اللشمانيا ينتشر شمالي سورية: ذبابة الرمل وغياب الخدمات السبب

إدلب

عدنان الإمام

avata
عدنان الإمام
مراسل من سورية
هاتاي

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
28 مايو 2024
+ الخط -
اظهر الملخص
- تشهد مناطق شمال غربي سورية ارتفاعاً في إصابات اللشمانيا، مع تجاوز الإصابات لـ2545 حالة شهرياً، نتيجة للكثافة السكانية وغياب خدمات الصرف الصحي.
- الظروف المعيشية الصعبة في المخيمات، خاصة خلال الصيف، تزيد من انتشار الأمراض الجلدية بما فيها اللشمانيا، مع توقف مشاريع الإصحاح ونقص خدمات المياه.
- مرض اللشمانيا، الذي ينتقل عبر ذبابة الرمل، يشمل ثلاثة أنواع تصيب الجلد والمخاطيات والأحشاء، مع تسجيل نحو 70 ألف إصابة في سورية خلال 2022، مما يستدعي تحسين البنية التحتية والخدمات الصحية.

ترتفع معدلات الإصابة بمرض اللشمانيا في مناطق شمال غربي سورية، مع توافر الشروط المناسبة لانتشار الناقل الأساسي للمرض وهو ذبابة الرمل، وعزز هذا الانتشار والارتفاع في معدلات الإصابة الذي تجاوز شهرياً 2545 مصاباً، بحسب منظمة مونيتور المختصة، عدة عوامل منها الكثافة السكانية خاصة في المخيمات وغياب خدمات الصرف الصحي. 

اللشمانيا ينتشر شمال غربي سورية

وتحولت الإصابة باللشمانيا إلى ظاهرة في المنطقة شمال غرب سورية، إذ قال الدكتور حسام قره محمد نائب مدير صحة إدلب لـ"العربي الجديد": "نلاحظ في هذه الفترة من العام ازدياد حالات الإصابة باللشمانيا، وسجلت إصابات باللشمانيا الحشوي، والسبب الكثافة السكانية وتدني خدمات الإصحاح، وإيقاف دعم مجموعة من المنظمات لهذا الجانب من المشاريع، ونقص خدمات المياه الذي أدى لزيادة انتشار ذبابة الرمل، وتسبب بمجموعة من الإصابات التي تطورت إلى اللشمانيا الحشوي في بعض الحالات، مشيرا إلى أن الرش يعد إحدى الوسائل الجيدة في مكافحة الناقل الأساسي للمرض، لافتا إلى توافر العلاج من اللشمانيا خلال الوقت الحالي عن طريق الحقن تحت الجلد أو الحقن العضلي العميق.

الصورة
اللشمانيا تصيب المئات شهريا شمالي سورية، مايو 2024 (عدنان الإمام/العربي الجديد)

ومع حلول فصل الصيف يعيش سكان مخيم التح معاناة بسبب أزمة الصرف الصحي داخل المخيم، حيث أوضح مدير المخيم عبد السلام اليوسف لـ"العربي الجديد" أنه مع بداية الفصل تزداد الإصابات بالأمراض الجلدية ومنها اللشمانيا، مضيفا: "مياه الصرف تحولت لمستنقع في المخيم، وازدادت المعاناة بسبب توقف مشاريع الإصحاح. منذ أكثر من عامين لم تتم صيانة الكتل الفنية في المخيم، وانتشرت أمراض اللشمانيا والجرب والتحسس"، مناشدا جميع المنظمات الإنسانية التوجه إلى المخيم والمخميات المماثلة كافة لدعم العيادات الجلدية.


والوضع في المخيم يرثى له وفق ما بيّنه النازح هيثم الغجر لـ"العربي الجديد"، قائلا: "نحن هنا في المخيم ليس لدينا صرف صحي والمياه تجري في الشوارع، لدينا إصابات كثيرة باللشمانيا والطفح الجلدي والجرب، والأطفال بحالة يرثى لها، حيث ينتشر الذباب والبعوض".

الصورة
اللشمانيا تصيب المئات شهريا شمالي سورية، مايو 2024 (عدنان الإمام/العربي الجديد)

وعزا النازح محمد العيد انتشار اللشمانيا لأسباب منها الصرف الصحي المكشوف في المخيم، قائلا لـ"العربي الجديد" إنه ليس لديهم في المخيم صرف صحي، والصرف الصحي مكشوف وهناك انتشار للشمانيا المعدي، مردفا "نطالب بسلل نظافة. لديّ مرض جلدي في يدي أستخدم مرهماً. لو أن هناك دورات نظافة لكانت الإصابات قليلة، نرجو دعم نقطة طبية وتجهيز الصرف الصحي في المخيم. حتى حاويات نفايات ليست لدينا. اليوم نحتاج أن نقطع 5 أو 6 كيلومترات إلى أقرب نقطة طبية".

وقال عبد الهادي الكردي لـ"العربي الجديد": "أصبت بسبب انتشار النفايات وغياب الصرف الصحي والسواقي المكشوفة، ولا توجد عيادة جلدية متنقلة في المخيم، أصبت بها وأعالج في مكان بعيد لم أواظب على العلاج بسبب بُعد العيادة".

