المخابرات الفلسطينية تفرج عن طبيب الأسنان غانم ارزيقات

14 ديسمبر 2021
طبيب الأسنان الفلسطيني المعتقل غانم ارزيقات (فيسبوك)
+ الخط -

أفرج جهاز المخابرات الفلسطينية في مدينة الخليل، ظهر الثلاثاء، عن طبيب الأسنان غانم ارزيقات (32 سنة)، بعد اعتقاله أمس الأول الأحد، من عيادته في بلدة الظاهرية، على خلفية اتهامه بممارسة نشاط سياسي، والنقد اللاذع للسلطة الفلسطينية.
وقال غانم ارزيقات لـ"العربي الجديد"، بعد الإفراج عنه من مقر المخابرات العامة: "وجهت لي تهمة ممارسة نشاط سياسي، ودار التحقيق معي حول ما إذا كان هناك تواصل مع جهات سياسية معينة، لكن تم الاعتذار لي على ما وصفه ضباط في جهاز المخابرات بأنه (سوء تقدير)، وطالبني بعض ضباط المخابرات بتخفيف حدة النقد للسلطة الفلسطينية في منشوراتي على وسائل التواصل الاجتماعي".
وأكد ارزيقات أنه يكتب وفق مفهوم "النقد المحترم، ولو كان حاداً، فهو جزء أصيل من حق كل فلسطيني، وسوف أستمر في النقد بهذه الطريقة، وسأستمر في ممارستي لحرية التعبير، وطلبت منهم التواصل مع الآخر المختلف سياسياً عن برنامج السلطة".

وتتواصل الاعتقالات التي ينفذها الأمن الفلسطيني منذ إلغاء الانتخابات التشريعية والرئاسية في ربيع العام الحالي، وكان آخرها اعتقال غانم ارزيقات، والذي نظمت عائلته، الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام محكمة الصلح في مدينة الخليل، بحضور زملائه، مستنكرين أن يطاول الاعتقال الأطباء.

ولا يعلم ارزيقات الذي تم اعتقاله للمرة الثالثة على خلفية حرية الرأي والتعبير، إن كان سبب الإفراج عنه الوقفة الاحتجاجية التي تم تنفيذها قبيل الإفراج عنه، أم نتيجة أن جهاز المخابرات الفلسسطينية اكتشف ما وصفوه باعتقال ضمن "سوء التقدير".
وقال عضو الهيئة العامة لأطباء الأسنان الفلسطينيين، أمجد الحموري، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق على هامش الوقفة: "بناء على دعوة من النقابة وزملاء الطبيب ارزيقات، نفذنا وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عنه، ونرفض الاعتقال السياسي، وندعم حرية الرأي والتعبير التي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني، كما ندين استخدام القوة، إذ تم اعتقال الطبيب ارزيقات من عيادته، وهذا يضاف إلى انتهاكات الأجهزة الأمنية".

ويقول والده محمد ارزيقات (59 سنة) لـ"العربي الجديد": "تخيلوا أن لارين الابنة الوسطى لابني غانم، تسأل أمها لماذا اعتقلوا أبي؟ هو مؤدب والسجن لغير المؤدبين، فكيف تأخذه الشرطة؟ هذا مفهوم الطفل حول السجن، وأنه لمن يمارسون السوء، لكن السجون اليوم صارت للشرفاء، ومن يعبرون عن رأيهم بحرية".

ويقول غانم رداً على استغراب ابنته: "لارين تعرف أن السجن مكان للشخص المذنب، لكنني أمارس حقي، وقد استغربت حين وجهت لوالدتها هذا السؤال الاستنكاري حول ما جرى، وأقول لابنتي لارين، ها أنا الآن معك. أبوك مؤدب، وسيبقى كذلك كما تعرفينه".

ويقول الأب محمد ارزيقات: "أنشأنا لغانم عيادة جديدة مؤخراً، وتم اعتقاله من داخلها، وسبق أن أطلق مجهولون النار على عيادته القديمة في الصيف الماضي. اعتقال غانم من عيادته يؤثر على طبيعة عمله، وعلى علاقته بالمرضى، واعتقاله بهذه الطريقة، يشكل اعتداء صارخاً عليه، وعلى حرية الرأي والتعبير، وقد أثر اعتقاله لمرات عديدة سابقة على صحة والدته التي تعاني من مشاكل صحية عديدة بينها الضغط والسكري".
وتتسارع الاعتقالات في المجتمع الفلسطيني على خلفية حرية الرأي والتعبير، بينما تستعر حمى الخلافات التي تغذيها النعرات العائلية والعشائرية والحزبية، وتظهر في صورة شجارات عائلية، أو طلابية في الجامعات.

المساهمون