استمع إلى الملخص
- تشكيل خلية أزمة لمتابعة الوضع ودعم الحجاج المصابين والمفقودين، مع تأكيد الحكومة على تحمل نفقات نقل جثامين الراغبين في إعادتهم إلى الأردن.
- مطالبات من أحزاب ومواطنين بإجراءات فورية لمعالجة الوضع، تشمل إرسال فرق إخلاء وتشكيل لجنة تحقيق، ومراجعة شاملة لأنظمة رحلات الحج لضمان سلامة الحجاج وحماية حقوقهم مع ضمان تعويض عادل لعائلات المتوفين.
أعلنت مديرية العمليات والشؤون القنصلية لدى وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية العثور على 84 من حجاج الأردن من بين 106 مسجّلين على قوائم الحجاج المفقودين، بحسب قاعدة البيانات التي أعدّتها مديرية العمليات منذ بداية التبليغ عن فقدان ووفاة عدد من حجاج الأردن، وإصدار 41 تصريح دفن لعدد من هؤلاء في مكة المكرمة بناءً على رغبة ذويهم.
وأوضح مدير مديرية العمليات والشؤون القنصلية السفير سفيان القضاة، في بيان اليوم الثلاثاء، أنّ الجهات السعودية المعنية تقدّم الرعاية الطبية اللازمة للحجاج الأردنيين الذين عُثر عليهم، مضيفاً أنّ حالاتهم الصحية متفاوتة ما بين جيّدة ومتوسطة وحرجة. وأكد أنّ فريق القنصلية العامة الأردنية الموجود في مكة ما زال يقدّم الخدمات القنصلية للحجاج ويتابع أوضاعهم مع السلطات السعودية المختصّة.
وتابع القضاة أنّ عمليات البحث ما زالت جارية عن 22 من حجاج الأردن المفقودين، وذلك بجهود مشتركة من قبل الخلية التي شكّلتها الوزارة التي تعمل على مدار الساعة بالتنسيق مع القنصلية العامة الأردنية في جدة والسفارة الأردنية لدى الرياض وبعثة وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية للحجّ، وبمساعدة السلطات السعودية المختصة. يُذكر أنّ بعثة وزارة الأوقاف كانت قد أكدت، في بيان سابق لها، سلامة جميع الحجاج من البعثة الأردنية الرسمية.
كذلك أكد القضاة أنّ مديرية العمليات والشؤون القنصلية على تواصل مستمرّ مع ذوي حجاج الأردن الذين توفّاهم الله ومع ذوي المفقودين، وأنّ فريق القنصلية العامة الموجود في مكة يزور حجاج الأردن في المستشفيات للاطمئنان على سلامتهم ومتابعة أوضاعهم. وجدّد القضاة دعوته جميع المواطنين الأردنيين الذين يؤدّون مناسك الحجّ وذويهم إلى الاتصال لطلب المساعدة أو الإبلاغ عن المفقودين أو الترتيب لنقل الجثامين في حالات الوفاة، وذلك على مدار الساعة.
مطالب بمحاسبة المقصّرين بعد وفاة 41 من حجاج الأردن
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، مع تأكيد وزارة الخارجية وشؤون المغتربين وفاة 41 من حجاج الأردن إلى جانب آخرين في عداد المفقودين، طالب مسؤولون في أحزاب سياسية ومواطنون في الأردن بفتح تحقيق في أسباب الواقعة المأساوية، ومحاسبة الجهات التي قصرت في أداء واجباتها الخاصة بمراجعة الإجراءات المتبعة في التسجيل للحج، وحصة الأردن من الحجاج وآلية قبولهم.
واعتبر هؤلاء أن الحديث عن وفاة 41 من حجاج الأردن عدا المفقودين "يمثل مأساة إنسانية مروعة وفشلاً ذريعاً في المنظومة المسؤولة عن تنظيم رحلات الحج، ويظهر وجود إهمال لا يمكن التغاضي عنه لحقوق المواطنين الأردنيين، خاصة حقهم في الصحة والحياة الكريمة".
وأعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أنها تتابع عبر مديرية العمليات والشؤون القنصلية عمليات البحث عن الحجاج المفقودين، وأيضاً إجراءات دفن حجاج الأردن الذين توفوا لدى أدائهم مناسك الحج، ونقل جثامين من يرغب ذووهم بنقلهم إلى المملكة على نفقة الحكومة. وذكرت أنها أصدرت 41 تصريحاً لدفن الحجاج المتوفين في مكة المكرمة بناءً على رغبة ذويهم، مؤكدة أنهم ليسوا جميعهم ضمن بعثة الحج الأردنية الرسمية.
وأوضح مدير مديرية العمليات والشؤون القنصلية السفير سفيان القضاة، أن خلية الأزمة التي شكلتها الوزارة وتضم فريق القنصلية العامة الأردنية في مكة تتابع إجراءات دفن حجاج الأردن الذين توفوا إثر تعرضهم لضربات شمس من جراء موجة الحرّ الشديدة، وأيضاً عمليات البحث عن الحجاج المفقودين لتأمين عودتهم إلى المملكة في أسرع وقت.