الصورة
اللشمانيا تصيب المئات شهريا شمالي سورية، مايو 2024 (عدنان الإمام/العربي الجديد)

أما صالح أبو علي الغجر فقال لـ"العربي الجديد": "عندي ثلاثة من الأطفال المصابين باللشمانيا، ابنتي أصيبت في وجهها، الدواء غير موجود في المخيم والعيادات بعيدة، أستخدم حاليا مطهراً فقط، لأنه ليست لدينا أدوية نعاني كثيرا من بعد المستوصفات ولا تعطينا المستلزمات كافة، يعطوننا حقنة فقط والمكان بعيد لديّ ستة أطفال، ثلاثة منهم مصابون باللشمانيا. وأخاف أن تنتقل العدوى لبقية الأطفال، نريد أدوية ومستوصفاً وصرفاً صحياً للمخيم".

ما هو مرض اللشمانيا؟

يوضح الدكتور علاء بكور مشرف منظمة مونيتور المختصة باللشمانيا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن اللشمانيا مرض طفيلي ينتقل عن طريق أنثى ذبابة الرمل، وتوجد للشمانيا ثلاثة أنواع، الأول يصيب الجلد ويُعرف باسم قرحة الشرق أو يُسمى حبة السنة، والنوع الأندر، اللشمانيا الذي يصيب المخاطيات، والثالث هو الأخطر، وينال قسطا قليلا من التغطية الإعلامية هو الحشوي، حيث يهاجر الطفيلي من أدمة الجلد إلى الأحشاء، ويصيب الكبد والأمعاء ونقي العظم وعند تخريب هذه الأعضاء يتحول لمرض قاتل إذا لم يتم علاجه وهو ينتشر في الشمال السوري".

الصورة
اللشمانيا تصيب المئات شهريا شمالي سورية، مايو 2024 (عدنان الإمام/العربي الجديد)

وأضاف بكور: "يوجد علاج ولا يوجد تأخير فيه ومبادرة "مونيتور" موجودة في الشمال السوري منذ عام 2013، ولكن الزيادة الطردية وكثافة العوامل التي تسبب في انتشار المرض وسوء البنية التحتية والصرف الصحي المكشوف وعوامل أخرى تدفع بازدياد أعداد المصابين. وأي إنسان مصاب نرسم حوله دائرة عدوى بقطر 100 متر، أي عدد من هم ضمن الدائرة مهددون بالإصابة. وينتقل المرض من إنسان لآخر"، مشيرا إلى أن الأعوام السابقة ساهمت في زيادة كثيفة لعدد المصابين، موضحا أن كل مناطق الشمال السوري هي مناطق انتشار للشمانيا الجلدي: "نسجل نحو 2545 حالة في شمال غرب سورية بشكل شهري، من جسر الشغور إلى جرابلس" .

أضاف بكور: "بالنسبة لمبادرة مونيتور هناك العديد من الأقسام من القسم الطبي والعلاج، ونلتزم بنصائح وبروتوكولات الصحة العالمية، إضافة لقسم التوعية لرفع ثقافة الناس للوقاية من المرض. وقسم الوقاية بعمليات البخ السنوية خلال آذار ونيسان، حيث ذروة انتشار الذبابة، وتبلغ حالات الشفاء السنوية 90 بالمائة، وهي نسبة عالية وهذا بسبب الضبط الصحيح والتوعية الصحية ورفع السوية العلمية للكوادر التي تقدم العلاج والتشخيص".

وتشير بيانات الصحة العالمية إلى تسجيل نحو 70 ألف إصابة باللشمانيا في سورية خلال العام 2022، وذلك وفق إحصاء صدر عن المنظمة في تشرين الأول 2023، بينما تجاوز عدد المصابين بحسب المنظمة في البلاد 78 ألف شخص عام 2021.

ذات صلة

الصورة
الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني، يونيو 2024 (عدنان الإمام)

مجتمع

يُناشد الشاب الفلسطيني بسام الكيلاني السلطات التركية لإعادته إلى عائلته في إسطنبول، إذ لا معيل لهم سواه، بعد أن تقطّعت به السبل بعد ترحيله إلى إدلب..
الصورة
السوري محمد نور .. حياة بنصف ساق تزينها الابتسامة (العربي الجديد)

مجتمع

بساق واحدة، يقود محمد نور سيارته الصغيرة بمهارة عالية بمساعدة عكازه، ليصل بشكل يومي عند الساعة السابعة صباحًا إلى المنطقة الصناعية في مدينة إدلب
الصورة
سورية (بلال الحمود/ فرانس برس)

مجتمع

يحرص السوريون على زيارة المقابر في العيد. زيارات تعبّر عن مشاعر الحنين إلى الأقارب والأصدقاء الذين خسروهم، وكانت لهم الكثير من الذكريات معهم
الصورة
يستمتعون بوقتهم على مقربة من المساكن المنشأة (عدنان الإمام)

مجتمع

يجد النازحون السوريون في شمال غرب البلاد في مشاريع الهلال الأحمر القطري فرصة للنجاة من مأساة يومية يعيشونها في الخيام، وتشمل بناء 13 قرية سكنية في المنطقة يمكنه