انتحار فتاة وشابين في الشمال السوري خلال 48 ساعة

23 مايو 2022
الأوضاع المعيشية المتردية في الشمال السوري تدفع إلى الانتحار (العربي الجديد)
+ الخط -
سجّلت مناطق شمال غربي سورية، خلال اليومين الأخيرين، 3 حالات انتحار تقف وراءها أسباب مختلفة، منها سوء الأحوال المادية للأهالي والنازحين، والقلق من انقطاع مصادر الدخل، أو الإجبار على نزوح جديد، فضلا عن عدم إمكانية عودة النازحين إلى مناطقهم كونها خاضعة لسيطرة النظام.
وانتحرت فتاة تبلغ من العمر 18 سنة بشنق نفسها داخل منزل ذويها، في منطقة "درع الفرات" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" شمالي محافظة حلب، وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الفتاة شنقت نفسها داخل مطبخ عائلتها في قرية كفرة الواقعة شرق مدينة إعزاز، ولما سمع شقيقها وزوج شقيقتها حركة غير طبيعية في المطبخ، اكتشفوا جسدها معلقا في السقف، وقد فارقت الحياة عند وصولها إلى مستشفى مدينة مارع.
وانتحر شاب يبلغ من العمر 22 سنة، مساء السبت، في منزل والده بمدينة إدلب، وهو نازح من مدينة معرة النعمان، كما انتحر شاب آخر يبلغ من العمر 31 سنة، يتحدر من بلدة كفر دريان القريبة من الحدود السورية التركية.
وقال مصدر محلي تحفّظ على ذكر هويته، لـ"العربي الجديد"، إن النازح المنتحر قتلت والدته بغارة على المدينة قبل خمسة أعوام، وعائلة الشاب لم تكشف أي تفاصيل حول انتحاره لجهلهم بالأسباب.
بدوره، قال مسؤول فريق "منسقو استجابة سوريا"، محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد محاولات الانتحار ارتفع إلى 26 حالة خلال الفترة الماضية من عام 2022، وإن 20 محاولة منها أدت إلى وفاة 9 أطفال، و6 نساء، و5 رجال، كما سجلت 6 محاولات انتحار فاشلة. عدد حالات الانتحار مرتفع خلال العام الحالي، إذ سجلت مناطق سيطرة المعارضة في شمالي سورية، خلال العام الماضي 24 حالة انتحار فقط".

وأكد حلاج أن "أحد أسباب زيادة حالات الانتحار هو زيادة نسبة متعاطي المخدرات بشكلٍ ملحوظ في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتردي، وخاصة بعد انهيار الليرة التركية التي خلفت فوارق كبيرة في أسعار المواد الأساسية، وفي المبالغ المالية الضئيلة المتوفرة مع الأهالي، فضلا عن تزايد الأسباب النفسية، وحالات الانفصال الأسري".
وطالب "منسقو استجابة سوريا"، المنظمات الإنسانية، بمساندة المدنيين والنازحين عبر توفير المتطلبات الأساسية للحياة، في ظل ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل، وحثّ على تفعيل العيادات النفسية ضمن المراكز الطبية، فضلا عن إنشاء مصحات خاصة لعلاج مدمني المخدرات، خاصةً أن متعاطي المخدرات يدخلون في حالة غياب عن الوعي قد يؤدي إلى الانتحار.
قضايا وناس
التحديثات الحية
وأكد المسؤول الميداني لبرنامج الصحة النفسية في "اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية"، الطبيب علاء العلي، أن هناك دوافع عديدة للانتحار، موضحا لـ"العربي الجديد" أنها تضم تصنيفات اجتماعية واقتصادية، وبالدرجة الأولى نفسية، وأن ثمة أسباباً مباشرة، منها وفاة شخص مقرّب، أو خسارة مالية، أو ضغوط ناتجة عن النزوح والتهجير، أو الفقر والبطالة، وحتى الانفصال الزوجي، أو الخلافات الأسرية، إضافة للمشاكل العاطفية للمراهقين.
ويتبع فريق الصحّة النفسية في الاتحاد إجراءين، الأول يتمثل في جلسات الدعم والتثقيف النفسي لحلّ المشاكل، ومتابعة الحالات ضمن خطة الأمن والسلام، والثاني يستهدف المعرضين لخطر وشيك، والذين يجرى تحويلهم إلى طبيب مختص بالأمراض النفسية.
المساهمون