حظر ختان الصبية في الدنمارك: خطاب رسمي متناقض تجاه اليهود والمسلمين

20 ابريل 2021
البرلمان الدنماركي (العربي الجديد)
+ الخط -

يناقش البرلمان الدنماركي، اليوم الثلاثاء، مقترح قانون يحظر ختان الصبية الممارس لدى الجاليتين المسلمة واليهودية.

النقاش ليس جديداً، ولكنه يأتي هذه المرة بعد تغيير واضح في مواقف مشرعين وسياسيين دنماركيين ظلوا لسنوات يعتبرون الممارسة "بربرية بحق الأطفال".

ويودّ مقترحو تشريع الحظر ألا يسمح بالختان قبل سن الثامنة عشرة.

ونوقشت القضية خلال الأشهر السابقة، وعبّر بعض السياسيين عن تراجعهم عن مواقفهم المستمرة منذ 2012، تاريخ طرح القضية، وفي 2017 في تشريع لم يحظ بأغلبية برلمانية. 

وتشهد الدنمارك سجالاً متواصلاً بسبب إقدامها على تشريعات لا يتبناها غيرها في أوروبا، أو حول العالم بخصوص الختان على وجه التحديد. فرئيسة وزراء يسار الوسط، ميتا فريدركسن، وقبل أن تصبح في منصبها، صرّحت في 2017 وفي العام الماضي 2020 بأنها تؤيد الحظر. بيد أنّ فريدركسن تراجعت عن مواقفها بعد أن أثار أقطاب الجالية اليهودية الدنماركية رفضهم منع "طقوس مقدسة"، بحسب بيانات تلك الجالية.

وظل النقاش ممتداً لأشهر طويلة ويركز على المسلمين، قبل أن يتبين وجود شبه اتفاق بين مسلمي ويهود الدنمارك على ترك الأخيرين يواجهون هذه المعضلة. 

وخلال الأيام الأخيرة، بحسب ما كشف تقرير للتلفزيون الدنماركي "دي آر"، تعرضت فريدركسن خلال زيارتها الأخيرة إلى تل أبيب إلى ضغوط لمنع حظر الختان.

ويبدو أنّ ساسة، ومن بينهم من يمين الوسط ويساره، المعروفين بانتقادهم الشديد والعنيف في اللغة السياسية للطقوس الإسلامية، ومن بينها الختان، عادوا اليوم ليكرروا القول إنهم سيصوتون بـ"لا" لحظر الختان.

ومن بين هؤلاء، السياسي من أصل كردي، لارس أصلان، الذي تراجع عن خطابه المتشدد "لأننا لا نريد أن نفقد الجالية اليهودية، فقد أخبرني أصدقائي اليهود بأنهم مضطرون لمغادرة البلاد إذا جرى تبني الحظر"، وهو ما دفع أيضاً فريدركسن إلى اتخاذ الموقف نفسه من الختان، خشية على التقاليد اليهودية. 

ويظل صوت المسلمين خافتاً في القضية، بينما يتصدى اليهود بشكل رئيس لها.

لكن طرح وزيرة الهجرة السابقة إنغر ستويبرغ، المنشقة عن حزبها "فينتسرا" الليبرالي، بتشريع يستهدف المسلمين وحدهم، أثار موجة من الانتقادات التي اعتبرت موقفها "عنصرية مؤسساتية".

وستويبرغ اقترحت أن يجري حظر الختان بعد مرور 8 أيام على الولادة، وهي الأيام التي يقوم فيها الأطباء اليهود بختان المواليد الجدد، وذلك في استهداف صريح للمواليد المسلمين غير المكبلين بموعد محدد للختان. 

ويشعل نقاش الختان جدلاً في المجتمع الدنماركي تحت شعار "حماية حقوق الطفل أهم من حرية الأديان"، حيث يعبر 90% عن عدم تفهمهم لموقف رئيسة الحكومة المعارض للحظر، بحسب التلفزيون الدنماركي.

وأشار التلفزيون، نقلاً عن مؤسسات صحية، أنّ ظاهرة الختان "تقليد ممارس منذ آلاف السنين" وأنّ "الدنمارك ستكون الوحيدة حول العالم التي تحظره". ونقلت القناة عن دائرة الصحة أنّ "77% من الذكور الأميركيين يجري ختانهم". 

وبين فترة وأخرى تثار مواقف ومقترحات تشريعات تستهدف بعض الشعائر الدينية، مثل الذبح الحلال، الذي أثار أيضاً حفيظة الجالية اليهودية التي تصدت، بعد أشهر من السجال، لمقترح منع تلك الطريقة بالذبح باعتباره يمس جزءاً رئيساً من عقيدتها في "الكوشير"، وهي التي تتبع فيها أساليب ذبح المسلمين نفسها.

وعادة ما تذهب أغلب التصريحات مستهدفة المسلمين دون إشارة إلى اليهود الدنماركيين، ولكن سرعان ما تتوقف ويتراجع عنها أصحابها حين تتدخل الجالية اليهودية، وهو ما يتوقع أن يجري لمقترح تشريع الختان في مناقشته الأولى اليوم.

المساهمون