جريمة أنصار في لبنان: التحقيقات تكشف تفاصيل جديدة حول قتل أمّ وبناتها الثلاث وسط غضب شعبي

28 مارس 2022
خلال تشييع ضحايا جريمة أنصار (تويتر)
+ الخط -

تسود حالة من الغليان بلدة أنصار جنوبي لبنان، على وقع جريمة القتل المروعة التي راح ضحيتها أمّ وبناتها الثلاث كن قد اختفين في الثاني من مارس/آذار الجاري دون أن يُعرف لهن أثر، وسط أصوات غاضبة من طريقة تعاطي القضاء مع القضية ومطالبات بإنزال أشدِّ العقوبات بالمتورطين وتنفيذ حكم الإعدام بحقهم.

أصابع الاتهام في هذه الجريمة التي أشعلت غضب اللبنانيين تشير إلى متهمين، هما المواطن اللبناني (ح.ف) للاشتباه في مشاركته في خطف الضحايا، وقد تم توقيفه يوم الجمعة، ثم المواطن السوري (ح.غ) الذي كان فارّاً وتمكنت دورية من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني من توقيفه في منطقة البقاع أمس الأحد، وهو ما يزال موقوفاً بانتظار إشارة القضاء المختصّ لتحويله إلى فرع المعلومات حيث سيستكمل التحقيق معه إلى جانب المتهم الأول الذي أصبح لدى الجهاز، بحسب ما يؤكد مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، لافتا إلى أن وجودهما معاً أمرٌ مهمٌّ لمعرفة الحقيقة والدوافع وراء الجريمة خصوصاً أن الروايات أصبحت متعددة وكل واحد منهما يروي سيناريو مختلفاً عن الآخر، ولا سيما (ح.ف) الذي غيّر أقواله أكثر من مرّة.

وقال المصدر العسكري لـ"العربي الجديد": إن (ح.ف) قدّم أكثر من إفادة خلال توقيفه عند مخابرات الجيش التي تمكنت بواسطة أقواله من معرفة تفاصيل عن المواطن السوري (ح.غ) فتابعته وتمكنت عبر مخبرين في سورية ولبنان من الوصول إلى المهرِّب الذي أمّن وصوله إلى سورية، وجعلته يتواصل معه ويستدرجه من حمص إلى الحدود اللبنانية حيث تم توقيفه.

ولفت المصدر إلى أن مديرية المخابرات كثفت دورياتها منذ التبليغ عن اختفاء الأم وبناتها، ورغم إطلاق سراح (ح.ف) بعد التحقيق معه، وإقفال النيابة العامة الاستئنافية في النبطية جنوباً برئاسة القاضية غادة أبو علون التحقيق، لاحظت المديرية شكوكاً كثيرة حوله وسط إصرار والد البنات المختار زكريا صفاوي على مواصلة التحقيقات، وعند محاولتها استدعاءه من جديد هرب إلى سورية بعدما علم أنه مطلوبٌ وقد تمكنت المديرية بالأساليب التقنية لديها بعد استدراجه من تحديد مكانه وموقعه الجغرافي في لبنان وتوقيفه.

وشدد المصدر على أنه وتبعاً لاعترافات (ح.ف)، فإن عملية القتل حصلت بداية بضرب الأم باسمة عباس وبناتها ريما (مواليد 2000) وتالا (مواليد 2002) ومنال (مواليد 2006) على رؤوسهن بشكل خفيف، وقد فقدن الوعي، ثم تم إطلاق النار عليهنّ في مغارة تقع في خراج بلدة أنصار ودفنهنّ وإقفال مكان الجثث بالباطون، من هنا كانت صعوبة إيجادهنّ وانتشال الجثث لاحقاً.

لافتاً إلى أن تقرير الطبيب الشرعي، أكد أنه لم يتم العبث بالجثث أو أي عملية أجريت لهنّ لاستخراج أعضائهنّ ما يبطل الحديث عن تجارة الأعضاء الذي انتشرت حول الجريمة.

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

ويطالب لبنانيون وناشطون حقوقيون، بالإسراع في التحقيقات وكشف جميع الملابسات وإنزال أشد العقوبات بالمرتكبين، وسط مخاوف جدية من أي تدخلات يمكن أن تحصل لإلباس القضية بالمتهم السوري (ح.غ)، علماً أن كل الوقائع حتى الساعة تؤكد أن الجريمة ارتكبت عن سابق تصور وتصميم وبتخطيط الرجلين معاً من لحظة صعود العائلة في سيارة المتهم اللبناني (ح.ف) إلى ساعة قتلهنّ ودفن جثثهنّ والهرب إلى سورية.

وكانت قيادة الجيش قالت في بيان سابق، إن اللبناني (ح.ف) اعترف بأنه قام بعملية الخطف بمشاركة السوري (ح.غ) وأنهما نقلا المخطوفات إلى مغارة تقع في خراج بلدة أنصار حيث تم قتلهنّ، وبعد الكشف على المكان من قبل دورية من مديرية المخابرات وفريق من الأدلة الجنائية في الجيش تم العثور على الجثث الأربع، ونقلهن إلى أحد المستشفيات لاستكمال الفحوصات المخبرية اللازمة.

المساهمون