المحكمة البريطانية العليا تحكم لمصلحة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا

19 ديسمبر 2022
نشطاء يعارضون خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا (مارك كريسون/Getty)
+ الخط -

أقرّت المحكمة البريطانية العليا، صباح اليوم، "قانونية" خطة رواندا المثيرة للجدل والتي تنوي عبرها الحكومة البريطانية ترحيل طالبي اللجوء إلى كيغالي في صفقة متبادلة مع البلد الأفريقي المعروف بسجل أسود في ملف الحريات.

كانت جمعيات خيرية تعنى بأمور اللاجئين مثل "كير فور كاليه" و"ديتنشن أكشن" قد تقدّمت بطلب طعن في قرار الترحيل منذ صدوره بداية العام الجاري بمبادرة من وزيرة الداخلية آنذاك بريتي باتيل وزعيم "حزب المحافظين" السابق بوريس جونسون. إلا أن القضاة رفضوا اليوم الطعن القانوني، مما سيتيح للحكومة البريطانية الإيفاء بتعهّدها إرسال آلاف الأشخاص إلى كيغالي عبر طائرات ترحيل في أقرب فرصة ممكنة.

وكان من المفترض لطائرة الترحيل الأولى أن تقلع بأكثر من عشرة طالبي لجوء بمن فيهم سوريون وعراقيون كرد وإيرانيون في يونيو/حزيران الماضي، ولكن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدخّلت في اللحظات الأخيرة وألغت إقلاعها. وما تزال الحكومة البريطانية بزعامة ريشي سوناك، تهدّد بالانسحاب من المحكمة الأوروبية بما يضمن استقلالية قرارها و"سيادتها".

تهدد الحكومة البريطانية بزعامة ريشي سوناك، بالانسحاب من المحكمة الأوروبية بما يضمن استقلالية قرارها و"سيادتها"

ودفعت الحكومة البريطانية لرواندا 140 مليون جنيه إسترليني بموجب الاتفاق المبرم في إبريل/نيسان، إلا أن المرشّحين لاحقاً لزعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة ليز تراس وريشي سوناك، لمّحا أكثر من مرة إلى إمكانية توسيع جغرافية الترحيل وضمّ بلدان أخرى إلى جانب رواندا للاتفاقية التي أثارت انتقادات لاذعة وجدلاً كبيراً.

وكان الملك تشارلز الثالث قد وصف خطة ترحيل اللاجئين قبل اعتلائه العرش بأشهر قليلة بـ"المروّعة" بحسب ما سرّبت عنه الصحافة البريطانية. ويأتي الحكم الصادر اليوم بعد أيام من إعلان سوناك عن خطته الجديدة المتعلقة بتقييد حركة العبور إلى شواطئ المملكة، وبمعالجة آلاف الطلبات المتراكمة منذ سنيتن قبل نهاية العام 2023.

ووصل إلى المملكة المتحدة هذا العام أكثر من 40 ألف شخص، مما يعني أن الهدف الأساسي الذي تذرّعت به الحكومة لتبرّر خطة الترحيل هذه وهو الحدّ من تدفّق اللاجئين، لم يؤت ثماره.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وليست خطة رواندا هي التجلّي الوحيد لسياسة "المحافظين" المعادية للاجئين، حيث إن وزيرة الداخلية الجديدة سويلا برافرمان وهي أيضاً مثل سلفها باتيل من أصول مهاجرة، حرصت منذ اليوم الأول على تولّيها المنصب، على التصدّي لقوارب المهاجرين الذين وصفتهم بـ"الغزاة"، كما أعلنت منذ خطابها الأول عن عزمها المضي قدماً بخطة رواندا.

يضاف إلى ما سبق، كارثة إنسانية وصحية شهدها مركز "مانستون" سيئ الصيت في منطقة كينت الحدودية حيث كدّست وزارة الداخلية أكثر من 4 آلاف لاجئ في المبنى المصمم لاستيعاب 1600 مهاجر كحدّ أقصى ولفترة زمنية لا تتجاوز الـ 24 ساعة، وسط تفشي أمراض معدية كالدفتيريا والجرب وغيرها.

ورغم أن برافرمان قالت في كذا مناسبة أن "التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان مبنياً على قضية الهجرة والسيطرة على حدودنا وإعادة السيادة إلى الوطن"، إلا أن استطلاعات الرأي الحديثة تشير إلى تراجع كبير في مخاوف الناخبين البريطانيين من الهجرة، بينما احتلت المخاوف الاقتصادية والمناخية مرتبة أعلى لدى الملايين.

المساهمون