جيش الاحتلال يحارب طلبة مدرسة قرية دير نظام الفلسطينية منذ سنوات

29 سبتمبر 2022
تستهدف قوات الاحتلال الطلاب ومؤسستهم التعليمية (ناصر اشتيه/ Getty)
+ الخط -

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ سنوات، استهداف طلاب مدرسة دير نظام، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، واعتقالهم واقتحام مؤسستهم وإطلاق قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع باتجاههم، والحجة رشق تلك القوات والمستوطنين بالحجارة، والنتيجة إرباك العملية التعليمية.

الاعتقالات بحق الطلاب لم تتوقف، ما أثّر على تحصيلهم العلمي، فمدرسة دير نظام شهدت خلال الأعوام القليلة الماضية سلسلة اعتداءات واعتقالات بحق طلابها لم تتوقف، وطاولت في عام 2018 الطالب حسان التميمي الذي فقد بصره داخل سجون الاحتلال.

ما بين كل فترة وأخرى، يحاول جيش الاحتلال اقتحام المدرسة، إما لتنفيذ عملية اعتقال أو الادعاء برشق قواته والمستوطنين بالحجارة، لكن طاقم التدريس يمنع غالبا تلك الاقتحامات، إلا أنه وفي بعض الأحيان يتم الاقتحام بالقوة واعتقال بعض الطلبة والاعتداء على الهيئة التدريسية.

تهديد بإغلاق المدرسة

قبل أكثر من أسبوعين اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة دير نظام وكانت محاولات المعلمين ومدير المدرسة لمنع الاقتحام، ووصل الحال بأحد ضباط الاحتلال إلى تهديد واضح بإغلاق المدرسة.

يؤكد مدير المدرسة بدر شريتح لـ"العربي الجديد"، أنه أصبح يغلق بوابة المدرسة من الداخل منذ مدة، بسبب تكرار محاولات الاقتحام، فيما يأخذ تهديد الاحتلال بإغلاق المدرسة على محمل الجد.

يقول شريتح: "صحيح أنه لم يتم إغلاق المدرسة خلال السنوات الماضية، لكن إجراءات إسرائيلية أخرى أدت إلى تعطيل الدراسة فيها، كإغلاق مداخل قرية دير نظام وحصارها بمنع دخولها، ما كان يعني عدم وصول المعلمين إليها، ومعظمهم من خارج القرية".

وتعرض طلبة مدرسة دير نظام لانتهاكات عديدة واعتقالات لمدد مختلفة من أيام إلى أشهر، وفي كثير من الأحيان يجري تسيير طائرة للتصوير فوق المدرسة تراقبها.

يؤكد مدير المدرسة أن تلك الأحداث المتكررة أثرت وتؤثر بشكل دائم على الطلبة ونفسياتهم، وتؤدي لحصول إرباك دائم للعملية التعليمية، وضغط نفسي على كل المتمدرسين الذين يحتاجون لرعاية نفسية وإرشادية خاصة، حسب رأيه.

المستوطنون يستفزون الطلاب

كل ما يحصل لمدرسة دير نظام يهدف بشكل أو بآخر لتوفير راحة المستوطنين المجاورين، إذ تقام مستوطنة "حلميش" على أراضي عدة قرى، من بينها أراضي دير نظام، وتقع الأسلاك الشائكة بين المستوطنة والقرية، على مقربة من منازل الفلسطينيين، وقرب مداخل القرية يقع الشارع الرئيسي الذي يمر منه المستوطنون إضافة إلى أهالي القرى الفلسطينية.

وبحسب رئيس المجلس القروي في دير نظام نصر مزهر، في حديث لـ"العربي الجديد"، فإن القرية منذ خمس سنوات على الأقل تتعرض لاقتحامات واعتداءات وحملات اعتقال متواصلة، وفي معظمها استهدفت المدرسة، والادعاء الدائم إلقاء حجارة على المستوطنين أو مركباتهم.

يدعي جنود الاحتلال أيضاً عادة بإلقاء الحجارة عليهم وهم داخل القرية، لكن يبقى سؤال الأهالي لماذا يوجد الجنود أساسا في القرية وحول أسوار المدرسة، بل ويقتحمون محيطها، سوى أنها محاولات استفزاز للطلبة ودفعهم للمواجهات داخل شوارع القرية.

يهدف وجود قوات الاحتلال شبه الدائم في القرية إلى إزاحة أي تشويش على حياة المستوطنين القريبين، وحتى منع الأهالي من الوصول السلس إلى أراضيهم الزراعية المحاذية للقرية والمستوطنة.

يؤكد مزهر لـ"العربي الجديد"، أن كل ذلك يأتي بالتزامن مع اعتداءات للمستوطنين الذين يقومون برعي أبقارهم في الأراضي، وقطع أشجار الزيتون، وتخريب الأراضي لضمان تركها فارغة، وذلك بالتزامن مع قيام الاحتلال بحفريات في موقع أثري يدعي أنه يرتبط بيوشع بن نون على مقربة من القرية.

لكن الأهالي كما يقول مزهر لا يوفرون جهدا لإحياء وزراعة أراضيهم والحفاظ عليها رغم الإجراءات الإسرائيلية، ومنها منعهم من استخدام الآليات الثقيلة لاستصلاح أراضيهم بذريعة حاجة ذلك لتراخيص كون الأراضي في مناطق "ج" ذات السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وفق اتفاق أوسلو.

المساهمون