حليب الأطفال والحفاضات ضروريات صغار غزّة محرومون منها

15 يناير 2024
ندرة مستلزمات الأطفال تفاقم معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة
+ الخط -

معاناة أطفال غزة مضاعفة مع مرور أكثر من 100 يوم على الحرب الإسرائيلية على القطاع، حيث يصعب الحصول على حليب الأطفال والحفاضات جنبا إلى جنب مع القصف المتواصل الذي حرم الأطفال من احتياجاتهم الأساسية فضلا عن حرمانهم من الشعور بالأمان.

الفلسطيني محمد الزعنون لم يشعر بالكلل أو الملل من البحث عن الاحتياجات الأساسية لطفله أحمد من حليب الأطفال وغذاء وحفاضات وغيرها من مستلزمات، في ظل عدم توفرها في الأسواق أو الصيدليات في غزة

ويخرج الزعنون النازح من شمال قطاع غزة إلى محافظة رفح جنوبا كل صباح إلى السوق المركزي بحثًا عن ضالته، لعله يعود إلى منزله وطفله البكر المولود حديثًا بشيء من احتياجاته.

معاناة الحصول على حليب الأطفال

ويواجه قطاع غزة نقصاً حاداً في المواد الغذائية وخاصة الأساسية، بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً مطبقاً على القطاع منع بموجبه دخول الشاحنات المحملة بالمساعدات إلا بموافقته وبعد فحصها والتأكد من محتوياتها، ما يؤثر سلبا على كمية الشاحنات التي تدخل.

وطالبت مؤسسات فلسطينية وأممية وإغاثية مرارا بضرورة إيجاد ممرات آمنة لتدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وتوزيعها على الفلسطينيين لا سيما في شمال غزة، مؤكدين أن الكميات التي تدخل لا تلبي الاحتياجات الحقيقية لـ2.3 مليون شخص في غزة.

مساعدات للأطفال غير كافية

وقال الزعنون إن مراكز الإيواء في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، سلمته 3 مرات حفاضات أطفال، بما مجموعه 39 قطعة فقط، لكن هذا العدد غير كافٍ، بحسب الزعنون، مؤكدا أنه في إحدى المرات الثلاث التي استلم فيها حفاضات كان المقاس غير مناسب لطفله، فتبرع بها لإحدى العائلات التي تحتاجها، مشيرًا إلى الارتفاع الجنوني في أسعارها إذا توفرت.

ويستغرب الزعنون عدم توفر الحفاضات وحليب الأطفال ضمن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة، مشددًا على أهمية وصولها وتوزيعها على الأسر حفاظًا على سلامة الأطفال.

ويواجه الأطفال في غزة منذ 100 يوم تهديدا ثلاثيا قاتلا، يتمثل في زيادة تفشي الأمراض، وسوء التغذية، وتصاعد الأعمال القتالية، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف).

بدائل حليب الأطفال غير مناسبة

وتعيش الفلسطينية ساجدة الشواف أزمة شديدة مماثلة لتلك التي يعيشها الزعنون، لكن أزمتها أكبر، حسب ما تقول، نظرًا للنقص الشديد في المقاسات الكبيرة من الحفاضات.

وتقول الشواف "طفلي يبلغ من العمر عاما ونصف، ووزنه يبلغ 14 كيلوغراما، ويحتاج إلى حفاضات مقاس 6، وهذا المقاس غير متوفر البتة في الأسواق أو الصيدليات".

وتضيف النازحة إلى دير البلح، وسط قطاع غزة، أنها عانت كثيرًا بسبب نقص الحفاضات لفترة زمنية، حيث استخدمت بدائل من قطع القماش، إلا أنها لم تكن عملية في ظل شح المياه اللازمة لغسلها من أجل إعادة استخدامها.

وتؤكد أن زوجها اضطر إلى شراء كمية محدودة من سوق رفح، جنوب قطاع غزة، وبأسعار مرتفعة، حيث بلغ سعر القطعة الواحدة 3.5 شيكلات، وهو ما يعادل دولاراً أميركياً، في حين أن سعرها كان سابقاً لا يتجاوز 0.5 شيكل.

وتواجه الشواف أيضاً مشكلة في توفير الحليب الخاص بطفلها، والذي وصفه الطبيب لاحتوائه على الفيتامينات والمواد الغذائية اللازمة، قائلة: "حاولت استبدال حليب الأطفال بنوعيات أخرى من حليب الكبار، ما سبب له مشكلة صحية، وأصابه بإسهال وتقيؤ شديد"، مشيرة إلى أن "سعر عبوة الحليب كانت قبل الحرب 35 شيكلا، أما الآن فلم نستطع توفيرها حتى اللحظة".

أما الفلسطينية منى جاد الله، فتضطر في بعض المرات إلى الاعتماد على بعض الأطعمة أو المياه لتوفير الغذاء لأبنائها، في ظل عدم توفر الحليب وانعدام البدائل المناسبة، قائلة إن "استمرار الحرب الإسرائيلية للشهر الرابع على التوالي، ومنع إسرائيل إدخال احتياجات سكان قطاع غزة الأساسية تسبب بأزمة حقيقية".

وتضيف أن الحليب ليس متوفراً في الصيدليات أو المستشفيات أو عيادات "أونروا"، وتضطر أحياناً إلى خلط الماء مع القليل من الحليب إذا توفر، مطالبة العالم أجمع بـ"الضغط على إسرائيل لإدخال المواد الأساسية والمساعدات الإنسانية، وفي مقدمتها احتياجات الأطفال من حليب وحفاضات".

ولا تؤمن المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة احتياجات الغزيين الأساسية، وخصوصاً الأطفال منهم، من حليب وحفاضات وغيرها.

ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي مستمر منذ العام 2006.

كما كشف تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 17 عاما جعل 80 بالمئة من سكانه يعتمدون على المساعدات الدولية.

ومنذ مئة يوم، بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد 23 ألفا و968 شهيدا، و60 ألفا و582 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

(الأناضول، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
استياء في المغرب بعد رفض تكريم طالبة لارتدائها الكوفية الفلسطينية

مجتمع

لا يزال الجدل متواصلاً في المغرب بشأن رفض عميد كلية توشيح طالبة متفوقة في المدرسة العليا للتكنولوجيا، بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية خلال حفل تكريم.
الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
متظاهرون يحملون أعلام فلسطين، ميلووكي 15 يوليو 2024 (جاسيك بوكزارسكي/الأناضول)

سياسة

لليوم الثاني على التوالي واصل ناشطون التظاهر من أجل غزة، ورفعوا لافتات "فلسطين حرة" و"غزة حرة" أمام مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي بولاية ويسكونسن
الصورة
منظر للدمار في منطقة المواصي بخانيونس بعد الهجوم الإسرائيلي، 14 يوليو 2024 (الأناضول)

منوعات

دشن متابعون فلسطينيون وعرب وسم #العربية_شريك_في_الإبادة، ليعبروا عن غضبهم إزاء تغطية القناة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
المساهمون