المغرب: انقطاع دواء قصور الغدة الدرقية

20 مارس 2023
لتوقف المرضى عن تناول الدواء عواقب صحية (جيرار بوتيتو/ Getty)
+ الخط -

عاد انقطاع أدوية الأمراض المزمنة إلى الواجهة في المغرب، بعد تسجيل نقص جديد في دواء "ليفوثيروكس" المضاد لمرض قصور الغدة الدرقية، وهو من الأدوية التي يتناولها المرضى طوال حياتهم، ويؤثّر انقطاعه على صحتهم.  

وخلال الأيام الماضية، أبدى عدد من المرضى قلقهم بسبب صعوبة إيجاد الدواء في الصيدليات، الأمر الذي قد يؤدي إلى تضخم عضلة القلب وانخفاض نسبة هرمون الثيروكسين في الجسم، الذي تفرزه الغدة الدرقية في مجرى الدم، ويلعب دوراً حيوياً في عملية الهضم ووظيفة القلب والعضلات وتطور الدماغ وترميم العظام.

ويربط صيادلة تحدثوا إلى"العربي الجديد" من دون الكشف عن أسمائهم بسبب منعهم من التصريح من قبل نقابة الصيادلة، انقطاع الدواء بالسياسة الدوائية المتبعة في البلاد، وغياب رؤية شاملة لتوفير الأدوية بشكل مستمر، وعدم توفّر أدوية بديلة لتلك الأصلية.  

ويوضح هؤلاء أن إنتاج الدواء البديل لمرض القصور الكلوي يعتبر من الناحية الاستثمارية غير مربح للمختبرات، إذ إن سعر الدواء الأصلي لا يتجاوز 6.8 دراهم (أقل من دولار واحد)، مشيرة إلى أن هذا الواقع لا يعين على تأمين الاحتياجات المتزايدة، ويقولون إن إعلان وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن وجود مخزون كاف في المستشفيات الحكومية ليس صحيحاً تماماً، إذ إن المخزون يبقى ضعيفاً مقارنة بالاحتياجات الوطنية.

وهذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها مشكلة انقطاع دواء الغدة الدرقية. ففي عام 2019، انقطع لأسابيع طويلة قبل أن تخرج وزارة الصحة لتؤكّد توفره من جديد، معلنة عن وجود كميات جيدة من الدواء تكفي لتغطية ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر من احتياجات المرضى. وتكرر الأمر في سبتمبر/ أيلول وديسمبر/ كانون الأول الماضيين.

إلى ذلك، وجهت النائبة البرلمانية عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية (الغالبية الحكومية)، مروى الأنصاري، سؤالاً كتابياً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب، نبهت فيه إلى أن حوادث انقطاع عدد من الأدوية عن الصيدليات وخصوصاً تلك التي تستخدم لعلاج الأمراض المزمنة كما هو الحال بالنسبة لدواء ليفوثيروكس، يهدد صحة عدد من المواطنات والمواطنين، ويزيد من تعميق أزمات أسرهم.

وطالبت بالكشف عن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لتأمين التزويد المنتظم للسوق الوطنية بالأدوية، وخصوصاً تلك المستعملة لمعالجة الأمراض المزمنة كما هو الحال بالنسبة للدواء المذكور.

وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية قد أعلنت في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن توفر مخزون كاف لأشهر عدة من الدواء (أكثر من 4 ملايين قرص في مختلف مندوبيات وزارة الصحة)، لافتة إلى أن ليفوثيروكس من بين الأدوية التي تحظى بمراقبة صارمة ومستمرة من قبل الوزارة لضمان حصول كافة مرضى قصور الغدة الدرقية عليه.

ويقدر عدد الأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء في المغرب ما بين 500 و600 ألف، في حين تشير أرقام كشفت عنها الشركة المصنعة، أخيراً، إلى أن استهلاك دواء قصور الغدة الدرقية بالمغرب شهد زيادة مطردة، لا سيما خلال السنوات التي تلت جائحة كورونا. وزاد الطلب على دواء ليفوثيروكس ستة أضعاف بالمغرب، في حين عملت الشركة خلال شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2023 على رفع المخزون الاستراتيجي من هذا الدواء إلى ستة أشهر، بعدما كان الإنتاج يغطي حاجة 3 أشهر فقط.

المساهمون