الكلاب الضالة مصدر خوف وقلق للسكان في إدلب 

13 ديسمبر 2020
تنتشر الكلاب الضالة في المدن بأعداد كبيرة بسبب الجوع (عبد العزيز كتاز/فرانس برس)
+ الخط -

 

يشتكي السكّان في مدن وبلدات محافظة إدلب، شمالي غرب سورية، من انتشار الكلاب الضالة التي باتت مصدر خوف وقلق وإزعاج بالنسبة لهم، مع غياب حلول حقيقية لوضع حدّ لانتشارها وإبعادها عن الشوارع.

ومعرة مصرين، هي من المدن التي تنتشر فيها الكلاب الضالة بكثافة، وتتسبّب هذه الكلاب بالخوف للمارة خاصة في ساعات الليل، كما يقول مراد العربي، وهو أحد المقيمين في المدينة. وأكّد العربي أنّ سبب انتشار هذه الكلاب في المدن بأعداد كبيرة، هو الجوع، حيث تحاول الكلاب البحث عن الطعام داخل المدن وبين الأحياء.

أمّا محمد المصطفى، وهو من سكّان مدينة بنش، أشار لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الكلاب قد تكون خطرة، خاصة ساعات الليل، إذ هي تهاجم راكبي الدراجات النارية. وأضاف: "دائماً ما أكون حذراً في حال أردت الخروج ليلاً من المنزل، سواء سيراً على الأقدام أو على الدراجة النارية، كون الكلاب تنتشر بكثرة، ولا يمكن التنبؤ  فيما إذا كانت ستهاجم أو لا، ولا يمكن معرفة الأمراض التي يمكن أن تنقلها".

وأضاف المصطفى أنّ هذه الكلاب مزعجة خاصةً في الليل، حين تتجوّل بين الشوارع وتنبح بشكل مستمر، وهي تخيف الأطفال. و"نحن كأهال بحاجة لحلول حقيقية ليتمّ التخلّص منها وتقليل أعدادها في المدن".

وفي السابع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن المجلس المحلي في مدينة سلقين، أنّه سيُنفذ حملة لقتل الكلاب الضالة المنتشرة في شوارع المدينة، بعد تجوّلها على شكل قطعان داخل المدينة وتشكيلها خطراً على السكّان فيها. 

واقترح المصطفى حلولاً لمواجهة مخاطر الكلاب الضالة في المدن، منها التعاون بين المجالس المحلية وجهات مختصّة لإعطاء الكلاب الضالة لقاحات ضدّ الكَلَب والأمراض السارية للتقليل من خطورة هذه الكلاب، كون ملاحقتها وقتلها أو وضع السمّ لها في الطعام أمرا صعبا.

ومن أخطر الأمراض التي تنقلها الكلاب داء الكَلب، فضلاً عما تتسبّب به عضّاتها من مشاكل، حيث تسبّبت عضّة من كلب ضال بوفاة طفل من مهجّري حيّ القابون الدمشقي، في مارس/ آذار من العام الماضي، بمدينة ترمانين بريف إدلب الشمالي، وذلك بعد نقله لتلقي العلاج في تركيا.

وذكر أحد سكّان مخيم الرحمة، بالقرب من بلدة دير حسان، لـ"العربي الجديد" أنّ الكلاب الضالة مشكلة حقيقية، فهي تتنقّل بأعداد كبيرة في ساعات الليل، وتبحث بين القمامة عن بقايا الطعام. وأشار إلى أنّها حتى الوقت الحالي لم تقم بمهاجمة أيّ من قاطني المخيم، لكنها قد تتحوّل لكلاب خطرة في حالة الجوع الشديد، ويجب البحث عن حلول حقيقية لها. وإذا تمّ نقلها لأماكن بعيدة فإنها ستعود مجدداً. 

وقال الطبيب البيطري، عماد خلف، لـ"العربي الجديد" إنّ ظاهرة الكلاب الضالة تتفاقم نتيجة مجموعة عوامل، أهمّها إهمال التخلّص الدوري من الفضلات والقمامة في الحارات والشوارع، والتربية العشوائية للكلاب في المنازل، ورمي الجراء، وكثرة البيوت المهجّرة والأبنية حديثة الإنشاء الفارغة.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يُعدّ داء الكَلب من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، إذ يحد تطعيم الكلاب من عدد الوفيات بين البشر التي تُعزى إلى داء الكَلب المنقول بواسطة الكلاب.
 

المساهمون