توقيف ما يقارب 800 مهاجر سري في السواحل الجزائرية في غضون أسبوع

23 أكتوبر 2021
مهاجرون سريون تم توقيفهم في عرض البحر (العربي الجديد)
+ الخط -

كشف تقرير رسمي نشرته السلطات الجزائرية، عن إحباط حرس السواحل لعدد من رحلات الهجرة السرية وتوقيف ما يقارب الـ800 مهاجر سريّ في عرض البحر، عندما كانوا على متن قوارب بصدد الهجرة السرية إلى السواحل الأوروبية.

وأفاد أحدث تقرير عن وزارة الدفاع الجزائرية، عن تمكّن حراس السواحل من إحباط محاولات هجرة  لـ701 شخص حاولوا الهجرة بطريقة سرية على متن قوارب تقليدية الصنع، في الفترة بين 13 و20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، فيما أعلنت وحدات حرس السواحل عن إنقاذ 13 مهاجرا سرياً، وانتشال جثث أربعة مهاجرين آخرين غرقوا إثر انقلاب قاربهم على بعد 16 ميلا بحرياً شمال سواحل العاصمة الجزائرية، كما تم إنقاذ 57 شخصاً كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع في السواحل الغربية للبلاد.

شبكات تهريب البشر

وتتهم السلطات الجزائرية شبكات تهريب البشر بإغراء الشباب بالهجرة، وتنظيم رحلات مغامرة في البحر. والخميس الماضي، كشف وكيل الجمهورية لدى محكمة الرويبة في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، قرومي موسى، عن تفكيك شبكة تهريب للبشر تقوم بتنظيم رحلات هجرة سرية، تتكون من ثمانية أشخاص تتراوح أعمارهم بين 26 و43 سنة، مشيرا إلى وجود متورطين آخرين على  صلة بالشبكة يجري البحث عنهم لتقديمهم إلى القضاء.

 ولفت المسؤول القضائي، إلى أن هذه الشبكة مسؤولة عن رحلات هجرة سرية بينها الرحلة التي غرق فيها قارب المهاجرين، وسُجِّلت فيها وفاة خمس فتيات، منهن طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات وامرأة حامل جراء تحطّم القارب في عرض البحر.

وعادت محاولات الهجرة السرية للشباب الجزائريين إلى أوروبا، برغم تشديد السلطات الجزائرية لقوانين محاربة الهجرة السرية، والتي تقرّ بتسليط عقوبة على كل شخص يحاول الهجرة السرية بالسجن لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى تسعة أشهر، كما أقرت بتجريم عناصر شبكات الهجرة السرية بالسجن إلى حدود خمس سنوات.

عودة موجات الهجرة السرية

وعبّرت عدة أحزاب سياسية في الجزائر، عن قلق بالغ إزاء تزايد لافت لموجات الهجرة السرية في الفترة الماضية من السواحل الجزائرية إلى أوروبا، خاصة بعد الإعلان الأسبوع الماضي عن غرق قوارب لمهاجرين جزائريين، كان على متنها نساء وأطفال وشباب، عندما كانوا يحاولون الوصول إلى إسبانيا، إذ غرق نحو 50 جزائريا، تم انتشال بعض جثثهم.

وأكدت حركة البناء الوطني الأسف لعودة قوية في الآونة الأخيرة لظاهرة الهجرة السرية واستمرار ورود أخبار الموت وغرق المهاجرين الجزائريين، وأوضحت أن "عودة الظاهرة هذه المرة أصبحت تشمل النساء والأطفال، وانتشرت عدواها بين الشباب المؤهل والكفاءات وحتى الرياضيين من المستوى العالي"، وطالبت الحكومة "بضرورة استيعاب خطورة الوضع وأن ترى تلك بروح المسؤولية التي يقتضيها الموقف، والإسراع في إقرار إجراءات عاجلة لمساعدة الشباب للتخلص من البطالة الخانقة وتحسين الظروف التي فرضتها عليهم قسوة الحياة، في ظل وضع اقتصادي صعب والظروف القاسية جراء جائحة كورونا وتدهور القدرة الشرائية، ووقف النزيف في الأرواح".

وتتزايد المطالبات في الجزائر بفتح نقاش واقعي وعميق حول مشكلة الهجرة السرية، بسبب تشعب دوافعها في أوساط الشباب لحصر أسبابها وإيجاد التدابير اللازمة للحدّ من تداعياتها المأساوية، والبحث عن الحلول الناجعة الكفيلة بإعادة الأمل للشباب الجزائري في مستقبله داخل وطنه.

ولفتت جبهة القوى الاشتراكية في بيانها الأخير، إلى ما وصفته بـ "الضيق الذي يخنق آلاف عائلات المهاجرين السريين الذين يغامرون بحياتهم بسبب البطالة الخانقة وتدهور ظروف المعيشة والأفق المسدود، حيث ابتلع البحر آلاف المهاجرين في السنوات الأخيرة"، وحمّل الحكومة مسؤولية عودة الظاهرة بسبب" السياسات اللااجتماعية".

وقال رئيس حركة "مجتمع السلم"، عبد الرزاق مقري، أمس الجمعة، إنه من المعيب أن يستمر الشباب الجزائري في ركوب قوارب الهجرة بحثا عن مستقبله، بعيدا عن البلد بسبب السياسات الخاطئة التي تنتهجها الحكومة.

المساهمون