وأشار إلى أن مديرية العمليات والشؤون القنصلية تتواصل باستمرار مع ذوي حجاج الأردن الذين توفوا وذوي المفقودين، وفريق القنصلية العامة في مكة يزور المصابين في المستشفيات للاطمئنان إلى سلامتهم. وجدد دعوته جميع المواطنين الذين يؤدون مناسك الحج وذويهم إلى الاتصال لطلب المساعدة أو الإبلاغ عن المفقودين أو ترتيب نقل جثامين المتوفين.
من جهته، طالب الحزب الديمقراطي الاجتماعي الحكومة بإرسال فرق إخلاء وإنقاذ على وجه السرعة لمساعدة الحجاج الموجودين في أماكن صعبة، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، وتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لمعرفة ملابسات الكارثة، وتحديد المسؤولين عن الإهمال والتجاوزات التي حدثت، ومحاسبة المتورطين.
ودعا الحزب الحكومة إلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والدبلوماسية لاستعادة حقوق الحجاج المتوفين، وضمان تعويض عائلاتهم بشكل عادل، مشدداً على ضرورة إجراء مراجعة شاملة لأنظمة وتعليمات رحلات الحج من أجل ضمان سلامة الحجاج ومنع تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل، ومحاسبة شركات الحج التي تخالف القوانين والأنظمة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان عدم تعرّض أي حاج أردني لخطر في المستقبل.
واعتبر الحزب أن "وفاة 41 من الحجاج بحسب الأرقام المعلنة حتى الآن عدا المفقودين بمثابة مأساة إنسانية مروعة تُجسد فشل المنظومة المسؤولة عن تنظيم رحلات الحج، وتُظهر إهمالاً لا يمكن التغاضي عنه لحقوق المواطنين الأردنيين، خاصة حقهم في الصحة والحياة الكريمة".
وأكد الحزب أنّ "حماية الحجاج الأردنيين مسؤولية وطنية لا تحتمل التهاون، وأي تقصير هو جريمة لا يمكن السكوت عنها، وتنصل بعض الوزارات والأجهزة من مسؤولياتها تجاه هذه الكارثة يثير استياءً عارماً في أوساط المجتمع الأردني، ويؤكد ضرورة مراجعة كافة الإجراءات المتبعة لضمان سلامة وراحة حجاجنا في المستقبل".
بدوره، أكد حزب جبهة العمل الإسلامي ضرورة فتح تحقيق في أسباب هذا العدد الكبير من الوفيات والمفقودين، ومحاسبة الجهات التي قصرت في تنفيذ دورها، ومراجعة الإجراءات المتبعة في التسجيل للحج، وحصة الأردن من الحجاج وعملية قبولهم، وما يجري من استثناءات واسعة في عمليات قبول الحجاج وخضوعها لمحسوبيات دفعت آلافاً إلى البحث عن طرق أخرى لأداء الفريضة".
وقدم الحزب العزاء لذوي حجاج الأردن الذين توفوا، وتمنى السلامة للمفقودين وعودتهم إلى ذويهم. وأستهجن تنصل الحكومة، وعلى رأسها وزارة الأوقاف، من مسؤولياتها تجاه الملف، وتصنيفها الأردنيين في ما يتعلق بمتابعة ملف الوفيات والمفقودين على قاعدة الحاج النظامي وغير النظامي، ما أساء إليهم ولصورة الأردن.
وشدد الحزب على ضرورة متابعة وزارتي الأوقاف والخارجية ملف المفقودين، وتسهيل وصولهم إلى ذويهم، وتأمين وصول جثامين من توفي إلى الأردن.
في غضون ذلك، أفادت وكالة أنباء "بترا" الرسمية بأن تحريات تجري الآن في شأن ملابسات وظروف خروج المواطنين من الأردن، وأنه سيجري التعامل مع النتائج حسب القانون إذا ثبت وجود حالات تغرير بالمواطنين. وأوضحت أن عدد حجاج الأردن بلغ 8 آلاف و4500 من عرب 1948، وانضم إليهم طاقم بعثة ضم نحو 500 مرافق.
واتّسع غضب المواطنين وحزنهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب موسى العجارمة على منصة إكس: "حصل إخفاق كبير في إدارة أزمة حجاج الأردن، وصدرت تصريحات غير موفقة عن وزارة الأوقاف كأن الحاج غير النظامي ليس إنساناً ولا يحمل رقماً وطنياً أردنياً".
وقالت ثائرة الصرايرة: "احترق قلبي على جميع حجاج الأردن الذين توفوا، وكأنهم من أفراد عائلتي، لكن ما يعزينا هو حسن الخاتمة كي تبرد قلوبنا قليلاً، فيما تبقى حرقتنا على ما وصل إليه الحال في هذا البلد، ومن أوصل الأردني ليكون حاجاً غير نظامي".
وكتب عدنان الديات: "المتوفون الأردنيون منا وفينا، ونأسف لما حصل للحجاج غير النظامين، وهو أمر يحتاج إلى وقفة مراجعة ومساءلة كي لا يتكرر ذلك مرة أخرى، فالفقد كان كبيراً ومؤلماً".