وكان التعليم أحد ملامح الحياة التي توقفت في الرقة منذ سيطر عليها "داعش" الإرهابي، حيث طاول دمار كبير المدارس مثل أغلب المرافق العامة، فضلا عن انقطاع الطلاب عن المدارس لأسباب متعددة أبرزها الخوف.
وقال مسؤول مكتب الإعلام في "مجلس الرقة المدني"، مصطفى العبد، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد المدارس في الرقة يبلغ 148 مدرسة، وجميع المدارس تم إخلاؤها من المسلحين، ونسعى لإعادة تأهيلها لاستقبال الطلاب، وقد وزعنا ما توفر لنا من كتب كانت في بعض المستودعات القديمة على المدرسين لبدء العملية التعليمية، والمنهاج الذي يدرس حاليا هو المنهاج المقرر من وزارة التربية التابعة للحكومة في دمشق".
ولفت إلى أن "هناك مستودعات كتب داخل المدينة لم يتم الوصول إليها بعد، داعش لم يتلف كل الكتب التي كانت في المستودعات، وهناك وعود بإرسال 13 ألف نسخة من الكتب الدراسية لتوزيعها على الطلاب".
وبين أن "عدد الطلاب في الرقة بحسب الإحصائيات المتوفرة يبلغ 45 ألف طالب، ومرجعية العملية التعليمية هي لجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدني".
وقال أحمد، وهو أحد أبناء ريف الرقة، لـ"العربي الجديد"، إن "وضع أهالي الرقة مأساوي بكل المقاييس، فهم لا يشعرون بالاستقرار ولا تتوفر لديهم الاحتياجات الأساسية، فكيف يمكن أن نرسل طفلا إلى المدرسة وهو جائع؟ كيف نرسله إلى المدرسة وهو يسكن خيمة أو منزلا مدمرا".
وتابع: "ربما نستطيع إعادة الأطفال إلى المدارس، لكن ستبقى لدينا مشكلات من تعرضوا للحفلات الدعوية المتطرفة أو ما كان يبثه التنظيم من أفكار، إذ كيف يمكن أن يعود طفل عاين الدمار والقتل إلى حياته الطبيعية دون تأهيل".
وقال عدي، وهو رب أسرة من خمسة أفراد يقيم في ريف الرقة، لـ"العربي الجديد": "خلال السنوات الماضية تحولت المدارس إما إلى مقرات عسكرية وإما إلى مأوى للنازحين، وعدد كبير منها تم تدميره جراء استهدافه بالغارات الجوية، ولا يوجد لدينا القدرة للحصول على احتياجات الدراسة وأبسطها القرطاسية".
ولفت إلى أن ابنه الأكبر، الذي يجب أن يكون هذه السنة في الصف الأول الثانوي، يرفض فكرة العودة إلى المدرسة، "يسأل كيف يعود إلى مقاعد الدراسة بين أطفال يصغرونه بعدة سنوات، وكذلك بقية إخوته. فقط ابني الصغير لديه قبول بفكرة الذهاب إلى المدرسة لأنه لم يتجاوز 8 سنوات".
وقال مصطفى العبد، إن "هناك أعدادا كبيرة من الطلاب لا تزال خارج المدارس بسبب نقص الإمكانات وقلة عدد المنظمات الداعمة للتعليم، لم نستطع منذ بدء العام الدراسي سوى تجهيز 5 مدارس فقط، إلى جانب المدارس المفتوحة، وعدد المعلمين الذين هم على رأس عملهم يبلغ 1250 معلما".
ونفى أن يكون هناك تنسيق مع وزارة التربية في دمشق، بالرغم من اعتماد ذات المنهاج، "هناك أشخاص يتحدثون عن جلب كمية من الكتب المدرسية، ولكن لا يوجد أي شيء رسمي، ونحن لسنا ضد الأمر لأننا نعتبر أن التعليم حيادي، ويجب أن يتعلم جميع أبناء سورية ذات المنهج انطلاقا من الحفاظ على وحدة البلاد".