اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة: شمالي سورية يفتقد الكثير من الخدمات

12 ديسمبر 2022
معاناة المرضى في منطقة الشمال الخارجة عن سيطرة النظام السوري مستمرة (عدنان الإمام)
+ الخط -

يفتقد سكان محافظة إدلب وخاصة المخيمات شمالي غرب سورية لوجود المراكز الصحية، حيث يضطرون لقطع مسافات طويلة تتراوح ما بين 5 و10 كيلومترات للحصول على الخدمات الطبية، مجددين شكواهم المستمرة تزامنا مع اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة في 12 ديسمبر/كانون الأول من كل عام.

وقال حسين القدور أحد سكان مخيم "كفرعروق" لـ"العربي الجديد"، إن "المخيم الذي يحوي 100 عائلة يعاني من قلة الخدمات الطبية بشكل كبير، حيث يبعد المشفى الوحيد الذي يخدم المنطقة أكثر من 6 كم عن المخيم، ولا توجد نقاط طبية أو صحية قريبة من المنطقة".

والقدور قلق من خطورة عدم توفر النقاط الصحية أو الطبية وخاصة في ظل الأحداث التي تشهدها المخيمات في الآونة الأخيرة، وخاصة ضمن فصل الشتاء الذي يزداد به نسبة المصابين بالأمراض التي تسببها نزلات البرد.

أكثر من 84 بالمائة من المخيمات المنتشرة في مناطق شمال غرب سورية، تعاني من انعدام العيادات المتنقلة

من جهته، قال سفيان الناصر أحد سكان مخيم الأندلس القريب من منطقة كللي إن "توفير النقاط الطبية في مناطق المخيمات من أهم الخدمات التي لا بد من المنظمات السعي إليها"، مشيراً إلى أنّ هناك عدداً من المنظمات لديها فرق صحية جوالة، لكن هذا لا يفي بالغرض في ظل انتشار مرض الكوليرا ووباء كورونا، وربما تكون هناك حالات إسعافية خطرة.

وقال الناصر لـ"العربي الجديد": "نقطع مسافة كبيرة للوصول إلى المشافي الواقعة إما بمنطقة حربنوش أو معرة مصرين التي تبعد أكثر من 8 كم عن المخيم".

وفي السياق نفسه، قال محمد حلاج مدير فريق "منسقو استجابة سورية" لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر من 84 بالمائة من المخيمات المنتشرة في مناطق شمال غرب سورية، تعاني من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية، الأمر الذي يزيد من مصاعب انتقال المرضى إلى المشافي المجاورة"، مشيراً إلى أن "عدد المخيمات الكلي وصل إلى 1633 مخيما يسكنه 1,811,578 شخصا، بما في ذلك 514 مخيما عشوائيا، يسكنه 311,782 شخصا".

بدوره، قال محمد الشامي المتابع لشؤون القطاع الصحي في المنطقة لـ"العربي الجديد"، إن "معاناة المرضى في منطقة الشمال الخارجة عن سيطرة النظام السوري مستمرة، خاصة لسكان المخيمات والقرى البعيدة عن مراكز المدن الرئيسية، حيث تفتقر تلك القرى للمراكز الصحية وإن وجدت فهي تقدم الإسعافات الأولية فقط، ولديها نقص كبير إما في الكوادر أو الأجهزة المستخدمة".

وضرب الشامي مثالاً قريتي الفوعة وكفريا فجميع من يسكن بها يضطرون للذهاب إلى مدينة إدلب والتي تبعد ما يقارب الـ 10 كم لتلقي العلاج، ومعظم سكان هذه القرى لا يملكون وسائط نقل فضلا عن الظروف الاقتصادية السيئة للغاية.

وناشد الشامي في اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الطبية لتكثيف دعمهم لمناطق شمالي غرب سورية التي تعتبر "شبه محاصرة"، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة سواء كانت الصحية أو الغذائية.

أما عن الواقع الطبي في مناطق شمال غرب سورية، قال محمد مصطفى مدير مشرف في منظمة "الأطباء المستقلين"، لـ "العربي الجديد"، إن "المنظمة لا يوجد لديها أي معلومات حيال استمرار الدعم، وهناك بعض المراكز قد تتوقف ونحاول الآن توفير المنح المالية لها".

وأوضح مصطفى أن "المنظمة تقدم خدمات الرعاية الأولية والثانوية والتغذية، عبر 28 مركزا صحيا و3 مشاف منتشرة بين إدلب وريف حلب، وأن معدل خدمات التغذية شهرياً 76 ألف خدمة تشمل التغذية كمراقبة سوء التغذية لدى الأطفال دون الخمس سنوات والنساء الحوامل والمرضعات من خلال عيادات التغذية المرفقة للمراكز الصحية وفرق الصحة المجتمعية الجوالة".

أما مديرية الصحة الحرة في محافظة إدلب، فأشار مدير مكتبها الإعلامي عماد زهران لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ محافظة إدلب تعاني من نقص كبير في الدعم الدولي المخصص للقطاع الصحي، موضحاً أنّ" المنطقة تواجه خطر تفش متعاظم لوباء الكوليرا".

ولفت زهران إلى أن "المناسبة تتزامن مع قرب التصويت على قرار مجلس الأمن الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وإن لم يتم تجديد القرار وتم إغلاق المعبر أمام المساعدات الدولية فإن الأمر سوف يكون له نتائج كارثية على الأهالي في المنطقة".

وفي 12 ديسمبر/ كانون الأول 2012 أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً، يحث البلدان على تسريع وتيرة التقدم المحرز نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وهي الفكرة القاضية بضرورة حصول الجميع في كلّ مكان على الرعاية الصحية الجيدة، معقولة التكلفة، بوصفها أولوية لا يُستغنى عنها لتحقيق التنمية الدولية. وفي عام 2017، أعلن عن هذا اليوم، على أنّه "اليوم الدولي للتغطية الصحية الشاملة".

المساهمون