حملة ذبحتونا تطالب بتجميد نظام التوجيهي الجديد لمصلحة تلاميذ الأردن

10 يونيو 2024
في خلال امتحان التوجيهي الأخير في الأردن، يونيو 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حملة ذبحتونا الأردنية تنتقد النظام التوجيهي الجديد، معتبرةً إياه أقرب لنظام قبول جامعي وتشير إلى ثغراته الكبيرة وتأثيره السلبي على المناهج الدراسية بسبب تقليص مدة تعليم مواد أساسية وإدخال تعديلات جوهرية.
- منسق الحملة، فاخر دعاس، يحذر من أن التقسيم الجديد للفرع الأكاديمي قد يحد من فرص خريجي التوجيهي في الالتحاق بالجامعات، خاصة في التخصصات الطبية والهندسية، ويدعو لإصلاح التعليم من مرحلة رياض الأطفال.
- وزير التربية والتعليم، عزمي محافظة، يعلن عن نظام يقسم التلاميذ إلى مسارين أكاديمي ومهني بخطة دراسية مطورة تتوافق مع التخصصات الجامعية، بينما تحذر حملة ذبحتونا من تبعاته السلبية على العملية التعليمية.

أفادت حملة ذبحتونا الأردنية وهي "الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة" بأنّ نظام التوجيهي الجديد، أي الذي يشمل التعديلات التي أُدخلت إلى امتحان شهادة الثانوية العامة، لن يتمكّن من الصمود في ظلّ الثغرات الكبيرة التي تتخلّله، ولا سيّما في ما يتعلق بربطه بأسس القبول الجامعي. أضافت الحملة، في بيان أصدرته اليوم الاثنين، أنّ هذا النظام هو نظام قبول جامعي أكثر من كونه نظاماً توجيهياً، إذ إنّ مضمونه الجديد بمعظمه يندرج في سياق صلاحيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، خصوصاً وحدة القبول الموحّد التابعة للوزارة، وليس وزارة التربية والتعليم.

وبحسب تقديرات حملة ذبحتونا الأردنية، فإنّ نظام التوجيهي الجديد يسبّب فوضى حقيقية وإرباكاً في مناهج الأردن. وشرحت الحملة أنّ مدد ساعات تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية واللغة الإنكليزية وتاريخ الأردن قُلّصت لتصير في سنة دراسية واحدة بدلاً من سنتَين دراسيّتَين، الأمر الذي يدفع إلى إعادة النظر في المناهج لجهة الكمّ بالإضافة إلى إدخال تعديلات جوهرية إلى بعضها (اللغة الإنكليزية تحديداً) لجهة المحتوى والأسلوب، ومن ثم سوف يسبّب ذلك مشكلات كبيرة، فواضعو المناهج لم يراعوا مستوى التلاميذ ولا عدم تدريب المدرّسين عليها. يُذكر أنّ الاختبارات الدولية الخاصة بإتقان اللغة الإنكليزية لعام 2023 بيّنت تراجع الأردن إلى المرتبة 96 من أصل 113 دولة، بعدما كان يحتلّ المرتبة 90.

يقول منسّق حملة ذبحتونا فاخر دعاس لـ"العربي الجديد" إنّ خطوتهم أتت "بعد دراسة معمّقة وشاملة لنظام التوجيهي الجديد"، مشيراً إلى أنّ تواصلاً جرى مع خبراء في مجالَي التعليم والتعليم العالي. يضيف دعاس أنّ "أخطر ما في هذا النظام هو تقسيم الفرع الأكاديمي إلى حقول وطريقة تقسيم هذه الحقول"، موضحاً أنّ "خرّيج التوجيهي الأردني، وفقاً للحقول التي أُقرّت، لن يكون قادراً على الالتحاق بالجامعات العربية والدولية بمعظمها، إذ تعتمد هذه الجامعات تدريس مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء بصورة أساسية شرطاً للقبول في التخصّصات الطبية والهندسية" على سبيل المثال.

