أكد المدير الجهوي للصحة في تونس، طارق بن نصر، وفاة طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، جراء إصابتها ببكتيريا "الشيغيلا"، إلى جانب إصابة 70 طفلاً على الأقل بها، جرى إيواؤهم في المستشفيات، فيما نقل 6 من بينهم إلى العناية المركزة.
والشيغيلا عدوى معوية تسببها فصيلة بكتيرية تُعرف باسم الشيغيلا، وتنتقل عدواها عند ملامسة كميات صغيرة من الفضلات البشرية، أو من خلال الأطعمة الملوثة، أو بسبب شرب مياه، أو السباحة في مياه ملوَّثة، والأطفال أكثر الفئات عرضة للإصابة بها.
ووفقاً للمسؤول الصحي طارق بن نصر في حديثه لـ"العربي الجديد"، فإن "الشيغيلا" بكتيريا وليست فيروساً، يمكن علاجها بالمضادات الحيوية إذا نُقل المصابون إلى المستشفيات بسرعة"، مضيفاً أن "هذه البكتيريا تصيب الأطفال خاصة، وقد تسبب العدوى فيما بينهم، وتأتي من الفضلات البشرية في حالة عدم غسل الطفل ليديه جيداً، وتناول الطعام، وتتسرب إلى الأمعاء وتسبب التهابات، وعادة ينتج منها إسهال، وآلام في البطن، وقيء، وارتفاع درجة الحرارة التي تفوق 39 درجة".
ودعا بن نصر "الأولياء إلى عدم تجاهل هذه الأعراض، والتوجه إلى أقرب طبيب عند رصدها، لأن التأخر في العلاج يؤدي إلى جفاف الجسم وانخفاض ضغط الدم، وأحياناً تعفن الدم، وقد تحصل صدمة للجسم، فلا يقاوم العدد الكبير من البكتيريا"، مبيناً أن المضاعفات قد تصل إلى القصور الكلوي وإلى مشاكل عصبية.
وأضاف: "لوحظ انتشار هذا المرض منذ شهر يوليو/ تموز الماضي في تونس، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد إصابات أخرى في صفوف الأطفال، بل هناك عدة حالات تعاود المستشفى لتلقي العلاج ثم يغادرون، لأن حالتهم لا تستوجب المكوث".
وتابع: "الأطفال أكثر عرضة للإصابة بعدوى هذه البكتيريا، التي تنقل من الفضلات البشرية ومن المياه مجهولة المصدر ومن الخضر والغلال التي لا تغسل جيداً"، مؤكداً أن "الكبار يتمتعون بمناعة أفضل تمكنهم من تجاوز الأعراض"، داعياً الأولياء إلى "حثّ الأطفال على غسل اليدين قبل الأكل، والمربين إلى متابعة الأطفال في رياض الأطفال وفي المدارس، إلى جانب تنظيف دورات المياه ومراقبتها بصفة دورية لتجنب العدوى".