قُتلت شابة سوريّة في ناحية الجوادية، مساء أمس الثلاثاء، بريف الحسكة شمالي البلاد، برصاصات سلاح والد زوجها الذي أطلق عليها النار عمداً، إثر مشاجرة عائلية في المنزل الذي يسكنونه، ما خلف استياءً واسعاً بين السكان الذين طالبوا بوضع حد لانتشار السلاح بين المدنيين في مناطق سيطرة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ رجلاً من ناحية الجوادية في ريف الحسكة أطلق الرصاص على زوجة ابنه الشابة التي تبلغ 20 عاماً من العمر، ما أدى إلى مقتلها متأثرة بجراحها الخطيرة بعد إسعافها إلى مستشفى "السلام" في المنطقة.
وأضافت المصادر أنّ الرجل كان في حالة شجار داخل المنزل ولم يعرف إذا ما كان مع الشابة أم مع زوجها، إلا أنّ الأمر انتهى بإطلاق نار حيث استقرت ثلاث رصاصات في جسد الشابة، مخلفة جراحاً خطيرة، وقضت عقب وصولها إلى المستشفى.
وقال مصدر مقرب من قوات الأمن التابعة لـ"قسد" إنّ الجريمة وقعت باستخدام مسدس روسي الصنع من عيار 10 ميلمترات، مشيراً إلى أنه جرى اعتقال الرجل وولده زوج الضحية، ويجرى التحقيق في ملابسات الجريمة التي أثارت سخطاً واسعاً بين الأهالي في المنطقة الخاضعة لـ"قسد".
وأكدت المصادر أنّ هناك حالة من الفلتان الأمني في المنطقة، نتيجة انتشار السلاح بشكل عشوائي و"قسد" التي تسيطر على المنطقة والحاكم الفعلي لها هي السبب بالدرجة الأولى، "حيث تقوم بغض النظر عن حاملي السلاح من المنتسبين إليها أو من أقاربهم في المناطق المدنية، كما تقوم بترخيص قطع سلاح لأشخاص مدنيين ليسوا بحاجة للسلاح".
وتؤكد مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ السبب الرئيسي لانتشار فوضى السلاح يعود إلى أنّ سلطة "قسد" تعتمد بالدرجة الأولى على المنتسبين لها، وفي الغالب يكون انتسابهم على شكل مجموعات أو فصائل تعود جذورها لعشيرة أو عائلة معينة، وبالتالي يفرضون سلطتهم بقوة السلاح على أفراد العائلات والعشائر غير المنتسب أبناؤها للمليشيا.
وكانت مناطق عديدة خاضعة لـ"قسد" قد شهدت جرائم عديدة، منها جرائم قتل جماعي بسبب مشاجرات عائلية تطورت إلى اشتباكات مسلحة، كان من أبرزها في مايو/ أيار الماضي بقرية ماشخ الخاضعة لـ"قسد" في ريف دير الزور. كذلك وقعت أحداث مماثلة من أبرزها أيضاً، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قتل 4 أشخاص بشجار عائلي مسلح في حي العزيزية بمدينة الحسكة.
وكان من أشهر الاشتباكات العائلية والعشائرية التي وقعت في مناطق "قسد"، خلال الشهور الماضية، اشتباكات عشائرية بين عائلتي "القصيبة" و"البوراشد" شرقي الرقة، على خلفية خلاف بين العائلتين على أرض زراعية، وأسفر القتال عن مقتل وجرح ستة أشخاص على الأقل. كذلك وقع اشتباك بين عشيرتي "الوهب"، و"الناصر" والأخيرة منضوية تحت راية "قسد" في مدينة الطبقة غربي الرقة، والاشتباك أوقع أيضاً خمسة قتلى وجرحى.
كذلك وقع قتال بين عائلة "الغضبان" من فخذ الكبيصة والتي تسكن مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، وعائلة "الشاهر" من فخذ الكسار، والتي تستقر بالقرب من البصيرة، بسبب خلافات مالية بين العائلتين وخلف القتال قتلى وجرحى.