أعلنت البحرية في المغرب أنّها اعترضت 141 شخصاً كانوا يحاولون عبور المحيط الأطلسي، مع تزايد الهجرة غير النظامية من غربي أفريقيا إلى جزر الكناري الإسبانية منذ بداية عام 2024.
وقد أفادت القوات المسلحة الملكية المغربية، في بيان أصدرته قبيل منتصف ليل الأحد، بأنّها تمكّنت من إنقاذ جميع الركاب الذين كانوا على متن قارب قبالة ساحل الصحراء الغربية، علماً أنّ المنطقة متنازَع عليها ولها خطٌّ ساحلي يسيطر عليه المغرب منذ عام 1975.
وذكرت القوات المسلحة الملكية المغربية أنّ جميع الأشخاص، البالغ عددهم 141 شخصاً ومن بينهم ثلاث نساء وقاصران، كانوا قد وفدوا من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. أضافت أنّ من المحتمل أن يكونوا قد انطلقوا قبل أكثر من أسبوع من موريتانيا جارة المغرب الجنوبية ونقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى جزر الكناري الإسبانية.
وأوضحت القوات المسلحة الملكية المغربية، أنّ دورية تابعة للبحرية الملكية قدّمت المساعدة لقارب كان يواجه صعوبات على بعد 274 كيلومتراً من مدينة الداخلة، وقد اشتغرقت عملية الإنقاذ 15 ساعة نظراً إلى سوء الأحوال الجوية.
وتابعت أنّ الإسعافات اللازمة قُدّمت لهؤلاء المهاجرين قبل نقلهم إلى ميناء الداخلة، وتسليمهم إلى "مصالح الدرك الملكي للقيام بالإجراءات الإدارية الجاري بها العمل".
تجدر الإشارة إلى أنّ عملية اعتراض المهاجرين هذه تُعَدّ الكبرى بين العمليات التي أبلغت عنها السلطات المعنية في المغرب منذ بداية العام الجاري.
وفي 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت وزارة الداخلية المغربية أنّها أحبطت 75 ألفاً و184 محاولة هجرة غير نظامية في عام 2023 الماضي، الأمر الذي يشير إلى ارتفاع نسبته ستّة في المائة مقارنة بعام 2022 الذي سبقه. كذلك لفتت الوزارة حينها إلى تفكيك أكثر من 419 شبكة للاتجار بالبشر في عام 2023، بزيادة 44 في المائة مقارنة بعام 2022.
وتقع جزر الكناري على بعد نحو 100 كيلومتر من الساحل الأطلسي للمغرب، لكنّ القوارب الخشبية، التي يستخدمها المهاجرون في الغالب من أجل العبور، تنطلق من دول في أقصى الجنوب مثل غامبيا، وقد تستغرق الرحلة ما يصل إلى 10 أيام، بحسب بيانات مؤسسة "المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة".
وتُعَدّ إسبانيا بوابة عبور كبرى للمهاجرين الساعين إلى حياة أفضل في أوروبا. وفي هذا الإطار، بيّنت وزارة الداخلية الإسبانية أنّ 11 ألفاً و704 مهاجرين غير نظاميين وصلوا إلى جزر الكناري، في الفترة الممتدة ما بين بداية عام 2024 و15 فبراير/ شباط منه، أي بزيادة تفوق ستّة أضعاف الرقم المسجّل في عام 2023 السابق.
وقد انطلق معظم هؤلاء المهاجرين من موريتانيا الدولة التي وقّعت اتفاقية بقيمة 210 ملايين يورو (نحو 226.20 مليون دولار أميركي) مع الاتحاد الأوروبي أخيراً، تشمل تمويل دوريات هجرة وتوفير مساعدات إنسانية.
يُذكر أنّ حوادث عديدة سُجّلت في عام 2023 الماضي، فُقد في خلالها مهاجرون غير نظاميين على خلفية غرق قواربهم في عرض البحر، فالمحيط الأطلسي معروف بتياراته القوية، وهو أمر يجعل محاولات عبور المهاجرين خطرة جداً.
(أسوشييتد برس، الأناضول، العربي الجديد)