جهود لمكافحة اللشمانيا في تل أبيض ورأس العين السوريتين

18 ديسمبر 2021
اللشمانيا هو الداء الأكثر انتشاراً في الشمال السوري (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

يتفشى مرض اللشمانيا بشكل غير مسبوق في مناطق تل أبيض ورأس العين الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" المعارض بمحافظة الرقة شمال شرقي البلاد، حيث أصيب نحو 17 ألف شخص بالمرض خلال الشهرين الماضيين، وفق إحصائيات محلية.

وأوضح مهنا المحمد، عضو "جمعية البرّ والخدمات الاجتماعية" في تل أبيض، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّ العديد من الجهات الإنسانية تبذل جهوداً لتوفير العلاج للمصابين شملت إدخال 6950 حقنة لمعالجة مصابي اللشمانيا، ومعظمها من متبرعين محليين.

وأكّد المحمد أنّ هناك خطة لإدخال 1700 حقنة جديدة خلال الأيام المقبلة، مضيفاً أنّ "المشكلة الحقيقية تتمثل في القضاء على سبب تفشي المرض، وهي ذبابة الرمل، ولا إمكانيات لدى الجهات المحلية للقيام بذلك، والأمر يتطلب عملاً حكومياً"، مبيّناً أنّه "يمكننا توفير العلاج للمصابين حالياً، لكن بعد شهرين يمكن أن يصاب الشخص مجدداً مع عدم مكافحة الذبابة الناقلة".

وأضاف أنّ "قرية شابداغ بها 110 إصابات، وقرية حروبي بها 140 مصاباً، وفي مسطنشي 80 إصابة، وهكذا حال معظم القرى، ونعمل على توفير وسائل نقل للقرى التي فيها إصابات كثيرة، لكن مساحة المنطقة كبيرة، وتحتاج إلى جهود ضخمة للمكافحة. افتتحنا مركزين للعلاج، الأول هو مركز (الفليو) في شرق سلوك، والثاني مركز (محيسن) في تل أبيض، والوقاية هي الأهم".

وكشف خضر العلي، وهو والد لأربعة أطفال مصابين باللشمانيا من منطقة تل أبيض، لـ"العربي الجديد"، أنّ توفير العلاج لأطفاله يزداد صعوبة بسبب المواصلات، إذ يقيم في بيت بعيد عن مركز العلاج، ويتطلب نقل أطفاله كل فترة لتلقي الحقن مشقة مضنية.

وقال وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، مرام الشيخ، اليوم السبت، إنّ الوزارة تعمل بالتعاون مع جهات محلية منها مجلس محافظة الرقة، والمجلس المحلي في تل أبيض، ووحدة تنسيق الدعم بين المانحين والوكالات التنفيذية والشركاء المحليين، و"تم توفير 4900 حقنة لمعالجة اللشمانيا في تل أبيض كدفعة أولى، ونعمل على تأمين كميات إضافية خلال الأيام المقبلة، كما أنشأت الوزارة وحدتين طبيتين متنقلتين لتقصي حالات اللشمانيا".

وخلال جولة تفقدية على المراكز الصحية شملت كلاً من المجلس المحلي في مدينة تل أبيض وبنك الدم ومركز اللقاح الروتيني ومخبر فيروس كورونا ومركز العيادات في مدينة سلوك، وجه الشيخ نصائح للسكان بضرورة الوقاية من خطر الإصابة، منها تجنب أماكن المزارع، وحظائر الحيوانات، وتغطية الجسم، وارتداء الجوارب.

ومن الأسباب التي تؤدي لانتشار ذبابة الرمل، اعتماد الأهالي على تربية المواشي في المنطقة الريفية، والتي تشكل مخلفاتها بيئة مناسبة لتكاثر الذبابة.

ويُعتبر داء اللشمانيا من الأمراض التي تؤرق الأهالي بشكل مستمر في مناطق الشمال السوري نظراً لارتفاع عدد المصابين، والحاجة المستمرة لتوفير الأدوية، وهو الداء الأكثر انتشاراً في سورية، ويُعرف محلياً باسم "حبة حلب"، أو "حبة السنة".

المساهمون