توعية بالرضاعة الطبيعية في مخيم عين الحلوة

08 سبتمبر 2021
من إحدى الندوات التثقيفية (العربي الجديد)
+ الخط -

 

في ظلّ الأزمة التي يعيشها لبنان، يعاني اللاجئون الفلسطينيون كذلك من الضغوط. ويشكو كثر من عدم قدرتهم على شراء الحليب لأولادهم الرضّع. لذا كان تركيز على التوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية لجهة الحماية من الأمراض وكذلك بهدف التوفير.

نظّم مستشفى النداء الإنساني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، بمدينة صيدا جنوبي لبنان، بالتعاون مع مركز البرامج النسائية في المخيم، قبل فترة، ندوات حول أهمية الرضاعة الطبيعية صحياً وكذلك اقتصادياً. تقول المتخصصة في التغذية سارة الشيخ لـ"العربي الجديد": "أعمل عادةً في مشاريع في مجال تخصصي. واليوم أعمل في إطار مشروع قادة المستقبل التابع لمستشفى النداء الإنساني في عين الحلوة الذي تدعمه مؤسسة سويدية، على شؤون تتعلق بالصحة والتغذية. وقد نظمنا ندوات تتعلق بالنساء والأطفال في كل المخيمات، ومنها أخيراً ما يتعلق بالرضاعة الطبيعية بالتعاون مع مركز البرامج النسائية في المخيم، من خلال ندوات صحية وقانونية. وقد عملنا على التوعية في ما يخص الرضاعة الطبيعية، لا سيّما عبر وسائل التواصل الاجتماعي فشاركنا متابعينا كلّ يوم بمعلومة جديدة حول الرضاعة الطبيعية".

تضيف الشيخ: "شدّدنا على أهمية الرضاعة الطبيعية لما فيها من فائدة للطفل والأمّ على حدّ سواء. فثمّة وضع معيشي صعب لسكان المخيمات الفلسطينية، لذلك فإنّ النساء يعملنَ على توفير النفقات، والرضاعة الطبيعية تسمح للأمّ المرضعة بالاستغناء عن الحليب المجفف. لذلك فإنّ المعلومات التي نوفّرها لهنّ مفيدة جداً في هذا الإطار، خصوصاً عندما تعلم الأمّ بأنّ الحليب المجفف لا يحلّ محلّ الرضاعة الطبيعية مهما كان نوعه، ولا يضاهي جودة حليب الأمّ".

بدورها، تقول حياة حسين حجير من بلدة الطيرة الفلسطينية والمقيمة اليوم في مخيم عين الحلوة، لـ"العربي الجديد"، إنّه "في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، من الضروري أن تعمل النساء على ترشيد المصاريف. وبما أنّ الرضاعة الطبيعية مهمة جداً للطفل والأمّ، من الضروري العودة إليها في ظلّ ارتفاع أسعار حليب الأطفال وعدم توّفرها معظم الأوقات في الصيدليات. ولأنّ لبنان يمرّ بأزمة اقتصادية كبرى، فإنّ دخل ربّ الأسرة البسيط لا يسمح له بشراء علبة حليب لطفله. كذلك فإنّ الرضاعة الطبيعية تحصّن الطفل من الأمراض وتزوّده بالمناعة اللازمة".

من جهتها، توضح هالة حجير وهي مسؤولة قسم الطوارئ والتمريض والمشاريع في مستشفى النداء الإنساني، لـ"العربي الجديد"، أنّه في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي المخيمات الفلسطينية، أكّدنا من خلال الندوات التي خصّصناها للنساء أهمية الرضاعة الطبيعية، وشجّعناهنّ على ذلك. فثمّة نساء كثيرات يقلّلن من أهمية الرضاعة الطبيعية التي تحمي الأمّ والطفل من أمراض عديدة". تضيف هالة حجير أنّه "من خلال الندوات التي نظمناها، ألقينا الضوء على أنّ الأمّ تعطي طفلها من خلال الرضاعة الطبيعية حليباً نظيفاً، فيما تضرّه من خلال الحليب المجفف. فنحن نعمل على توعية الأم بأنّ الحليب المجفف هو بالنهاية حليب بقر مهما كان اسمه".

في سياق متصل، تقول مسؤولة قسم المشاريع في جمعية النداء الإنساني في مخيم عين الحلوة، حنان الخطيب، وهي لاجئة فلسطينية مولودة في عين الحلوة تعود أصولها إلى قرية دير الأسد في قضاء عكا، إنّ "جمعية النداء الإنساني عملت في خلال العامَين 2018 و2020 على تنفيذ مشروع تحت مسمّى قادة المستقبل، وهو جزء من برنامج بذور الاستقلال تمويله من خلال وكالة التعاون السويدية. والخطيب الحاصلة على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، توضح أنّ "مشروع قادة المستقبل يهدف إلى تمكين الأجيال الصاعدة من الشباب الفلسطيني قيادة مجتمعاتهم وتحسينها على أساس مبادئ حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسَين والمطالبة بحقوقهم في أماكن تواجدهم في بلد اللجوء وتحت الاحتلال، إلى حين الحصول على حلّ عادل لقضيتهم وحقّ تقرير المصير وحقّ العودة".

تضيف الخطيب أنّ "هذا المشروع درّب 211 شاباً وشابة من مناطق وجنسيات مختلفة، وبدورهم عملوا على تثقيف ورفع الوعي لدى أكثر من 13 ألف طفل وشاب وامرأة في مواضيع صحية وبيئية وحقوقية". وتتابع أنّه بعد النجاح الكبير الذي حققه هذا المشروع والمطالبة الشعبية باستمراره نظراً إلى أهميته، تمّ تمديده بموافقة من المتبرّعين حتى عام 2022، على أن يدرّب نحو 100 شاب وشابة على القانون الدولي وحقوق اللاجئين الفلسطينيين، بالإضافة إلى تدريب نحو 150 شاباً وشابة على المهارات الحياتية، مع استمرار حملات التوعية للأطفال والشباب والنساء". وتؤكد الخطيب أنّه "من النتائج المثمرة في هذا المشروع إتاحته فرص عمل للمتدرّبين. على سبيل المثال، ثمّة متدرّبون وُظّفوا بناءً على الشهادة التي نالوها في نهاية الدورة".

المساهمون