خلصت دراسة حديثة إلى أن مجرد التنفس قد يكون سبباً رئيسياً لانتقال عدوى السل، ما قد يغير في العمق استراتيجيات احتواء هذا المرض التي تركزت تاريخياً على أبرز أعراضه: العطس.
ويذكّر هذا النقاش بذلك الذي حصل في الأوساط العلمية في بداية جائحة كوفيد-19: ففي حال تأكيد فرضية انتقال السل من خلال التنفس، هذا يعني أن معالجة الأشخاص الذين أصيبوا بالأعراض لا تكفي لوقف تفشي المرض.
ففي الواقع "يترك هذا الأمر مجالاً لتفشي العدوى بصورة لا يستهان بها قبل خضوع الأشخاص المصابين لأي علاج"، بحسب ما أكد لوكالة فرانس برس أحد معدي الدراسة وهو راين دينكيلي من جامعة كيب تاون في جنوب أفريقيا.
وأشار دينكيلي إلى أن المقاربة الجديدة ضد المرض يجب أن تقوم على رصد الأشخاص المصابين بالسل من دون انتظار خضوعهم للعلاج.
وقال "إذا ما كان انتقال العدوى ممكناً في غياب أي أعراض، فإن ذلك يعقّد المهمة كثيراً".
وقُدمت هذه النتائج التي لم تخضع بعد للمراجعة من علماء آخرين، خلال مؤتمر دولي عبر الإنترنت خُصص للصحة الرئوية.
والسل مرض مُعدٍ يصيب الرئتين في أكثر الأحيان، بسبب بكتيريا تُعرف بالمتفطرة السليّة أو عصية كوخ نسبة إلى اسم مكتشفها.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن 1,5 مليون شخص يموتون بسبب السل سنوياً، ما يجعله المرض المعدي الأكثر فتكاً (من دون احتساب كورونا).
وتلفت المنظمة إلى أن ما يقرب من ربع سكان العالم يصابون بالبكتيريا، إلا أن 5% إلى 15% فقط من هؤلاء الأشخاص يتطور لديهم المرض، وهم بأكثريتهم يعيشون في بلدان ذات دخل منخفض إلى متوسط.
(فرانس برس)