تفاصيل جديدة عن اللحظات الأخيرة للأسير الشهيد أحمد أبو علي

11 فبراير 2023
الشهيد الفلسطيني أحمد أبو علي قبل اعتلال صحته (فيسبوك)
+ الخط -

كشف نادي الأسير الفلسطيني تفاصيل جديدة عن اللحظات الأخيرة لشهيد الحركة الأسيرة أحمد أبو علي الذي ارتقى صباح يوم أمس، في مستشفى سوروكا الإسرائيلي.

وأكّد في بيان أنّه "بعد تناوله وجبة العشاء، توجه نحو برشه (السرير)، حيث يقبع في قسم 10، وهو أحد أقسام الخيام في سجن النقب، وطلب لاحقاً من أحد الأسرى مساعدته بعدما شعر بالتعب. وعندما توجه الأسرى نحوه، كان فاقداً للوعي. حاولوا مساعدته كي يستعيد وعيه إلا أنّه بقي فاقداً للوعي. ثم بدأ الأسرى بالتكبير والصراخ إلى أنّ أحضرت الإدارة ممرضاً، وكان قد مر نصف ساعة ما بين فقدانه للوعي ومطالبات الأسرى وحضور الممرض، إلى أن نقل لاحقاً عبر سيارة إسعاف إلى مستشفى سوروكا التي أعلن فيها عن استشهاده صباح أمس". 

وأشار إلى أنه خلال فترة نقله إلى المستشفى، أحضرت إدارة السّجون وحدات خاصة تعرف بوحدات كيتر، استعداداً لأي مواجهة مع الأسرى. وعلى مدار يوم أمس الجمعة، بقيت أقسام الأسرى في سجن النقب مغلقة، وتوقفت مختلف مظاهر الحياة الاعتقالية اليومية التي يفرضها واقع الحياة الاعتقالية في السجن. 

وقال نادي الأسير إنّ عمليات المماطلة المتعمدة التي تُنفذها إدارة السجون بحقّ الأسرى المرضى، تشكّل الأداة الأبرز في تنفيذ عملية قتل بطيء بحقّهم، وخصوصاً أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أسير مريض للمماطلة، بل تكرر ذلك مئات المرات مع أسرى مرضى، وأسرى ارتقوا في السجون، ولعل قضية الأسير سامي العمور الذي ارتقى عام 2021، تشهد على هذه الجريمة، إذ انتظر مدة 14 ساعة في ما يسمى المعبار قبل نقله إلى المستشفى، ليستشهد لاحقاً في مستشفى سوروكا. 

وبيّن نادي الأسير أنّ إدارة السّجون، ورغم أن سجن النقب من السجون المركزية، حيث يقبع فيه نحو 1300 أسير، وهناك العشرات من المرضى الذين يقبعون فيه، بما فيهم أسرى يعانون أمراضاً مزمنة، فإنّها لا توفر أي طبيب مختص، عدا عن جملة الأدوات الممنهجة التي تستخدمها إدارة السّجون (لقتل الأسرى). وهناك مئات الشهادات لأسرى مرضى، تعكس ممارسة الإدارة هذه الجريمة المستمرة. 

يذكر أنّ الشهيد أبو علي عانى على مدار سنوات اعتقاله، من مشاكل حادة في القلب، وعدم انتظام في دقات القلب، بالإضافة إلى مشاكل صحية أخرى، منها السمنة والسكري والضغط، وتراكم مياه على الرئة مؤخراً. كما واجه جريمة الإهمال الطبي على مدار سنوات اعتقاله الممتدة منذ عام 2012، عدا عن الظروف الاعتقالية القاسية التي عانى منها، وهو واحد من أكثر من 600 يعانون أمراضاً مختلفة، وهم ممن شُخصت حالاتهم الصحيّة فقط. 

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، فإن غالبية من ارتقوا شهداء في السجون ارتقوا نتيجة جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، وكذلك نتيجة للتعذيب، إلا أنّ جريمة الإهمال الطبيّ شكّلت السبب المركزي، فمن بين 235 شهيداً ارتقوا منذ عام 1967، هناك 75 أسيراً ارتقوا نتيجة جريمة الإهمال الطبيّ. 

وباستشهاد الأسير أحمد أبو علي، واستمرار احتجاز جثمانه حتى اللحظة، فإن عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم يبلغ 13 وهم: أنيس دولة الذي استشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات الذي استشهد عام 2018، وكل من فارس بارود ونصار طقاطقة وبسام السايح الذين استشهدوا عام 2019، وسعدي الغرابلي وكمال أبو وعر اللذين استشهدا عام 2020، والأسير سامي العمور الذي استشهد عام 2021، والأسير داود الزبيدي الذي استشهد عام 2022، ومحمد ماهر تركمان الذي ارتقى خلال عام 2022 في مستشفيات الاحتلال، بالإضافة إلى الأسير ناصر أبو حميد، الذي استشهد في ديسمبر/ كانون الأول 2022، والمعتقل وديع أبو رموز والذي ارتقى في يناير/ كانون الثاني 2023، بالإضافة إلى الشهيد أحمد أبو علي الذي ارتقى أمس. 

وجدد نادي الأسير التأكيد على أنّ قضية الأسرى المرضى وجريمة الإهمال الطبي الممنهج (القتل البطيء)، تشكّل أبرز القضايا الراهنة التي فرضت نفسها على مدار السنوات القليلة الماضية، لا سيما مع مرور سنوات طويلة على اعتقال المئات من الأسرى، وهناك المئات ممن أمضوا أكثر من 20 عاماً، وبعضهم من كبار السنّ، ومنهم من أمضى ما مجموعه أكثر من 40 عاماً، فغالبية القدامى اليوم يعانون أمراضاً مزمنة، وهم بحاجة إلى أن يكونوا بين ذويهم، وعائلاتهم لمتابعة أوضاعهم الصحيّة.

ويبلغ عدد الأسرى اليوم نحو 4780 أسيراً، من بينهم 29 أسيرة، و160 طفلاً، و914 معتقلاً إدارياً.

المساهمون