حنيفة صالح حسين: زرت فلسطين 42 يوماً فقط

02 يونيو 2021
"الأيام في بلادنا كانت أجمل والخير وفير" (العربي الجديد)
+ الخط -

 

عام 1989، زارت الحاجة حنيفة صالح حسين، التي تتحدر من قرية شعب في قضاء عكا، والمقيمة حالياً في مخيم برج الشمالي في مدينة صور في جنوب لبنان، بلادها. تقول: "بقيت في فلسطين 42 يوماً. زرت الناصرة وطبريا وترشيحا وحيفا وعكا، حيث أردت زيارة بيتي، فوجدت عائلة صهيونية تعيش فيه. طلبت منهم أن أدخل لأراه، وبكيت". 

تتمنى العودة والعيش في بلادها يوماً واحداً قبل أن تموت، قائلة إنّ "الأيام في بلادنا كانت أجمل والخير وفير. كنا نعيش من خيرات أرضنا، نزرع الزيتون والخضار على أنواعها والبطيخ، ونعد زيت الزيتون". تضيف: "الجيران في فلسطين يزورون بعضهم بعضاً. أما هنا، فقد افتقدنا كل ما هو جميل في حياتنا".

تروي الحاجة حنيفة حكايتها مع اللجوء، فتقول: "عندما خرجت من فلسطين مع عائلتي، كنت في الثانية عشرة من عمري. وعندما جئت إلى لبنان لم تستقبلني مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، لأنني متقدمة في العمر بالمقارنة مع أقراني، على حد قولهم، فاضطررت وأخريات إلى التعلم في المنزل". 

الصورة
اللاجئة الفلسطينية حنيفة صالح حسين (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

تذكر أنه حين جاء الصهاينة إلى عكا، راح الناس يبيعون أراضيهم لشراء السلاح والدفاع عن وطنهم. حتى اليوم، ما زالت تذكر أن استشهاد أربعة أشخاص في قريتها واشتداد وتيرة المعارك دفعها وعائلتها إلى النزوح. "في إحدى المعارك، قتل شبابنا ضابطين من ضباط العدو، ما أدى إلى اعتقال ثمانين شاباً من شبابنا. وبعدما ازدادت حدة المعارك، لم يعد باستطاعة الشباب البقاء في البلاد".

تتابع الحاجة حنيفة: "توجهنا إلى جنوب لبنان سيراً على الأقدام. وكان بين اللاجئين امرأة حامل أنجبت مولودها على الطريق. وصلنا بلدة رميش (قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان) وصرنا نطلب الخبز من الأهالي لإطعام الأطفال. انتقلنا إلى مخيم في صور حيث بقي أهلي فيه لمدة ثمانية أشهر. أما أنا، فعدت إلى فلسطين وبقيت في منزل جدتي وعماتي اللواتي لم يغادرن البلدة. جدتي كانت كبيرة في السن ومريضة، فطلبت من والدي أن أعود إليها لأكون إلى جانبها. وقالت لوالدي: لديك عشرة أولاد، ألا يحق لي بأن تبقى معي ابنتك؟ بالفعل، عدت إلى فلسطين وبقيت مع جدتي عاماً كاملاً إلى أن توفيت. وفي طريق العودة، أذكر أن أفعى لدغتني في قدمي".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وتشير إلى أنّه "حين كنت في منزل جدتي، جاء الصهاينة يبحثون عن مخرّبين على حدّ قولهم، فاختبأت وجدتي وعماتي في البئر. اقترب الصهاينة من البئر وألقوا المياه فيه من دون أن يعثروا علينا، علماً أننا كنا 13 شخصاً".  وتكمل أنّ "بعد موت جدتي بأيام، عدت إلى لبنان، وكان أهلي في مدينة عنجر في محافظة البقاع شرقي لبنان. وفي عام 1955 تزوجت وانتقلت إلى مخيم برج الشمالي، وما زلت أعيش فيه حتى اليوم".

المساهمون