أفاد نادي الأسير الفلسطيني، مساء اليوم الأربعاء، أنّ "تدهوراً إضافياً طرأ على الوضع الصحي للأسير القائد ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان والذي يعاني من وضع صحي حرج".
وأضاف نادي الأسير في بيان صحافي أنّ الفحوص الطبية الأخيرة بيّنت أنّ جسد أبو حميد الذي يعتقله الاحتلال الإسرائيلي امتلأ بالمياه التي وصلت إلى الرئتَين، "عدا عن أنّه يُعاني أخيراً من صعوبة بالغة في النطق"، مشيراً إلى أنّه لا يستطيع البقاء أكثر من دقيقتَين من دون الاستعانة بأنبوبة الأوكسجين، من جرّاء الصعوبة البالغة التي يعاني منها في التّنفس.
والتدهور المستمر في وضع أبو حميد الصحي يتسارع بشكل كبير مقارنة بالفترة الماضية، واليوم هو يعيش على المسكّنات والمهدّئات، بعد أن قرّر الأطباء وقف العلاج الكيميائي، وفق بيان النادي الذي يختص بشؤون الأسرى الفلسطينيين.
وعلى مدى سنوات اعتقاله، تعرّض الأسير أبو حميد وما زال لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، ليبدأ وضعه الصحي بالتدهور بوضوح في شهر أغسطس/ آب من عام 2021. وفي حينه، كان كشف متأخّر عن إصابته بسرطان في الرئة من جرّاء مماطلة إدارة السجون في إجراء الفحوص الطبية اللازمة له، وهو الأمر الذي أدّى إلى وصله اليوم إلى مرحلة صحية حرجة جداً.
تجدر الإشارة إلى أنّ الأسير أبو حميد الذي يبلغ من العمر اليوم 50 عاماً، اعتقل في المرّة الأخيرة في عام 2002 وحُكم عليه بالسجن سبعة مؤبّدات و50 عاماً، وهو واحد من بين أكثر من 600 أسير مريض في سجون الاحتلال، من بينهم 24 أسيراً يعانون من الإصابة بالسرطان بدرجات متفاوتة، وهؤلاء جميعهم يواجهون جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، عدا عن ظروف الاعتقال القاسية.
وحتى اليوم فشلت كلّ الجهود القانونية والسياسية في الإفراج عنه، على الرغم من وضعه الصحي الحرج، وعلى الرغم من المطالبات اللامنتهية التي وجّهتها العائلة وما زالت توجهها.
في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأوّل من عام 1972، وُلد الأسير أبو حميد في مخيّم الأمعري الواقع جنوبي مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في معتقلات الاحتلال. كذلك تعرّض منزلهم للهدم مرّات عدّة على يد قوات الاحتلال، آخرها في عام 2019، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات عدّة، وقد فقدوا والدهم في خلال سنوات اعتقالهم.
وبدأ أبو حميد مسيرته النضالية منذ الطفولة، فواجه الاعتقال للمرّة الأولى وكذلك رصاص الاحتلال عندما كان يبلغ من العمر نحو 11 عاماً، ثمّ تكرّر ذلك. وتعرّض للاعتقال الأوّل قبل انتفاضة عام 1987 وأمضى أربعة شهور في معتقلات الاحتلال، ليُعاد اعتقاله مجدداً ويُحكَم عليه بالسجن عامَين ونصف عام. وبعد الإفراج عنه، أُعيد اعتقاله للمرّة الثالثة في عام 1990 وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد. فأمضى من حكمه أربعة أعوام، إذ أُفرج عنه في عمليات إفراج تمّت في إطار مفاوضات، قبل أن يُعاد اعتقاله في عام 1996 لمدّة ثلاثة أعوام. وإبان انتفاضة الأقصى، انخرط أبو حميد في مقاومة الاحتلال مجدداً، واعتُقل في عام 2002 وما زال حتى الآن.
وواجه الأسير أبو حميد ظروفاً صحية صعبة من جرّاء إصابات تعرّض لها برصاص الاحتلال، قبل أن تثبت إصابته بسرطان الرئة في العام الماضي. واليوم وصل المرض إلى مراحله الأخيرة، وبحسب تقرير طبي حديث فإنّ ناصر أبو حميد يعيش أيامه الأخيرة.