العودة للمدارس في تونس تزيد الاختناق المروري 30%

15 سبتمبر 2022
2.3 مليون طالب بدأوا اليوم الخميس عامهم الدراسي في تونس (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

ترفع العودة إلى المدارس في تونس درجة الاختناق المروري في العاصمة والمدن الكبرى، حيث يصبح التنقل بالعربات الخاصة أو وسائل النقل العمومية معاناة يومية نتيجة لكثافة المركبات في أوقات الذروة، التي تمتد على أكثر من 5 ساعات في اليوم.

وتسجل المحاور المرورية الكبرى في المدن التونسية كثافة مرورية مع رجوع التلاميذ إلى المدارس، وتسيير شركات النقل لأسطول إضافي لنقل الطلاب فضلاً عن استعمال الأسر لأكثر من 2.3 مليون عربة في تنقلاتهم اليومية.

وبسبب الضغط المروري تحتاج الأسر التونسية إلى تعديل عقارب ساعاتها على وقع بطء الحركة على الطرقات، حيث يشتد الضغط قبل موعد الدروس الصباحية، التي تنطلق الساعة الثامنة صباحاً ليتجدد المشهد ذاته مساء مع انتهاء الدروس.

ورسمياً انطلق العام الدراسي في تونس، اليوم الخميس، مع توجه أكثر من 2.3 مليون تلميذ إلى مقاعد الدراسة، ما يستدعي تحريك أسطول إضافي لضمان نقلهم إلى المؤسسات التعليمية.

ويقدر مدير مصلحة الاتصال بالمرصد الوطني للسلامة المرورية مراد الجويني عدد ساعات الاختناق المروري في العاصمة تونس والمدن الكبرى بنحو 5 ساعات يومياً، مقسمة بين ساعتين صباحاً قبل انطلاق الدروس، وثلاث ساعات في فترة ما بعد الظهر، أي من حدود الرابعة إلى السابعة مساء.

ويقول الجويني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ عودة التلاميذ إلى المدارس "ترفع نسبة الكثافة المرورية على الطرقات بنسبة تراوح ما بين 25 و30%، وهو ما يسبب اختناقات مرورية تتم معالجتها باللجوء إلى توجيه جزء من حركة المرور نحو الطرق الفرعية، أو تركيز وحدات أمنية متخصصة للمساعدة على انسيابية الحركة على الطرقات".

وأفاد المسؤول بالمرصد الوطني للسلامة المرورية بأنّ "كثافة الحركة على الطرقات على امتداد العام الدراسي مردها ارتفاع أسطول النقل الخاص، الذي تستعمله الأسر عوضاً عن النقل الحكومي الذي يعرف صعوبات كثيرة، من بينها عدم انتظامية الرحلات".

كما يشير الجويني إلى أنّ "الكثافة المرورية على الطرقات مع العودة المدرسية لا يرفع نسب حوادث الطرقات عموماً، غير أنّ ذلك يتطلب أيضاً مزيداً من ترسيخ ثقافة الحماية من حوادث السير لدى الناشئة وفي محيط المؤسسات التعليمية".

وصرّح أيضاً بأنّه من بين الحلول التي يقترحها مرصد السلامة المرورية، "هو تغيير أوقات الدوام الإداري وتقسيمه إلى ثلاثة أوقات، تمتد من السابعة والنصف صباحاً إلى الثامنة والنصف، من أجل تفادي تحرّك العربات في وقت واحد والحد من الاختناق المروري في المحاور الكبرى".

وعموماً يلجأ التونسيون إلى عرباتهم الخاصة من أجل تأمين تنقلاتهم اليومية، وذلك بسبب صعوبة التنقل عبر وسائل النقل العمومية التي تعرف خدماتها تراجعاً كبيراً واكتظاظاً، فضلاً عن عدم انتظامية الرحلات وتقادم الأسطول.

غير أنّ كثافة استعمال العربات الخاصة تكبّد الأسر والمجموعة الوطنية كلفة باهظة، تزيد الاختناق المروري الذي يضاعف نسبة استعمال المحروقات ويجهد العربات وسائقيها.

المساهمون