شهدت محافظة السويداء جنوب شرقي سورية، تساقطاً متقطعاً للثلوج تزامن مع انخفاض في درجات الحرارة، في ظل فقدان المحروقات والكهرباء لدى نسبة كبيرة من سكان المحافظة، ما يزيد من معاناتهم، وسط استمرار النظام في إهمال الخدمات أو تقديم المساعدة للمحتاجين. وأكّد ملحم العوض من سكان مدينة السويداء لـ"العربي الجديد"، أن محافظة السويداء تشهد انقطاع الكهرباء والإنترنت والمياه عن أجزاء كبيرة من المحافظة، وأن هناك صعوبة في التنقل بسبب موجة البرد وعدم وجود المحروقات أيضا، مضيفا أن مناطق كثيرة انقطعت فيها الطرقات بسبب تراكم الثلوج، خاصة في منطقة ظهر الجبل والجهة الشرقية من المحافظة. وقال مواطن من السويداء، فضل عدم الكشف عن اسمه، إنه يرى بشكل يومي السيارات التابعة لفروع أمن النظام أو المجموعات المحلية المسلحة التابعة له وهي تجول بين القرى مشهرة رشاشاتها وسلاحها، مضيفا: "من أين يأتون بالمحروقات؟!، لقد سرقوها من الشعب".
وفي نهاية الشهر الماضي، أعلن إعلام النظام أن هناك 106512 أسرة في محافظة السويداء وصلتها الكمية المخصصة لها من مازوت التدفئة، بواقع 50 لتراً لكل بطاقة أسرية، ونقلت "سانا" أن نحو 78 بالمائة من المسجلين حصلوا على الكمية وهم من أصل 139338 بطاقة.
وبحسب ما أفاد به المواطن لـ"العربي الجديد"، فإن من حصل على الكمية المذكورة قبل شهر نفدت من عنده في أول أسبوع، فكل يوم بحاجة لعشرة لترات على الأقل بسبب شدة البرودة، وما يفعله النظام لا يرتقي إلى 1 بالمائة من حجم معاناة السكان في المحافظة.ويعاني النظام من أزمات اقتصادية نتيجة العقوبات الأوروبية والأميركية وعدم منحه النفط بشكل مستمر من حلفائه، إضافة إلى تجيير النظام مقدرات الدولة لصالح حربه ضد معارضيه، ومنح حلفائه امتيازات اقتصادية من خلال الاستثمار في الثروات السورية لصالحهم.
الخدمات دون المستوى
ويتابع "كل شيء غال وباتت الحياة مرة على الأسرة الصغيرة التي تحتاج 50 ألف ليرة على الأقل كي تعيش، أي مليون ونصف المليون ليرة في الشهر"، لافتاً إلى أن دخله من وظيفته لا يتجاوز مائتي ألف، ولولا بعض المعونات التي يحصل عليها من أقارب له خارج سورية لمات من الجوع رفقة عائلته.
فيما يقول وضاح. ع الذي فضل عدم نشر كنيته لـ"العربي الجديد"، أن سعر لتر المازوت في السوق الحرة وصل اليوم إلى عشرة آلاف ليرة ويزيد أيضا في وقت البرد الشديد، وهناك الكثير من السكان يأخذون الكمية التي يوزعها النظام "بفرح" وذلك من أجل بيعها للمقتدرين ماديا في السوق مثل الأطباء والتجار.
وشهدت السويداء، مؤخراً، احتجاجات على خلفية الواقع الاقتصادي السيئ وما يرافقه من سوء في الخدمات المقدمة من حكومة النظام على مختلف المستويات، إضافة للواقع الأمني المتردي في ظل سيطرة النظام والفصائل المحلية. وتطورت الاحتجاجات منذ شهرين تقريبا إلى المطالبة بمحاربة الفساد، وبعد ذلك تطورت أكثر لترفع شعارات سياسية طالبت بالحرية للمعتقلين، وتطبيق القرار الأممي 2254، ووحدة الأراضي السورية.