استفاق أهالي مدينة السويداء جنوب سورية، صباح اليوم الجمعة، على صوت انفجار قنبلة، ليتبين أنها ناجمة عن عملية انتحار رجل على جسر "الرضاونة" وسط المدينة، فيما قتل شاب شقيقه وشقيقته في مدينة جرابلس بريف حلب، لتنضاف إلى سلسلة جرائم القتل المتنوعة، في ظل انتشار السلاح، وغياب الردع القانوني.
وقال مصدر مقرب من المنتحر؛ لـ"العربي الجديد"، إن المواطن المنتحر يبلغ من العمر 57 عاماً، وكان متطوعاً في سلك الشرطة قبل أن يتقاعد، مشيراً إلى أن سبب الانتحار غير معلوم حتى الآن، وربما يكون الضغط النفسي والاقتصادي وراء ذلك.
وأضاف المصدر أن الانفجار سمع في تمام الساعة الثامنة إلا دقيقتين من اليوم، وشاهد سكان الحي الرجل وهو ممدد على الجسر، ليكتشفوا أنه ما زال حياً، فطلبوا سيارة الإسعاف التي قدمت بعد 45 دقيقة، فوجدوه ميتاً.
حالات الانتحار العديدة التي باتت أمراً اعتيادياً في المحافظة الجنوبية، كان ضحاياها من الشبان والشابات بين 16 و25 عاماً، ومن الحالات النادرة التي حصلت أن يكون المنتحر في عمر يقارب الستين، إذ تساءل المتابعون لخبر انتحار رضوان عن الدافع وراء قتل نفسه، مؤكدين أن الوضع الاقتصادي المتردي للمواطنين السوريين سوف يدفعهم لإيجاد طرق مختلفة للتخلص من مآسيهم المتوالية.
وكان الشاب نوفل قصوعة (25 عاماً) قد أنهى حياته برصاصة في الرأس في الأول من إبريل/نيسان الحالي في مدينة شهبا، إذ ذكر رفاقه أنه كان يحاول السفر إلى الخارج لتحقيق حياة مريحة، لكنه لم يستطع بسبب التكاليف المرتفعة والتي لم يجد سبيلا لتوفيرها.
وبحسب موقع الراصد المحلي، فقد انتحر 117 مواطناً خلال الـ5 سنوات الأخيرة، 23 ضحية كل عام، منهم 11 شابة.
مقتل 6 أشخاص باشتباكات عائلية شمال إدلب
إلى ذلك، قُتل ستة أشخاص وجرح 7 آخرون، اليوم الجمعة، جراء اقتتال بين عائلتين بالسلاح في بلدة أطمة شمال إدلب قرب الحدود السورية مع تركيا.
وقال مراسل "العربي الجديد" في المنطقة، إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت بالأسلحة الخفيفة في مخيمات أطمة بين عائلة النجار وعائلة الساري، وأفرادهما أبناء عمومة، أدت إلى مقتل 6 أشخاص وجرح قرابة 7 آخرين، مضيفاً أنّ قوات المهام الخاصة وجهاز الأمن العام في إدلب وصلت إلى منطقة أطمة لإيقاف الاشتباكات واعتقال المتسببين والمشاركين بالنزاع الحاصل.
وأوضح أنّ أحد القتلى ضابط منشق عن النظام السوري، قُتل مع اثنين من أبنائه، والخلاف حصل على قطعة أرض بحسب المعلومات المتداولة.
في سياق آخر، قُتل شخص يدعى علي الفاعوري من مهجري ريف دمشق مدينة النبك، وأصيب شقيقه بعد تعرضهما لعدة طلقات نارية قبل ثلاثة أيام، إثر مشاجرة مع أحد مهجري ريف دمشق بلدة، في قرية شنشلي التابعة لناحية راجو بريف حلب بسبب خلاف مالي.
جريمة قتل مروعة
من جهة ثانية، شهدت مدينة جرابلس في ريف حلب شمالي سورية، أمس الخميس، جريمة مروعة أقدم فيها شاب على قتل شقيقه وشقيقته.
وقال مراسل "العربي الجديد" في حلب إن المواطن حمد سليمان الأحمد قام بقتل شقيقته وشقيقه وهم ينحدرون من بلدة الشيوخ بريف حلب، ويقطنون في قرية مرمى الحجر (طشطان) بريف جرابلس.
وأضاف أن الشاب فتح النار على شقيقه إثر خلاف عائلي وعندما حاولت شقيقته منعه صوّب في اتجاهها لتفارق الحياة خلال نقلها للمشفى. موضحا أن سبب الجريمة غير معروف حتى اللحظة والقاتل لاذ بالفرار بعد جريمته.
وقبل ثلاثة أيام فقط، قتل شخص يدعى علي الفاعوري من مهجري ريف دمشق مدينة النبك، وأصيب شقيقه بعد تعرضهما لعدة طلقات نارية، إثر مشاجرة مع أحد مهجري ريف دمشق بلدة، في قرية شنشلي التابعة لناحية راجو بسبب خلاف مالي.
من جانب آخر، تظاهر طلاب ومعلمون يوم الخميس في بلدة الجرذي بريف دير الزور شرقي سورية، للمطالبة بمحاسبة قتلة مدرسهم علي ضاحي المحيمد قبل يومين.
وقال الناشط الإعلامي في دير الزور، أبو عمر البوكمالي، لـ "العربي الجديد"، إنّ المُدرّس قُتل وهو متوجه لإعطاء دروس في إحدى مدارس المنطقة. موضحا أن مرتكبي الجريمة يتجاوز عددهم بحسب شهود 9 أشخاص كانوا يحملون أسلحة وينتظرون الضحية عند إحدى المدارس التي يعطي فيها دروساً لطلاب البلدة في مادة الرياضيات، وعند رؤيته قاموا بإطلاق النار عليه من عدة جهات وتوفي نتيجة استهدافه بالرصاص.
وحلّت سورية في المركز الثامن بمعدل ارتكاب الجريمة على مؤشر "نمبيو"، الذي يتخذ ترتيباً عكسياً، حيث تتصدر الدول الأكثر ارتكاباً للجريمة المؤشر، بينما تتذيل الدول الأقل بمعدل ارتكاب الجريمة المؤشر.
اغتيال أمني في درعا
في سياق منفصل، قُتل متطوع في "أمن الدولة" التابع لقوات النظام السوري برصاص مجهولين في درعا.
وقال الناشط الإعلامي في درعا أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إنّ "أنس مالك السويداني من مدينة نوى في الريف الغربي من محافظة درعا، قُتل إثر استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين. وهو متطوع في قسم الدراسات الأمنية في مفرزة أمن الدولة في مدينة نوى".
ويوم الخميس الماضي، استهدف مسلحون مجهولون بعبوتين ناسفتين حاجزين عسكريين لقوات النظام السوري على طريق بلدة غدير البستان الواقعة أقصى الريف الغربي الجنوبي لمحافظة القنيطرة، جنوب البلاد، ما أسفر عن مقتل عنصر وجرح أربعة في صفوف قوات النظام، أحدهم أُصيب بجروح خطيرة، دون معرفة الجهة المنفذة للهجوم.