اليونان تواصل إخماد حريق ضخم شمال شرق أثينا لليوم الثالث

13 اغسطس 2024
خلال إطفاء حرائق اليونان، 12 أغسطس/ آب 2024 (أنجيلوس تزورتزينس/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **مكافحة الحرائق وتأثيرها:** تواصل اليونان مكافحة حريق ضخم في الضاحية الشمالية الشرقية لأثينا، مما أدى إلى وفاة شخص وإصابة 66 آخرين، وتدمير 10 آلاف هكتار من الأراضي والمباني والمركبات، وإجبار الآلاف على ترك منازلهم.

- **استجابة السلطات والإجراءات المتخذة:** أمرت وزارة العمل بوقف مؤقت للأعمال في المناطق المتضررة، ويشارك نحو 700 من رجال الإطفاء و200 آلية وتسع طائرات في مكافحة الحريق، مع دعم إضافي من ست دول أوروبية.

- **التحديات البيئية والمناخية:** تشهد اليونان موجة حر شديدة مع درجات حرارة تصل إلى 38 درجة مئوية ورياح سرعتها 39 كيلومتراً في الساعة، مما يزيد من صعوبة السيطرة على الحرائق، ويحذر العلماء من تفاقم موجات الحر بسبب انبعاثات الوقود الأحفوري.

تواصل اليونان، اليوم الثلاثاء، لليوم الثالث على التوالي، مكافحة الحريق الضخم المشتعل في الضاحية الشمالية الشرقية لأثينا، الذي خلف قتيلاً وأرغم الآلاف على ترك منازلهم وأدى إلى تلويث الهواء في العاصمة.

وصباح الثلاثاء، عثر على جثة تعود لمولدافية في الستين من عمرها في مصنع متفحم في خالاندري بالقرب من أثينا، بحسب السلطات. ووضعت باقة من الزهور البيضاء وسط الفولاذ المحترق والكراسي والطاولات المتفحمة. وتلقى 66 شخصاً العلاج من إصابات متفرقة وبين المصابين خمسة من عناصر الإطفاء، بحسب مصادر رسمية.

وساهمت الرياح القوية في اتساع رقعة أسوأ حرائق الغابات في اليونان هذا العام والذي انتشر على مساحات جافة، وأتى على 10 آلاف هكتار ودمر عدداً لا يحصى من المباني والمركبات.

وقال رئيس بلدية خالاندري سيموس روسوس لقناة "إي أر تي" العامة إنه رأى حوالي عشرة منازل دمرتها النيران. كما تضررت شركات بيع السيارات المستعملة ومتاجرها ومخازن الفحم والطلاء. وقال: "امتد الحريق على 50 كيلومتراً وغير اتجاهه 10 مرات".

وبما أن معظم المصانع المحترقة تحتوي على مواد كيميائية سامة، أمرت وزارة العمل اليونانية بوقف مؤقت للأعمال التي تؤدى في الخارج في المنطقة. ويغطي الدخان الكثيف معظم أنحاء العاصمة منذ يومين. وأفاد العلماء بتسجيل ارتفاع مقلق لجسيمات خطيرة في الجو خاصة ليل الأحد الاثنين.

وطاولت الحرائق مدن نيا بنتيلي وباليا بنتيلي وباتيما خالاندريو وفريليسيا التي فر منها الآلاف. وصرح ساكيس مورفيس، أمام منزله المدمر في ضواحي فريليسيا (65 عاماً): "لم أتخيل قط أن النار ستأتي إلى هنا. نجد أنفسنا بلا ملابس ولا مال. كل شيء احترق في الداخل".

وأعلن رئيس اتحاد فرق الإطفاء في اليونان كوستاس تسيغكاس، لتلفزيون "إي آر تي": "هناك تحسن على كل الجبهات. لكن الظروف ستظل صعبة. ستهب رياح اعتباراً من الظهر. وكل ساعة تمر ستكون أصعب".

وتحولت النيران التي غذتها رياح قوية إلى جبهة لهب بطول 30 كيلومتراً وارتفاع أكثر من 25 متراً في بعض الأماكن وفقاً لقناة "إي آر تي". وقال المرصد الوطني اليوناني إن درجة الحرارة ستبلغ 38 درجة مئوية في أثينا مع هبوب رياح سرعتها 39 كيلومتراً في الساعة.

بعض من آثار الحريق في اليونان، 13 أغسطس 2024 (أنجيلوس تزورتزينس/ فرانس برس)
بعض من آثار الحريق في اليونان، 13 أغسطس 2024 (أنجيلوس تزورتزينس/ فرانس برس)

المرصد المهدد مقره بالحرائق، أعلن أن النيران أتت على مساحة 10 آلاف هكتار على الأقل. في العاصمة، قام سكان يضعون أقنعة لحماية أنفسهم من الدخان الخانق، برش منازلهم بالمياه لحمايتها من ألسنة اللهب.

ويتولى نحو 700 من عناصر الإطفاء تؤازرهم 200 آلية وتسع طائرات، لليوم الثالث، مكافحة الحريق الذي اندلع بعد ظهر الأحد في مدينة فارنافاس على بعد حوالي 35 كيلومتراً شمال شرق أثينا. ويتوقع وصول نحو 300 إطفائي ومروحيات وسيارات إطفاء وشاحنات صهاريج الثلاثاء من ست دول هي فرنسا وإيطاليا وتشيكيا ورومانيا وصربيا وتركيا، تلبية لنداء المساعدة الذي وجهته السلطات اليونانية، ولا سيما تفعيل آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي.

وذكرت أن فرقة أولى مؤلفة من 91 من عناصر الإطفاء غادرت فرنسا متوجهة إلى اليونان. وتعرضت الحكومة المحافظة لهجوم من قبل الصحافة. وكتبت صحيفة "تانيا" (وسط) الأكثر مبيعاً "لقد طفح الكيل"، بينما كتبت صحيفة "كاثيميريني" الليبرالية أن الحريق "الخارج عن السيطرة خلف دماراً هائلاً وأسئلة لا تزال تنتظر أجوبة".

وتتحدث العديد من وسائل الإعلام الأخرى عن "كابوس" منها صحيفة "إلفتيروس تيبوس" الموالية للحكومة وكتبت صحيفة "إفسين" اليسارية في إشارة إلى المبنى الذي يضم مكتب رئيس الوزراء "قوموا بإجلاء ماكسيمو".

وقطع رئيس الحكومة كيرياكوس ميتسوتاكيس إجازته ليعود إلى العاصمة الأحد. وتظهر اللقطات توجهه إلى وزارة الحماية المدنية الاثنين. ويعيد هذا الحريق إلى الذاكرة كارثة حريق ماتي في المنطقة الساحلية القريبة من بلدة ماراثون حيث قضى 104 أشخاص في تموز/يوليو 2018 في مأساة نجمت عن التأخر في التحرك وأخطاء في عمليات الإخلاء.

واليونان عرضة لحرائق الغابات بعد شتاء جاف للغاية. وسُجلت في شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز أعلى درجات الحرارة منذ بدء جمع البيانات عام 1960. كما تشهد مناطق أخرى في أوروبا حالياً موجات حر مثل فرنسا وإيطاليا. ويحذر العلماء من أن انبعاثات الوقود الأحفوري تؤدي إلى تفاقم مدة موجات الحر وتواترها وشدتها في جميع أنحاء العالم. 

(فرانس برس)

المساهمون