تُعيق الاشتباكات المسلحة وبطء إعادة الإعمار في سنجار، المعقل التاريخي للأقلية الأيزيدية في العراق، عودة ثلثي العائلات النازحة من المنطقة، كما أفاد تقرير للمجلس النروجي للاجئين نشر اليوم الأربعاء.
وبعد خمس سنوات من نهاية العمليات ضد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، لم يعد بعد أكثر من 193 ألفاً من سكان سنجار من أيزيديين وأكراد وعرب، إلى منطقتهم الواقعة في شمال العراق.
ومطلع مايو/أيار الماضي، أرغم التوتر الأمني والاشتباكات بين الجيش ومقاتلين أيزيديين في المنطقة نحو 10 آلاف شخص على النزوح من جديد. ويفيد التقرير بأنه "بالإضافة إلى التصعيد المستمر بين الجماعات المسلحة، فإن تحديات الوصول إلى المساكن والأراضي وحقوق الملكية تشكل عوائق كبيرة أمام المجتمعات النازحة"، أضاف أن نحو "64 في المائة ممن شملهم الاستطلاع قالوا إن منازلهم تضررت بشدة"، في إشارة إلى استطلاع أجري في ديسمبر/كانون الأول عام 2021 شمل 1500 شخص. وأشار التقرير إلى أن النازحين يؤكدون "عدم امتلاكهم الموارد اللازمة لإعادة إعمار بيوتهم، لا سيما بسبب قلة فرص العمل وتأخر الحكومة في دفع التعويضات".
وقالت المنظمة إن "99 في المائة ممن تقدموا بطلبات للحصول على تعويضات حكومية لم يتلقوا أي تعويض عن الممتلكات المتضررة". ودعت الحكومة العراقية وسلطات إقليم كردستان المجاور لسنجار إلى "إعطاء الأولوية لإعادة تأهيل البنية التحتية واستعادة الخدمات للسماح بالسكن الآمن والأراضي والممتلكات إلى جانب البنية التحتية العامة".
وذكّرت المنظمة أنه إثر الحرب ضد "داعش"، فإنّ "80 في المائة من البنى التحتية العامة و70 في المائة من المنازل في سنجار دمّرت". كما ذكرت المنظمة أن نحو ثلث النازحين لديهم مخاوف كبيرة من "التوترات الاجتماعية في المنطقة والمواجهات بين الأطراف الأمنية".
وشهدت سنجار، مطلع مايو/أيار الماضي، اشتباكات عنيفة بين الجيش العراقي ووحدات حماية سنجار المرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي يشنّ منذ عقود تمرداً ضدّ تركيا. لكن المناوشات المتفرقة بين الطرفين تتكرر منذ مدة طويلة. وتتهم وحدات حماية سنجار المنضوية ضمن الحشد الشعبي، الجيش بأنه يريد السيطرة على منطقتها وطردها منها، في حين يريد الجيش العراقي تنفيذ اتفاقية بين بغداد وأربيل، تقضي بانسحاب المقاتلين الأيزيديين وحزب العمال الكردستاني من المنطقة.
وتعرضت الأقلية الأيزيدية على مدى سنوات للاضطهاد بسبب معتقداتها الدينية، لا سيما على يد "داعش"، الذي قتل أبناءها وهجّرهم وسبى نساءها. وتشن القوات التركية بدورها عمليات ضد القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه "إرهابياً" في شمال العراق.
(فرانس برس)