سجلت مخيمات النازحين شمال محافظة إدلب، شمال غرب سورية، بعد منتصف ليل الأحد-الاثنين، ولليوم الثاني على التوالي، نحو 100 حالة تسمم جديدة، بينهم أطفال ونساء، بسبب توزيع وجبات فاسدة من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تسجيل نحو 50 حالة تسمم غذائي في مخيمات النازحين في محيط بلدة كللي شمال إدلب.
وقال فريق "منسقو استجابة سورية" في بيانٍ له، الاثنين، إن "أكثر من مائة وخمسين شخصاً، معظمهم من الأطفال والنساء، عانوا من حالات تسمم غذائي خلال أقل من 48 ساعة، في مخيمات (دار الكرام، العيناء، كفرعويد المحبة، طوبى الشموخ، المختار، الملك لله) والتي تضم مئات العائلات النازحة، الذين تم تهجيرهم نتيجة العمليات العسكرية في المنطقة"، معبراً عن قلقه الشديد نتيجة ازدياد حالات التسمم الغذائي في المخيمات نتيجة الوجبات الغذائية المقدمة وسوء تخزينها بالشكل الصحيح، مطالباً "المنظمات الإنسانية بتحويل تلك الوجبات إلى مواد جافة تقدم للنازحين للتصرف فيها وضمان صلاحيتها لأطول فترة ممكنة".
وأوصى الفريق في بيانه بـ"التأكد من هوية المنظمات العاملة داخل أي مخيم، وقدرة هذه المنظمات وامتلاكها الإمكانيات اللوجستية والخبرة اللازمة في مجال عملها، وعدم توزيع أي مواد غذائية جاهزة أو مطبوخة قبل فحصها من جهة صحية معتمدة، والتأكد من وجود إجازات صحية للمطاعم والمطابخ التي يتم تجهيز المواد الغذائية فيها من قبل المنظمات قبل الاتفاق معها، وزيادة الرقابة على عمل تلك المطابخ، بالإضافة إلى التقليل من طول المدة الزمنية لحفظ الأطعمة المغلفة ما أمكن لضمان الحفاظ على صلاحيتها".
من جهته، طالب أكرم العيسى، وهو أحد نازحي ريف إدلب الشرقي إلى مخيمات النازحين الواقعة في محيط بلدة كللي، بـ"استبدال الوجبات المُعدة من قبل المنظمات بخضروات وخبز ومواد غذائية ومواد جافة، لمنع حدوث حالات التسمم التي تتكرر في كل سنة وتُصيب نساء وأطفالا ومُسنين".
وأكد العيسى، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "وجبات الإفطار يتم تجهيزها من قبل المنظمات في مطبخ واحد، وهناك آلاف الوجبات التي يتم تجهيزها ضمن هذا المطبخ لتوزيعها على قاطني المخيمات، وهذا الأمر يعني أن المطبخ سوف يعمل على تجهيز الوجبات منذ ساعات الصباح الأولى، ومن ثم يتم تغليفها وهي ساخنة بأطباق بلاستيك ونايلون، مما يعرّض الوجبة للتلف، عدا عن ذلك يتم نقل الوجبة بسيارات المنظمة وتعرّضها لأشعة الشمس أثناء التوزيع، الأمر الذي يعرّضها للتلف وتصبح الوجبة فاسدة".
وأشار العيسى إلى أن "هذه الحادثة تتكرر في كل شهر رمضان ضمن المخيمات، والمنظمات الإنسانية تعيد غلطتها في كل مرة من دون الالتفات إلى حال الأهالي والنازحين". مؤكداً أن "هذه الوجبات تكلفتها أكبر ولا تكفي لعائلة كبيرة، فيجب استبدالها بمواد جافة يستفيد منها النازحون عندما يشاؤون".
وكان نحو 50 حالة تسمم بينهم نساء وأطفال قد وصلوا بعد منتصف ليل السبت إلى المستشفيات في بلدة "كللي" شمال محافظة إدلب، إثر تناولهم وجبات فاسدة وزعتها إحدى المنظمات الإنسانية في مخيم دار الكرم القريب من البلدة، والذي يضم نازحين من أرياف إدلب وحماة وحلب.
وفي الثامن من شهر إبريل/نيسان الجاري، أسعفت فرق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) ثلاثة أطفال من عائلة واحدة أصيبوا بحالة تسمم غذائي في قرية البدرية بريف إدلب الغربي، إثر تناولهم بعض الأطعمة الفاسدة.
وفي مطلع الشهر الحالي، تعرّض أكثر من 25 مدنياً بينهم أطفال ونساء حوامل للتسمم، جراء شربهم مياها ملوثة في مخيم القرية الطينية قرب مدينة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي.