توصلت دراسة بريطانية إلى أنّ استبدال ملح الطعام المعتاد ببديل آخر يحتوي على نسب أقل من الصوديوم المضاف، قد يمنع آلاف السكتات الدماغية والنوبات القلبية، مشيرةً إلى أنّ هناك الكثير من البدائل المتوافرة التي تتشابه خصائصها مع ملح الطعام، لكنها غير ضارة بصحة الإنسان.
وأُعِدَّت الدراسة على مدار 5 سنوات في الصين، قبل نشرها في مجلة New England Journal of Medicine، وهي الأولى من نوعها التي تظهر ارتباطاً واضحاً بين انخفاض معدلات النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وبين تناول بدائل الملح، وطبقت على 21 ألف شخص، إما أصيبوا بسكتة دماغية أو تجاوزوا الستين من العمر ويعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وقُسِّم المشاركون إلى فئتين: الأولى زُوِّدَت ببدائل الملح التي تحتوي على 70% من كلوريد الصوديوم، و30% من كلوريد البوتاسيوم، فيما الفئة الثانية استمرت بتناول الأملاح العادية التي تصل نسبة كلوريد الصوديوم فيها إلى 100%، وتبيّن أنّ الفئة الأولى انخفض لديها خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 14% لدى البالغين الذين لديهم تاريخ من ارتفاع ضغط الدم، وانخفضت كذلك نسبة الإصابة بالنوبات القلبية إلى 13%، وانخفضت نسبة الوفاة من دون عوارض سابقة أو مرضية بنسبة 12%، حسب ما نقلت صحيفة "تايمز" البريطانية.
وقال البروفيسور بروس نيل، من معهد جورج للصحة العالمية في سيدني، الذي قاد الدراسة، إنّ "استبدال الملح الموجود في المحال التجارية داخل المملكة المتحدة، يؤدي إلى منع آلاف السكتات الدماغية. الدراسات السابقة تنفي أي أثر جانبي لبدائل الملح على صحة الإنسان، إذ لم نرّ أي مؤشر على الضرر من البوتاسيوم المضاف في بديل الملح، ورغم ذلك، يجب على المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى الخطيرة عدم استخدام بدائل الملح، والابتعاد أيضاً عن الملح العادي".
وتسبب السكتات الدماغية نحو 34 ألف وفاة في المملكة المتحدة وحدها سنوياً، ويُسجَّل سنوياً دخول 100 ألف شخص إلى المستشفى بسبب النوبات القلبية، أو شخص واحد كل خمس دقائق، وفقاً لـ"مؤسسة القلب" البريطانية. ويرى الخبراء أنّ من المتوقع أن تكون النتائج مختلفة في المملكة المتحدة عند مقارنتها بالصين، لأنّ البريطانيين يتناولون المزيد من الأطعمة المصنعة التي تحتوي بالفعل على مستويات عالية من الصوديوم.
ووصف أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في كلية لندن للطب، غراهام ماكجريجور، الدراسة بأنها "مهمة" لأنها تشجع المستهلكين على تخفيض نسبة استهلاك الملح، أو الاتجاه إلى خيار عدم إضافة الملح إلى الطعام، وقال: "يمكن أن تساعد هذه الدراسة أيضاً صناع المواد الغذائية في التوجه إلى تقليل الكميات الهائلة من الملح التي يضيفونها إلى الطعام، أو استبدالها عند الضرورة بملح البوتاسيوم".
ولا تعتبر بدائل الملح الموجودة في المحال التجارية غالية الثمن مقارنة بأسعار الملح العادي، وبالتالي لن تكون التكلفة مرتفعة أو ترهق أصحاب الميزانيات المتوسطة.
وحذرت اختصاصية التغذية في "مؤسسة القلب" البريطانية، فيكتوريا تايلور، من أنّ التحول إلى بديل الملح في أثناء الطهو في المنزل لن يكون فعالاً لمعظم البالغين البريطانيين، وقالت: "البدائل منخفضة الملح تحتوي على صوديوم أقل من الملح العادي، لكنها لن تساعد على التخلص من عادة تناول الأطعمة المالحة".