حلويات عيد الفطر تعيد التونسيين إلى أفران الحطب

30 ابريل 2022
تجهيز حلويات عيد الفطر في تونس (العربي الجديد)
+ الخط -

يعود التونسيون بقوة إلى أفران الحطب التقليدية خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان لإعداد حلويات عيد الفطر، والتي يرى كثيرون أن نكهاتها تكون أفضل عبر طهيها في مواقد الحطب التي يعود عمر بعضها إلى أكثر من قرن من الزمن.
لا تخلو المدن العتيقة في تونس من الأفران التقليدية التي تشتغل بالحطب، والتي يطلق عليها محليا اسم "الكوشة العربي"، وكان يعتمد عليها في صناعة الخبز قبل أن يتراجع دورها مع انتشار الأفران الحديثة، بينما تكتفي أفران الحطب حاليا بطهي الخبز التقليدي والحلويات وقلي المكسرات.
وفي شهر رمضان على عكس بقية أشهر السنة، تعود الحياة إلى مواقد الحطب التي لا تتوقف عن العمل إلا صباح أول أيام عيد الفطر، بسبب الإقبال على تجهيز حلويات العيد، ومنها "البقلاوة" و"الغريبة" و"البشكوطو".

وتحمل العائلات إلى الأفران القديمة أطباق الحلويات التي تصنع بأيدي النساء خلال النصف الثاني من شهر الصيام، بغاية طهيها على الطريقة القديمة التي تعطي لمذاقها نكهة خاصة تتشكل من النباتات العطرية وأنواع الخشب التي تغذّي نار الموقد.

يقع فرن "باب علي الصمادحي" في محافظة باجة (شمال غرب)، ويعود تاريخ إنشائه إلى أكثر من مائة سنة، ويقول مديره شكري الحمروني (42 سنة)، إن "وهج النار يعود بقوة إلى الأفران التقليدية في رمضان، فلا تتوقف مواقدها على امتداد الشهر، غير أن الإقبال يتضاعف خلال فترة إعداد حلويات العيد"
ويضيف الحمروني لـ"العربي الجديد"، أن "3 أفران تشتغل بالحطب لا تزال تكابد من أجل البقاء داخل أسوار المدينة العتيقة، والتي يصعب الوصول إليها بالسيارات بسبب أزقتها الضيقة"، مشيرا إلى أن أهل المهنة يصرون على الحفاظ على هذا النوع من الأفران، وتسليم المشعل إلى جيل الشباب.

فرن الحطب التقليدي يحافظ على مكانته في تونس (العربي الجديد)
فرن الحطب التقليدي يحافظ على مكانته في تونس (العربي الجديد)

ويوضح أن "الكوش العربي مازال صامدا، وسيظل موجودا طالما هناك إقبال عليه. هذه الأفران تشتغل خلال أشهر السنة في طهي الخبز التقليدي وحلويات الأفراح، فضلا عن قلي حبوب عباد الشمس، والفواكه الجافة، وسرّ صمودها أمام المخابز العصرية أن أصحابها يحرصون على القيام بأعمال الصيانة الدورية، ويحافظون على التفاصيل الدقيقة في التشغيل، كما أن طريقة الطهي التقليدية تختلف عن الطرق العصرية، وتضفي على المأكولات نكهات فريدة".

ويتابع الحمروني: "أغلب الزبائن يأتون خلال شهر رمضان من خارج أسوار المدينة العتيقة بحثا عن المذاق الطيب للحلويات التي يعدونها بمناسبة عيد الفطر، وهو ما يؤكد أن هذه الأفران ستعيش لسنوات طويلة، وسترث المهنة أجيال جديدة".
وتختلف أفران الحطب عن المخابز التقليدية في هندستها فهي عبارة عن محلات صغيرة تحتوي على موقد قديم، وركن لتخزين الحطب، وبعض الرفوف الحديدية التي توضع عليها أطباق الحلويات، أو الطعام، وتستغرق مدة طهي الأطباق فيها ضعف الوقت الذي تستغرقه المخابز التي تعتمد على الكهرباء أو الغاز.

المساهمون