جنت كل... هكذا هاجرتُ إلى باكستان

06 فبراير 2022
الحياة أصبحت صعبة للغاية في أفغانستان (العربي الجديد)
+ الخط -

قبل فترة، توجّه الأفغاني جنت كل إلى باكستان لتلقى العلاج، هو الذي يعاني من الفشل الكلوي. كما أراد البحث عن عمل والبقاء فيها في حال كانت الظروف مؤاتية. مكث عند أقاربه في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام أباد. وبعد التشاور معهم، قرر البقاء في باكستان والبحث عن عمل على اعتبار أن الفرص فيها أكبر من أفغانستان، وقد تراجع دخله في بلاده من جراء تدهور الأحوال المعيشية فيها. 
حالفه الحظ وبدأ العمل في مقابل بدل أجر يومي، كما كان حاله في العاصمة الأفغانية كابول. راح يشتري أثاث المنازل المستعمل ويبيعه في السوق. وكان ما يكسبه يكفيه لإرسال المال إلى عائلته في مديرية باغرام بولاية بروان شمال كابول. لكن ما ظل يقلقه هو بقاء أولاده خارج المدرسة بالإضافة إلى غيابه عنهم، إذ لم يكن قادراً على جلبهم إلى باكستان في وقت يصعب عليه مغادرة البلاد الجديدة بسبب ظروف عمله الجيدة. 
يقول لـ "العربي الجديد": "الحياة أصبحت صعبة للغاية في أفغانستان، ولم يبق أمامي خيار غير مغادرة البلاد. ووقع الاختيار على باكستان كونها قريبة والفرص فيها كثيرة، كما أن العديد من أقاربي يعيشون فيها". لذلك، أراد المجيء للعلاج والعمل، واختار البقاء بناء على نصيحة أقاربه.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

لكن أكثر ما يقلقه اليوم هو صغر سن أولاده بالإضافة إلى والده باز محمد، وهو كبير في السن. صحيح أنه يهتم بأسرته، إلا أنه لا يستطيع التحرك كثيراً خارج البيت، ما يعني أن توفير ما تحتاج إليه الأسرة من طعام وأدوية وغير ذلك يبقى على عاتق زوجته، علماً أن العادات الأفغانية في الأرياف لا تحبذ خروج المرأة إلى السوق.   
من جهة أخرى، يقول إنه قدم إلى باكستان من دون تأشيرة وجواز سفر. صحيح أنه يمكنه العودة إلى بلاده بالطريقة نفسها، إلا أنه قد يعلق هناك وخصوصاً أن استخراج جواز سفر أمر صعب للغاية في بلاده في الوقت الحالي.  
وبعد سيطرة حركة "طالبان" على الحكم في بلاده، يقول إن المشكلة الأساسية هي الفقر وعدم وجود فرص عمل، الأمر الذي يدفع كثيرين إلى الهرب إلى خارج البلاد، وإن كان الأمن أفضل من ذي قبل. شهرياً، يرسل نحو 50 دولاراً إلى أسرته، ويبقي لنفسه جزءاً من المال ليتمكن من العيش في باكستان. في الوقت الحالي، يطالب حكومة "طالبان" بالعمل على تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد.

المساهمون