سجلت محافظة إدلب شمال غربيّ سورية، اليوم الثلاثاء، محاولة انتحار صادمة لطفلة تبلغ من العمر 14 عاماً، إثر تناولها حبوب الغاز السامة في مخيم "كفروما" بالقرب من بلدة كللي. وتأتي هذه المحاولة بعد يوم واحد فقط من محاولة انتحار أخرى لشابة تناولت كمية كبيرة من الأدوية في مدينة معرة مصرين.
مع تصاعد هذه الظاهرة المأساوية، تكشف مصادر مطلعة عن حالة الطفلة الصغيرة وتفاصيل محاولتها الصادمة، حيث لا تزال في العناية المشددة ضمن مستشفى معرة مصرين، وحالتها غير مستقرة.
وتجددت المحاولات اليائسة للانتحار في المنطقة، حيث حاولت شابة متزوجة يوم أمس الاثنين الانتحار أيضاً، ما أدى إلى وضعها في قسم العناية المشددة، وحالتها تبقى غير مستقرة.
وشهدت مدينة معرة مصرين شماليّ محافظة إدلب، حادثة مأساوية في الـ17 من يوليو/تموز الماضي، حيث قامت سيدتان بمحاولتي انتحار، توفيت إحداهما بعدما أضرمت النيران في نفسها، وتعرضت لحروق شديدة، ولم تُعرف أسباب هذا العمل الفظيع. بينما نجت السيدة الأخرى من المحاولة بفضل إجراء عملية غسل معدة بعد تناولها حبة من الغاز السام، وذلك نتيجة لخلافات زوجية.
وتعكس هذه الأحداث المأساوية الأوضاع الصعبة التي يعيشها السكان في مناطق سيطرة المعارضة السورية، وغالباً ما تكون فئة النساء والأطفال أكثر عرضة لهذه المحاولات.
من ناحية أخرى، أكد محمد حلاج، المسؤول في فريق "منسقو استجابة سورية"، لـ"العربي الجديد"، أن عدد حالات الانتحار التي أدت إلى الوفاة والتي أُنقِذَت بلغت 55 حالة منذ بداية العام الجاري وحتى يوم الثلاثاء في مناطق سيطرة المعارضة السورية في شمال غرب سورية.
وشدد حلاج على أن عدد الحالات التي أدت إلى الوفاة بلغ 22 حالة، منها 5 أطفال وامرأتان، بينما سجلت 33 محاولة انتحار فاشلة، منها 19 امرأة و8 أطفال.
وأوضح مسؤول الفريق أن النساء يمثلن الفئة الأكبر في أعداد تلك الحالات بسبب عدم وجود من يساعدهن في التغلب على التحديات التي يواجهنها، بالإضافة إلى الشباب الذين ليسوا قادرين على التعامل مع الضغوط والصعوبات المتعددة التي تعصف بهم. وأشار إلى أن حالة عدم الاستقرار تزداد تصاعداً في المنطقة نتيجة التغيرات المتكررة والمتعددة التي تشهدها جميع مناطق شماليّ سورية.
وفي هذا السياق، ناشد فريق "منسقو استجابة سورية" في بيان صادر في السادس من يونيو/حزيران الماضي، المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة ضرورة دعم المدنيين والنازحين وتأمين احتياجاتهم الأساسية، ومواجهة التهديدات المستمرة بقطع المساعدات الإنسانية عنهم وتقليلها بشكل دائم، بالإضافة إلى توفير فرص العمل دورياً للحد من انتشار البطالة في المنطقة.
وبناءً على معلومات "منسقو الاستجابة"، سجلت مناطق سيطرة المعارضة السورية في شمال غرب البلاد خلال عام 2022 الفائت 88 حالة انتحار، منها 55 حالة أدت إلى الوفاة، ومن بينها 16 طفلاً و17 امرأة، بالإضافة إلى 33 محاولة انتحار فاشلة، منها 17 امرأة وطفلان.