استقبلت المستشفيات التابعة لـ"الإدارة الذاتية" منذ بداية العام الحالي 7814 حالة مرضية، نتيجة تلوث المياه، إثر انخفاض منسوب مياه نهر الفرات، وفق ما أوضح علاء الدين عطو، الناطق باسم هيئة الصحة في "الإدارة الذاتية" بدير الزور شرقي سورية، في تقرير لموقع الإدارة، اليوم الثلاثاء.
أضاف عطو أنّ الحالات الصحية تتمثل أعراضها في إسهال حاد التهابي، والتهاب أمعاء جرثومي، والتهاب الكبد، وأمراض جلدية منها اللشمانيا، حيث يجري استقبال جميع الحالات وعلاجها بشكل مجاني في مستشفيات المنطقة البالغ عددها 9.
الناشط الإعلامي فراس علاوي قال، لـ"العربي الجديد"، إنّ سبب انتشار اللشمانيا "عدم وجود بنية تحتية حقيقية للأهالي من مياه نظيفة، وانتشار المستنقعات، وعدم وجود صرف صحي، أما السبب الثاني فهو عدم وجود الرعاية الصحية الكافية فهناك نقص في الكوادر، وأيضاً نقص في اللقاحات والأدوية والمراكز الصحية، لكن اللقاحات والأدوية تعطى عن طريق منظمة الصحة العالمية التي تتعامل مع دوائر ولا تتعامل مع المراكز الخاصة، وهذا بسبب التقصير والفساد من قبل الإدارة الذاتية".
جاسم علاوي، الناشط المجتمعي المقيم في ريف دير الزور الشرقي، والعامل في المجال الإنساني، أوضح لـ"العربي الجديد" أنّ أمراضاً مثل الكوليرا والتهاب السحايا لم تعد أمراضاً طارئة في ريف دير الزور الشرقي، وسببها الرئيسي تلوث المياه، مضيفاً "نحن نعاني من عدم استخدام مواد تعقيم المياه بشكل كافٍ، فالصهاريج تملأ المياه من النهر بشكل مباشر وهذا أمر خاطئ".
مصدر صحي مقرّب من "الإدارة الذاتية"، تحفظ على ذكر اسمه، قال لـ"العربي الجديد": "هناك أمراض مشمولة ببرنامج التلقيح الذي تنفذه حكومة النظام السوري، بما فيها السحايا والسل وجدري الماء وتقدمها وزارة الصحة التابعة للنظام، بينما الإدارة الذاتية لا تقدم خدمات صحية كهذه، باستثناء مرض اللشمانيا الذي كان مستشرياً في مناطقنا، وأنشأت حكومة النظام مراكز خاصة لمعالجة اللشمانيا في كل مدينة، وكانت هناك حملات تعقيم ومعالجة المرضى. وهذا في عموم مناطق الإدارة الذاتية".
وأضاف المصدر "لا توجد حالات إصابة بالكوليرا وإذا كانت هناك إصابات سيعلن النفير العام على مستوى وزارة الصحة. قبل عشر سنوات كانت هناك حالات في قرية تل معروف، ولكن منذ ذلك الحين لم تسجل أي حالات"، مشيراً إلى وجود حالات قليلة جداً مصابة بمرض الملاريا، وإصابة بالحصبة والحصبة الألمانية أحياناً.
ولفت المصدر إلى أنّ "بقية الأمراض المشمولة بحملات التلقيح تقريباً غير موجودة مثل شلل الأطفال وما شابه. واللشمانيا ستظل موجودة طالما هناك مستنقعات وذباب في المناطق الحارة، ولا يوجد رش بالمبيدات للقضاء عليها".
تابع المصدر "إذا أصيب أحدهم بالكوليرا يعزل مباشرة وكلياً، لذلك إذا كانت هناك حالة إصابة بالكوليرا في حوض الفرات يجب تطويق المحيط وعزله"، موضحاً أنه "ما زالت فرق اللقاح الجوالة التابعة للنظام السوري مستمرة في عملها، فضلاً عن حملات التلقيح الوطني للمتسربين وحملات التلقيح ضد الحصبة في المناطق النائية والريفية، وهناك متابعة المتسربين من حملات التلقيح، وهناك حملات التلقيح للرضع ولا تزال مراكز التلقيح في القامشلي والمالكية وعامودا والحسكة تابعة لحكومة النظام، وهذه الحملات ليست من قبل الدولة، وإنما هي من قبل المؤسسات الدولية. وفي قضايا اللقاح هناك تنسيق كامل بين صحة النظام السوري وهيئة الصحة في الإدارة الذاتية".
يشار إلى أنّ لجنة الصحة في "الإدارة الذاتية" لمناطق شرق وشمال شرقي سورية، سجلت 250 إصابة بالكوليرا منذ بداية العام الحالي، إضافة لتسجيل 735 إصابة باللشمانيا، و320 حالة التهاب سحايا، منذ بداية العام الحالي.