استمع إلى الملخص
- استخدام أنابيب الأسبستوس القديمة والمتآكلة يزيد من خطورة المشكلة، حيث تسبب أمراضاً خطيرة مثل سرطان الرئة، بالإضافة إلى تراكم المعادن الثقيلة وأكاسيد الحديد في الشبكة.
- الحاجة الماسة لاستبدال شبكة المياه بتكلفة 5 مليارات ليرة سورية تواجه بالانتظار لتأمين تمويل، مما يترك السكان دون ماء نظيف، ويضطرهم لاستخدام المياه المعلبة، معبرين عن شعورهم بالإهمال من قبل الحكومة.
يعاني سكان بلدة حمورية في ريف دمشق من تلوث المياه إثر تدهور حاد في شبكة مياه البلدة، انعكست خطورته على الأهالي، وعلى إمدادات المياه اليومية، متسببا في مشاكل صحية جسيمة قد تكون مميتة، وفق ما كشف رئيس مجلس بلدية حمورية، حيث يعاني السكان في الوقت الحالي من حرمانهم من إمدادات المياه النظيفة الصالحة للشرب.
وكشف رئيس بلدية حمورية زياد غنافر، لإذاعة "شام إف إم" الموالية للنظام، الاثنين، أن شبكة المياه في البلدة تالفة بالكامل وتعود لعام 1960، الأمر الذي يثير المخاوف من تلوث المياه ووجود مواد مسرطنة فيها ويجعلها غير قابلة للاستخدام. مشيرا إلى تلوث المياه باختلاط مياه الصرف الصحي والمياه المالحة مع مياه الشرب. مؤكدا وجود نسبة عالية من النترات التي تجعل المياه غير صالحة للشرب في الآبار ضمن المنطقة.
تلوث المياه بالأنابيب المسرطنة في حمورية السورية
وأكد غنافر أن رد مديرية مياه دمشق عند طلب حل المشكلة كان بالانتظار حتى تأمين منظمة مانحة، ذاكرا أن كلفة استبدال الشبكة تقارب 5 مليارات ليرة سورية (337 ألف دولار)، حيث تواصلت البلدية مع المؤسسة للتزويد بالمازوت لكن من دون رد. وأوضح أن البلدة تعاني من واقع سيئ في ظل انقطاع الماء والكهرباء مع وجود 22 ألف نسمة فيها، ولم يشر غنافر في حديثه إلى إحصائيات حول الإصابات بالسرطان في البلدة، في الوقت الذي لا تتوفر فيه إحصائيات صادرة عن الجهات المختصة في حكومة النظام السوري حول أعداد المصابين.
وتستخدم أنابيب الأسبستوس في معظم شبكات المياه القديمة في سورية، وهذه الشبكات تعرضت للتلف والتآكل بسبب انتهاء العمر الافتراضي لها، إضافة إلى القصف الذي طاول هذه الشبكات وتسبب أيضا في أضرار بالغة فيها وفي تضرر معظم شبكات المياه في الغوطة الشرقية بريف دمشق قبل سيطرة النظام على المنطقة عام 2018.
بخصوص الأنابيب التي تدخل في صناعتها مادة الأسبستوس التي تستخدم في شبكات المياه بسورية، أوضح المهندس البيئي محمد إسماعيل لـ"العربي الجديد" أن تقارير منظمة الصحة العالمية أثبتت أن المادة مسرطنة، ومن بين أشهر أنواع السرطانات التي تسببها سرطان الرئة، مضيفاً: "المادة كانت تستخدم في صناعة الأنابيب التي تستخدم في شبكات مياه الشرب لأسباب منها تحملها للضغط تحت الأرض، لكن معظم هذه الشبكات قديمة للغاية ولم تعد تستخدم، وفي حالة بلدة حمورية، عمر الشبكة يتجاوز 60 عاماً".
وبين إسماعيل أن السنوات كفيلة بإحداث شقوق ضمن الأنابيب، فضلاً عن تراكم كميات من المعادن الصلبة. إضافة إلى أكاسيد الحديد. كل هذا بالإضافة للأسبستوس يُشكل عوامل ممرضة وخطيرة على صحة الإنسان. ومن جانب آخر، يسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى شبكة مياه الشرب عامل خطر إضافياً على الصحة. والأفضل إخراج الشبكة عن الخدمة نهائيا وليس صيانتها، للحد بالدرجة الأولى من الأضرار الجسيمة التي تصيب السكان".
من جانبه، يوضح فداء أبو عامر، من سكان البلدة، لـ"العربي الجديد"، أنه يستخدم مياه معلبة، كون المياه في الشبكة إن كانت متوفرة تكون ذات رائحة كريهة وطعم غير مقبول. لافتاً إلى أن شبكة المياه ازدادت سوءا منذ عام 2018، بعد سيطرة النظام السوري على البلدة. مضيفاً: "هناك تجاهل متعمد من قبل حكومة النظام للبلدة وباقي بلدات الغوطة الشرقية، لذلك لا أعتقد أن يحركوا ساكناً، والناس عليهم حل مشكلة المياه بشكل فردي. منذ سيطرة النظام، لم يتغير شيء في الواقع الخدمي".
وتشير دراسة صادرة عن جامعة دمشق للعلوم الهندسية لعام 2009 إلى تلوث حوض دمشق بالنترات، ويصل تركيز النترات إلى ما بين 100 و1500 ميلليغرام لليتر الواحد في حمورية وبيت سوى وحوش النفور ومدينة دوما وبلدات مسرابا والريحان والحجر الأسود، إذ تسبب الكميات الزائدة من النترات أيضاً أمراض السرطان في معظم أجهزة الجسم الحيوية.