ويتابع دعاس أنّ "أيّ إصلاح حقيقي للعملية التعليمية والنهوض بها لا بدّ من أن يبدأا من رياض الأطفال صعوداً نحو التوجيهي وليس العكس، بحسب ما تفعل وزارة التربية والتعليم منذ أكثر من عشرة أعوام. كذلك من غير الممكن التحدّث عن تطوير التعليم في ظلّ تخفيض ميزانية وزارة التربية والتعليم، وتقليص أعداد المدرّسين، والتوسّع في تعيين المدرّسين على الإضافي من دون تثبيت، ورفع نصاب (حصص) المدرّس". ويشدّد منسّق حملة ذبحتونا على أنّ "في حال كانت الحكومة الأردنية جادة في تطوير التعليم، فيتوجّب عليها أن تبدأ بزيادة موازنة وزارة التربية والتعليم بما يتناسب مع عدد التلاميذ، وتوفير بنية تحتية وخدمات لوجستية قادرة على مواكبة التطوّر الكبير في العلم والتعليم على المستوى العالمي".

وكان وزير التربية والتعليم الأردني عزمي محافظة، الذي يشغل كذلك منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الأردن، قد أعلن نظام التوجيهي الجديد في لقاء لجنة التربية والتعليم في مجلس الأعيان في إبريل/ نيسان 2024. وهذا في النظام الجديد، قُسّم التلاميذ في مسارَين أكاديمي ومهني بعد الانتهاء من الصف التاسع الأساسي في ختام العام الدراسي 2022-2023. وبذلك يكون هؤلاء التلاميذ الأوائل الذين تُطبَّق عليهم الخطة الدراسية المطوّرة، وتعليمات امتحان الدراسة الثانوية العامة المطوّر.

وشرح محافظة، في خلال إعلانه نظام التوجيهي الجديد الذي تعارضه حملة ذبحتونا الأردنية، أنّ المباحث الدراسية للصفَّين 11 و12 تشمل مباحث الثقافة العامة المشتركة ومباحث تخصصية يختارها التلميذ بحسب ميوله الأقرب إلى التخصّص الجامعي الذي يرغب في متابعته. وفي ما يتعلّق بمرحلة امتحان الدراسة الثانوية العامة، أوضح أنّ الامتحان سوف يجري على مدى عامَين، وأنّ التلميذ سوف يحصل على شهادة مدرسية بعد نجاحه في المباحث المقرّرة، وشهادة امتحان الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) بعد استكماله متطلبات النجاح في الامتحان الذي يمتدّ على عامَين.

وفي إطار بيان تفنيد نظام التوجيهي الجديد في الأردن، رأت حملة ذبحتونا أنّ تحديد وزارة التربية والتعليم الصف التاسع لتشعيب التعليم ما بين أكاديمي ومهني لم يكن موفّقاً، إذ إنّه لا دراية كافية لدى تلميذ الصف التاسع من أجل تحديد توجّهاته. وأكملت أنّ هذا النظام المعمول به في عدد محدود من أنظمة التوجيهي الدولية في حاجة إلى تأهيل التلميذ منذ الصغر ليكون قادراً على تحديد توجّهاته، وهو الأمر الذي يفتقر إليه الأردن.

وفصّلت حملة ذبحتونا أنّ أخطر ما تضمّنه نظام التوجيهي الجديد هو تقسيم الفرع الأكاديمي إلى حقول، مشيرةً إلى أنّ خطورة هذا التقسيم لا تتوقّف عند القبول في الجامعات الأردنية بل إنّ خرّيج التوجيهي الأردني سوف يجد نفسه غير قادر على الالتحاق في معظم الجامعات العربية والدولية وفقاً للحقول المقرّرة. وأكّدت الحملة أنّ إقرار نظام التوجيهي الجديد سوف تكون له "تبعاته الكارثية" على العملية التعليمية وعلى التلميذ والمدرّس والغرفة الصفيّة والمدرسة.

المساهمون