النقاط الأساسية في اتفاق غلاسكو للمناخ

14 نوفمبر 2021
الصفقة حافظت على هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض (Getty)
+ الخط -

أسدل الستار على مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو، بعد أسبوعين من المفاوضات الصعبة، خرجت  بـ"اتفاق تسوية"، لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويمكن تلخيص النقاط الأساسية في المؤتمر بأربعة بنود هي: "وقود أحفوري وتمويل وتعويض وطموح".

 وقود أحفوري 


اتفاق باريس للمناخ الذي أبرم في عام 2015 والهادف إلى حصر الاحترار بـ"أقل بكثير" من درجتين مئويتين مقارنة بالعصر الصناعي، 1,5 درجة مئوية إذا أمكن، لا يشتمل على كلمات "فحم" و"نفط" و"غاز"، ولا حتى "وقود أحفوري"، وهي مسببات رئيسية لظاهرة تغير المناخ.

وبالتالي، إن ذكر هذه الطاقات الملوثة في البيان النهائي لمؤتمر كوب 26 الذي وقّعته 200 دولة، اعتبر "تاريخياً".

وكانت مسودة أولى للنص قد دعت البلدان إلى "تسريع التخلص التدريجي من الفحم ووقف الدعم لمشاريع الوقود الأحفوري".

لكن بضغط من الهند والصين والسعودية، خُفِّف من نطاق النص تدريجاً. فحتى اللحظة الأخيرة، ظهر رئيس المؤتمر ألوك شارما عبر عدسات الكاميرات، لكن من دون صوت، وهو يتنقل ذهاباً وإياباً بين المجموعات المختلفة للحصول على قبول لطلب أخير من الوفدين الهندي والصيني.

ويدعو النص الذي اعتمد أخيراً إلى "تكثيف الجهود لتقليل استخدام الفحم من دون أنظمة التقاط (لثاني أكسيد الكربون) وإنهاء الدعم غير الفعال للوقود الأحفوري".

الخسائر والأضرار


يستند اتفاق الأمم المتحدة لعام 1992 بشأن تغير المناخ إلى ركيزتين: الحد من انبعاثات غازات الدفيئة وتكيف البلدان الأكثر عرضة للتأثيرات المستقبلية.

ولكن منذ ذلك التاريخ، أصبحت التداعيات المدمرة للاحترار العالمي حقيقة في الوقت الحاضر، وتقدّر الأضرار الناتجة منه بما يصل إلى مليارات الدولارات.

وفي مواجهة هذا الواقع، ظهر مفهوم "الخسائر والأضرار" في ما يتعلق بالكوارث التي لم يعد بالإمكان تفاديها.

ويلخص وزير الاقتصاد والتغير المناخي في فيجي، أياز سايد خايوم، بأنه "عندما لا تخفّض الانبعاثات بشكل كافٍ، تدخل مجال التكيف، وعندما لا يكون التكيف كافياً، عليك مواجهة الخسائر والأضرار".

لكن الآلية التي وضعت عام 2013 لأخذ هذه المسألة في الاعتبار بقيت مبهمة. لذلك، في غلاسكو، حاولت البلدان النامية أن تجعل مطالبها مسموعة.

لكن ذلك كان من دون جدوى، إذ عُرقل اقتراحها بإنشاء نظام تمويل فعّال، وخصوصاً من قبل الولايات المتحدة، خوفاً من التبعات القانونية لالتزام مماثل.

وينص الحل الوسط الذي اعتمد على "حوار" سنوي حتى عام 2024 "لمناقشة طرق تمويل النشاطات".

طموح


ينص اتفاق باريس على أن تراجع الدول الموقعة طموحها لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل خمس سنوات.

وكان مقرراً أن تنتهي المراجعة الأولى نهاية عام 2020، لكنها أرجئت بسبب جائحة كوفيد-19 التي أدت إلى تأجيل مؤتمر كوب 26 لمدة عام.

لكن الانبعاثات استمرت في الارتفاع، وحذر العلماء من أنه لم يبقَ سوى أقل من عشر سنوات لحصر الاحترار ب+ 1,5 درجة مئوية. لذلك، تضاعفت الدعوات لتسريع وتيرة هذه التحديثات، قبل الدورة التالية المقررة في عام 2025.

اتفاق غلاسكو الذي جرى تبنيه السبت "يطلب من الأطراف إعادة النظر وتعزيز" أهدافهم لعام 2030 "بالقدر اللازم للتماشي مع أهداف اتفاق باريس لخفض درجة الحرارة، بحلول نهاية عام 2022".

 أسواق الكربون 


كانت "المادة الـ 6" من اتفاق باريس المتعلقة بعمل أسواق الكربون، تسمّم مفاوضات المناخ منذ ثلاث سنوات، ما حال دون إبرام "دليل المستخدم" للاتفاق.

وبعد الفشل في كوب 24 عام 2018، ثم في كوب 25 عام 2019، جرى التوصل إلى اتفاق في غلاسكو حول قواعد لأسواق الكربون بهدف المساعدة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

لكن منظمات غير حكومية شددت على أنّ من الأفضل عدم التوصل إلى اتفاق من إبرام اتفاق يشكك في السلامة البيئية لاتفاق باريس.

وقالت لورانس توبيانا التي شاركت في صياغة اتفاق باريس، إن النص المعتمد يتيح إمكان "إغلاق بعض الثغرات الفاضحة، مثل الحساب المضاعف" الذي يسمح بحساب طن من ثاني أكسيد الكربون من قبل كل من المشتري والبائع.

وأضافت لوكالة فرانس برس: "لكن هذا لا يكفي لمنع الشركات والدول ذات النيات السيئة من التحايل على النظام"، داعية إلى إنشاء هيئة لمراقبة حسن سير هذه الأسواق.

 

المساهمون