عبر فريق "منسقو استجابة سوريا" في بيانٍ له، الخميس، عن أسفه الشديد لتوقف وخفض الدعم من قبل الجهات المانحة عن عدد من المشافي والنقاط الطبية العاملة في مناطق المعارضة السورية، شمال غربي سورية، مؤكداً أن "العديد من النقاط الطبية والمشافي المركزية أعلنت عن توقف الدعم المقدم لها في ظل أوضاع إنسانية صعبة تعصف بالمدنيين في الشمال السوري"، مُشيراً إلى أن "ذلك سيؤدي إلى إيقاف العمل في العديد من المشافي والتي تقدم خدماتها لعشرات الآلاف من المدنيين".
وأكد الفريق "تضامنه الكامل مع القطاع الطبي في الشمال السوري، في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعرض لها بدءاً من استهداف قوات النظام السوري وروسيا للمنشآت الطبية وصولاً إلى انتشار فيروس كورونا الجديد في المنطقة".
وطالب محمد حلاج، مدير فريق "منسقو استجابة سوريا"، خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، من "جميع الجهات المانحة للقطاع الطبي في الشمال السوري بعودة الدعم المقدم لتلك المشافي، وخاصة في ظل ما تشهده المنطقة من انتشار فيروس كورونا الجديد، وبقاء مئات الآلاف من المدنيين في المخيمات دون وجود أي بدائل أو حلول في المدى المنظور".
وحذر حلاج "كافة الجهات من العواقب الكارثية المترتبة عن إيقاف الدعم المقدم للقطاع الطبي، وتزداد المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة في الشمال السوري"، لافتاً إلى أن "العديد من الكوادر الطبية والتمريضية فقدوا حياتهم نتيجة الأعمال الإنسانية التي تقوم بها تلك الكوادر وتعرضهم للكثير من عمليات الخطف والابتزاز، وهم مستمرون مع السكان المدنيين حتى هذه اللحظة".
وأعلن الفريق في بيانه عن "تأييد أي حملة مناصرة بغية عودة الدعم المقدم من قبل الجهات المانحة إلى المؤسسات والكوادر الطبية في كافة النقاط الطبية والمشافي، وإعادة تفعيل عدد من المراكز المتوقفة سابقاً"، وطالب "من جميع المنظمات والهيئات الإنسانية المنتشرة في الشمال السوري التضامن الكامل مع الفعاليات الطبية، والمساعدة في إعادة الدعم إلى المنشآت الطبية في الشمال السوري".
وحول الوضع الطبي في المناطق المحررة في ظل انتشار وباء كورونا، أكد الدكتور سالم عبدان مدير "مديرية صحة إدلب" في حديث لـ "العربي الجديد" إن "القطاع الطبي في مناطق شمال غربي سورية منهار حالياً بسبب الازدياد السريع للإصابات بفيروس كورونا، وزيادة عدد الحالات التي تحتاج إلى استشفاء في مراكز العزل ومشافي الكورونا والعنايات المشددة"، مُشيراً إلى أن "أعداد الإصابات أكبر من القدرة الاستيعابية للمشافي ومراكز العناية المشددة، وخاصة مع نقص أعداد الأسرة في المشافي والمراكز، بالإضافة لنقص في الدعم الطبي ونقص الأوكسجين الموجود في المناطق المحررة، شمال غربي سورية".
من جهتها، أرسلت الأمم المتحدة، الخميس، 36 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب وريفها، بحسب وكالة "الأناضول" التركية، وأوضحت الوكالة أن قافلة المساعدات دخلت الأراضي السورية من معبر جيلوه غوزو في ولاية هاتاي جنوبي تركيا، المقابل لبوابة باب الهوى من الجانب السوري شمال محافظة إدلب، مؤكدةً أن تلك المساعدات الإنسانية سيتم توزيعها على المحتاجين في إدلب وريفها.