منذ سنوات عدة بالنسبة للأهالي، ويزيد من تأثيرها عدم توفر الكهرباء وشح المياه. وهو ما يشير له عيسى العزو المقيم في مدينة الشدادي خلال حديثه لـ"العربي الجديد". قائلاً: "هذه الموجة الحارة القوية جداً أثرت علينا بشكل عام. طبعاً في ظل انعدام الكهرباء النظامية منذ ثمانية أشهر، وكل اعتمادنا الآن فقط على المولدات الكهربائية، التي توفر الكهرباء لمدة ثماني ساعات في النهار. تبدأ المولدات من الساعة الواحدة ظهراً حتى الساعة الرابعة، ومن الساعة الثامنة مساءً حتى الساعة الثانية عشرة. هذا الوقت غير كافٍ، لأن المياه تكون مقطوعة عندما لا تكون هناك كهرباء. المياه كانت تأتي صباحاً. بقية الوقت، نصف الناس تقريباً، الذين ليس لديهم كهرباء على مدار الساعة، يبقون بلا ماء ويضطرون لشرائها".

يتابع العزو: "ثماني ساعات لا تكفي لتشغيل المكيف الصحراوي أو البراد، وإذا وجدت الكهرباء في بعض الأوقات لا يكون هناك ماء لتزويد المكيف الصحراوي به. الأمور صعبة ومأساوية، الطعام يفسد والخضراوات لا يمكن حفظها في البراد الذي يصبح بلا فائدة. أربع أو خمس ساعات من الكهرباء لا تكفي لتبريد الماء، وعندما تنقطع تعود الأمور أسوأ".

ويصاب الأطفال بسبب هذه الموجة الحارة بالإنهاك ولا يستطيعون الأكل، بحسب العزو الذي يقول: "الموجة أثرت علينا جميعاً، كباراً وصغاراً. نحن الكبار لا نستطيع النوم في هذا الجو، حتى إذا نمنا خارجاً، نشعر بأن الهواء الحار يضربنا. الناس يغسلون ملابسهم ويرتدونها فقط ليتمكنوا من النوم ساعة أو ساعتين. الأمور صعبة جداً، لا كهرباء، والمولدات لا تكفي، ولا ماء".

وكما في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام السوري، تعاني مناطق سيطرة الإدارة الذاتية من أزمة في الكهرباء، وهذا من بين المشاكل التي تزيد من أعباء الحر. يقول عمار السراوي من سكان ريف القامشلي لـ"العربي الجديد": "الكل يعاني من موجة الحر، الأطفال والنساء والشيوخ. إلا أن هناك فروقات بين بعض المناطق، هناك قرى تصل إليها الكهرباء من سد الفرات أو عنفات السويدية، وبعض المناطق لا تصل إليها. بالتأكيد توفر الكهرباء يخفف إلى حدّ ما من أزمة الحر التي طاول تأثيرها المزروعات أيضاً وتسبب بتلفها". وأضاف: "اليوم درجة الحرارة بلغت 45 درجة مئوية، ليس لدينا سوى الماء والمروحة التي تعمل على البطارية، غداً يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى 41 درجة مئوية. لم نعد نحتمل، كل ما نريده أن تتوفر لنا الكهرباء في فترة ذروة الحر لنتمكن على الأقل من الحصول على ماء شبه بارد أو تشغيل المراوح والمكيفات الصحراوية".

المساهمون