أوصى، الأربعاء، خبراء الخلايا الجذعية الذين يعملون على وضع إطار علمي دولي لهذا النوع من الأبحاث، بتمديد المهلة المحددة بـ14 يوماً لزراعة أجنة بشرية في المختبر من أجل تكوين معرفة أكثر تقدماً.
وتعتبر البحوث حول الخلايا الجذعية مصدراً للأمل والخوف في آنٍ واحد، ويجب وضعها في إطار أخلاقي، خصوصاً أنها تبدو مثل نوع من أنواع الخيال العلمي، كما أكد، لوكالة "فرانس برس"، المتخصص في أخلاقيات علم الأحياء في جامعة هارفرد إنسو هيون، الذي شارك في صوغ توصيات الجمعية الدولية لبحوث الخلايا الجذعية، التي أعلنت الأربعاء.
في بعض البلدان، لا يتم تأطير هذه البحوث بموجب القانون، وحتى عندما تكون كذلك، تُجرى في ظل غياب تنسيق تشريعي دولي. وبالتالي، يستند الباحثون من كل أنحاء العالم إلى توصيات الجمعية الدولية لبحوث الخلايا الجذعية، بالإضافة إلى قوانينهم المحلية.
وأصدرت الجمعية الدولية لبحوث الخلايا الجذعية نسختها المحدثة، الأربعاء، للمرة الأولى منذ العام 2016.
وتغطي هذه التوصيات مجموعة واسعة من البحوث ذات الآثار الأخلاقية الجسيمة، من زرع خلايا بشرية في حيوانات حية إلى تعديل الجينوم مروراً بتكوين أعضاء من خلايا جذعية. وهذا مجال يصبح أقرب إلى الخيال العلمي ويسبّب خوفاً بين عامة الناس.
وأوضح رئيس هذه المجموعة المؤلفة من 45 خبيراً كانوا وراء وضع التوصيات الجديدة روبن لوفيل-بادج، من معهد "فرنسيس كريك إنستيتيوت" في لندن، أنّ "أهم التغييرات المقترحة قد يكون الإعفاء من قاعدة الـ14 يوماً، الفترة الموجبة لزراعة أجنة بشرية سليمة في مختبر".
الصندوق الأسود
ولا تقترح لجنة الخبراء هذه مهلة جديدة، لكنها توصي بإمكان تجاوز 14 يوما وفقا لأسباب علمية مثبتة واستشارة عامة في البلد الذي يتم فيه إجراء البحث المعني.
ولفت لوفيل-بادج، في تعليق نشرته مجلة "نايتشر" الطبية، إلى أن الفترة البالغة 14 يوما بعد الإخصاب والتي يجب في نهايتها تدمير الأجنة، "تطبق بموجب قوانين عشرات البلدان بما فيها المملكة المتحدة وأستراليا".
في فرنسا، لم يلحظ القانون حداً أقصى، لكن في الممارسة العملية، حُدِد بسبعة أيام. وترغب الحكومة في تمديده رسميا إلى 14 يوما كجزء من قانون أخلاقيات علم الأحياء الذي يجري بحثه حاليا في البرلمان.
لكن بالنسبة إلى علماء الجمعية الدولية لبحوث الخلايا الجذعية، فإنّ هذه العتبة عفا عليها الزمن.
وأوضح لوفيل-بادج أنه "عندما تم اقتراح هذه المهلة قبل نحو 40 عاماً، لم يكن أحد قادراً على زراعة أجنة بشرية بعد خمسة أيام أو أكثر بقليل. لكن اليوم، هذه المهلة القصوى تمنعنا من دراسة فترة حاسمة من تطور الجنين، والتي تحتاج إلى ما بين 14 و28 يوماً".
وبالنسبة إليه، فإنّ مهلة 14 يوماً تسبق بقليل "ظهور العلامات الأولى لتشكل الجهاز العصبي المركزي".
وبالتالي "لا نعرف سوى القليل جداً عما يحدث في داخل الجنين" خلال الفترة التي تلي الأيام الأربعة عشر التي تعتبر "الصندوق الأسود" للتطور البشري.
إجهاض
وقال لوفيل-بادج: "من وجهة نظر أخلاقية، يمكننا أن نعتبر أننا في حاجة إلى فهم أفضل لهذه الفترة من التطور البشري نظراً إلى أهميتها"، معتبراً أنّ ذلك يساهم في تعزيز المعرفة حول حالات الإجهاض والتشوهات الجسدية للأجنة.
وأحرز هذا النوع من البحوث تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة.
في مارس/ آذار، أعلن فريقان من الباحثين أنهما أنتجا بنى جنينية بشرية في مرحلة مبكرة على أمل معرفة المزيد عن المراحل المبكرة من التطور.
وتتوافق هذه الهياكل التجريبية مع الأكياس الأريمية، وهي المرحلة الأولى من تكون الجنين، بعد حوالى خمسة أيام من إخصاب البويضة بواسطة حيوان منوي.
وهذه النماذج التي يطلق عليها اسم "بلاستويد" والتي لا يمكن أن تستمر في تطورها على غرار الأجنة الطبيعية، لا تخضع لقاعدة الـ14 يوماً.
لكن هذه المهلة القصوى تعيق التحقق من أن ما يحدث داخل هذه النماذج التجريبية يتوافق مع ما يحدث داخل الأجنة الحقيقية، وفق الباحثين.
(فرانس برس)