يعدّ زيّ الجرجار من أهمّ الموروثات النسائية للنوبيات، ولم يتغير لونه الأسود منذ مئات السنين، وهو انعكاس لهويتهن وأصالتهن. وترتدي السيدات والفتيات النوبيات الجرجار فوق الملابس، ويقال إنّه صُمّم ليغطي الجسم كاملا حتى يلامس الأرض ليمسح أثر المرأة خلال سيرها.
ووفقا للعادات والتقاليد، فإنّه وبمجرد بلوغ الفتاة النوبية سن الـ 15 عاما، يتحتم عليها ارتداء الجرجار عند الخروج من البيت لحضور المناسبات والزيارات، وفقا لما قالته هند نايلون المواطنة النوبية من قرية بلانة.
ترتدي السيدات والفتيات النوبيات الجرجار فوق الملابس، ويقال إنّه صُمّم ليغطي الجسم كاملا
وترتدي المرأة النوبية الجرجار فوق العباءات الملونة، بحسب هند، مشيرة إلى أنه يختلف من شكل لآخر من حيث التطريز، ولكنه يحتفظ باللون الأسود والطول الزائد عن قدمي النساء.
وحول تفاصيل الجرجار، تقول هند: "لا يستطيع أي شخص تصنيعه بحرفية عالية إلا إذا كان عارفا بالزيّ وتفاصيل مقاساته وتطريزاته، سواء شكل البيوت والنجوم والورد".
رئيسة جمعية أبشر النسائية بقرية قتة النوبية، فاطمة عبد الله محمد، تقول لـ "العربي الجديد"، إنّ زيّ الجرجار يعدّ من خصوصيات المرأة النوبية الذي يحدد هويتها، ولهذا تتمسك بارتدائه عبر القرون الماضية.
وتختلف أشكال الجرجار وفقا لـفاطمة، موضحة أن الفتيات يرتدين الخفيف الشفاف مصحوباً برسومات جذابة، فوق العباية الداخلية ذات الألوان الفاتحة، كي تظهر أن هذه الفتاة نوبية ومحافظة على تراثها. أما السيدات، فيرتدين الجرجار الثقيل، فوق العباية والتي يحرصن على أن تكون ذات مظهر محتشم، لأنها تمنح قيمة للشخصية التي ترتديها.
وحول الأقمشة المستخدمة، توضح الستينية النوبية، أمينة محمد حسن، أنّ هناك ثلاثة أنواع من الأقمشة تستخدم في هذا الزيّ وهي التول والركامة والبوال، ويتم استيرادها من السعودية والكويت وقطر، ولكن مؤخرا يتم شراؤها من القاهرة، لكن أقل جودة عن المستورد.
أما عن الأسعار، فتشير أمينة إلى أن سعر الجرجار يتراوح ما بين 250 إلى ألف جنيه (1 دولار يساوي 0.7 جنيه مصري)، وذلك حسب جودة ونوع القماش المستخدم في صناعة الزي، وتضيف "تحدد قطعة خمسة أمتار عند شراء القماش لأي امرأة، بالإضافة إلى أن الطرحة المستخدمة مع الجرجار مكلفة للغاية لأنها من نوع الشيفون الأصلي".